علّق الشيخ الحبيب على الهجوم الإرهابي الأخير الذي وقع في لندن يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شهر مارس 2017، والذي راح ضحيته خمسة أشخاص، وذلك بعد سؤال وُجِّه لسماحته في الجزء السابع والعشرين من السلسلة البحثية "أهل السنة أم أهل الخدعة؟".
وكان الدكتور أحمد حسين قد سأل في اتصاله ما إذا كان "الله ورسوله قد أمرا بذلك؟ وكيف وصل هذا التحريف إلى الإسلام، وهل الديانة البكرية تريد حرق الناس باسم الإسلام"؟
وأجاب الشيخ الحبيب بقوله "أنه بكل تأكيد ليست هذه من تعاليم الدين الإسلامي الصحيح، ولا يمكن أن يأمر الله عز وجل بمثل هذا الإرهاب وبمثل هذه البشاعة، ولا يمكن أن يكون هذا الفعل مرضياً عند رسول الله صلى الله عليه وآله الذي بعث رحمةً للعالمين".
وقال الشيخ أنه قبلها بأيام معدودة كانت لديه كلمة في الاحتفال بمناسبة ميلاد السيدة الزهراء عليها السلام وهلاك الطاغية الأول أبي بكر لعنه الله، ونبه الشيخ قبل هذه الحادثة إلى أن ترك هذه الأمة فَضْحَ أبي بكر وعمر وأمثالهما من أئمة الإجرام، وترك هذا الأمر وعدم إعلانه ونهي الناس عن إتباع هؤلاء هذا تماماً كفيروس الأيدز.
وأشار الشيخ إلى أن "الحاصل الآن في أمتنا هو أن ولاية أبي بكر وعمر كفيروس الأيدز، لكنه فيروس ديني وفكري. وأن الذي يحب أبي بكر من كل قلبه؛ سيتعمق في دراسة منهجهما وسيبحث في تاريخهما وسيتحول إلى وحش وإرهابي، لأن تعاليم أبي بكر وعمر هذه، وما رسماه ورسمه من في حزبهما -حزب السقيفة- عن النبي صلى الله عليه وآله أنه يأمر بمثل هذا. (حاشاه)
وتطرق الشيخ إلى سيرة القاتل المدعو خالد مسعود حيث قال "إذا قرأتم عنه، كيف تحول إلى هذه البشاعة والإجرام؟ هو أنه إنسان ولد في -بريطانيا- وفي هذه البيئة الغربية، إلا أنه ارتكب جريمة ما، وأودعوه السجن، وتعرف فيه على أناس متدينين لدى الطائفة البكرية، وأعطوه جرعات دينية، وجعلوه مفتوناً -بطبيعة الحال- بتلك الرموز الدينية كأبي بكر وعمر وعائشة ومن أشبه" فعاد ليرتكب تلك الجريمة بقتله الأبرياء، واصفاً إياه بالجنون.
وحول سر هذا الهجوم الإرهابي، قال الشيخ "إن السر هو أن هذه الأمة لم تقف وقفةً شجاعةً أمام التأريخ والتراث لكي تعزل الرموز الفاسدة ومناهجها الفاسدة، وتقول بوجوب محوها ونسفها نهائياً، واتباع رسول الله وأهل بيته الطاهرين عليه السلام". مضيفاً "أن هذا هو الدور الذي نقوم به، بإعطاء الناس حصانة من أن يصابوا بالفيروس".
وقال "أننا الوحيدون الذين لدينا علاج الأيدز من هذا النوع". ومستطرداً "أننا نعالج المصابين ونحولهم من عناصر تفجّر المجتمع، إلى عناصر تحفظ المجتمع، ومن عناصر الشر، إلى عناصر الخير".
وأشار الشيخ الحبيب إلى أن هناك عناصر من تنظيم القاعدة تشيعوا على يديه، وأن هناك ممن أرادوا استهدافه وقتله قد تشيعوا بحمد الله تعالى، وأحدهم من العاملين بقناة الرافضة الإنجليزية التابعة لهيئة خدام المهدي عليه السلام حالياً.
وعزا الشيخ ذلك الأمر إلى "تغيير الجذور والمنابع لذلك الشخص، وجعله يكتشف إسلامه من جديد" وقائلاً "أن الذي يحصل مأساة، من ارتكاب هذه الجرائم باسم الإسلام وباسم محمد صلى الله عليه وآله". وأضاف "ليت هؤلاء الذين يرتكبون تلك الجرائم؛ يرتكبونها باسم أبي بكر وعمر وعائشة، دون نسبتها إلى الإسلام، حتى لا يدفع الإسلام والمسلمون الثمن لمثل تلك الجرائم، حيث أصبح الدين الإسلامي اليوم منبوذاً -مع الأسف الشديد-، وأصبح العالم يرانا قنابل موقوتة!".
ولفت الشيخ الحبيب إلى أن هذا القاتل لم يكن مجنَّداً من قبل تنظيم داعش البكري قائلاً "لا تصدقوا بيان داعش الذي صدر في اليوم التالي عن تبنيه للعملية. بل إن داعش لم يكن يعرف اسم هذا الإرهابي الذي نفّذ العملية أصلاً". كاشفاً عن "أن أي بكري تديَّن ولو بالحد الأدنى، واستمع إلى بعض المقاطع للجماعات الإرهابية فإنه سيُبرمج تلقائياً للقيام بعمل إرهابي، بدون الحاجة إلى الاتصال مباشرة بالتنظيمات الإرهابية".
وقال الشيخ "إن استمرار الديانة البكرية "مصيبة" وتهديد للبشرية، وكلما ازداد الإنسان البكري تديناً؛ كلما ازداد إرهاباً ودموية، بخلاف الإنسان الشيعي الذي كلما ازداد تديناً؛ كلما ازداد رأفةً ورحمة، حتى يصل به الحال أحياناً إلى المغالاة في ذلك إلى حد التملق!". وواصفاً إياها -أي التملق- بالجريمة أيضاً، ومنتقداً في ذات الوقت حالة المعممين من أهل العالم الثالث والرابع من التملّق للمخالفين بمدحهم لأبي بكر وعمر وعائشة، كما فعل محمد باقر الصدر والوائلي وأضرابهما.
وأضاف الشيخ أنه يجب محاربة هذه العقيدة البكرية التي تستمد المنظمات الإرهابية فكرها وعقيدتها منها.
ودعا الشيخ الحبيب إلى تجريم الديانة البكرية، كتجريم النازية سواءً بسواء. لأن أصول هذه الديانة البكرية أصول تحفّز على الإجرام والإرهاب. ودعا إلى منع أي طائفة من البشر من اتخاذ أبي بكر كرمز ديني، داعياً في ذات الوقت إلى تجريمها. قائلاً "إن اعترافك بأبي بكر رمزاً؛ معناه اعترافك بجواز حرق الناس أحياء في مقابر جماعية، وهذا هو الذي صنعه أبو بكر. واعترافك بمالك بن أنس -مثلاً- إماماً ورمزاً؛ معناه تجوزيك لفتاويه وفقهه الذي يقول بجواز تعذيب المتهمين وانتزاع الاعترافات تحت التعذيب. مضيفاً أن هذا الفكر مخالف للإنسانية، قبل أن يكون مخالفاً للدين.
وأشار الشيخ إلى أن من يقول أن رمزه هتلر في أوروبا فإنه يُجرّم قانوناً، وكذا رفع صوره أو علم النازية، لأن النازية ضد الإنسانية والحرية، وكذلك البكرية والعمرية والعائشية والأموية وأمثالهم، كلها مذاهب ضد البشرية، ويجب العودة إلى أهل البيت عليهم السلام.
وتسائل في هذه الأثناء الأخ حسين الزبيدي -أحد الحاضرين للورقة البحثية- قائلاً "لماذ الغرب لا يجرّم الديانة البكرية رغم أنهم اكتووا بنارها"؟
حيث أجاب الشيخ على سؤاله "لأن حكومات الغرب جبانة، وأن كل حكومات الغرب معتقدة أن أصل المشكلة في مناهج التعليم والتربية الدينية البكرية وخصوصاً الوهابية، وأصل المشكلة في ما يسمى بالسعودية، وكلها تعرف ذلك الشيء إلا أنها حكومات جبانة، لأن لديها مصالح مع نظام آل سعود، فلا تريد أن تدخل في تصادم معهم". ومضيفاً أن الحكم في آل سعود هو داعش ولكن بنسبة مخففة، وحتى أن المناهج الدراسية لتنظيم داعش هي نفسها مناهج آل سعود مع تغييرات طفيفة!
وقال "أن الديانة البكرية تقوم على الضخ النفطي، فإذا تم قطع الإمداد المالي عنها فإنها تضمر شيئاً فشيئاً وتتلاشى"
وعن سبب عدم صدام الغرب مع نظام آل سعود قال "لوجود عقود وصفقات أسلحة ومصالح متبادلة" مضيفاً أن "في حكومة توني بلير اكتشفوا أن صفقة اليمامة -صفقة أسلحة- اكتشفوا فيها رشوى كبيرة، ووصلت القضية إلى القضاء البريطاني وتم فتح التحقيق بها، في حين هدد آل سعود بسحب الاستثمارات والأصول المالية من بريطانيا، وفي آخر لحظة أوقف مجلس اللوردات التحقيق وتم حفظه".
وتسائل الشيخ "لماذا هذا الجبن والتخلي عن المبادئ والقيم؟ ألستم تقولوا أنكم من دعاة الحفاظ على حقوق الإنسان وعلى السلام العالمي؟ أنتم متحالفون مع أنظمة إرهابية كنظام آل سعود! لماذا الكذب على الناس؟ إن حكومات الغرب جبانة، ولا تريد تجريم هذه الديانة لأنهم يعرفون أن حكومة آل سعود والحكومات العربية وبعض المنظمات سوف تحتج، فلا تريد أن تدخل في هذا الصراع".
وتطرق الشيخ الحبيب إلى دونالد ترامب -الرئيس الأمريكي الجديد- واصفاً إياه بالغبي والأخرق، وأن شجاعته التي يتصف بها خرقاء، وأن ليس لديه قرارات "مطبوخة" بشكل سليم.
وطرح الشيخ في نهاية تعليقه حلاً للمسلمين بتغيير سياسة الغرب وذلك من خلال التكتل الجيد وصناعة لوبيات في الغرب، التي بدورها ستؤثر على السياسة الغربية. عبر الضغط على صنّاع القرار من أجل تغيير سياساتهم، وهذا ما فعلته بعض الطوائف ونجحت فيه. مشيراً إلى "أن المسلمين وبالخصوص الشيعة لا يريدون ذلك، بل يريدون الاستمرار في الشعارات كـ "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" و"الموت لبريطانيا" واصفاً إياها بالشعارات السخيفة والتي أكل عليها الدهر وشرب".
وأردف قائلاً "يجب أن ندخل بالفعل لكي نميت السياسة الخرقاء الغربية ونتحالف مع الشعوب". لافتاً إلى "أن حتى الشعوب الغربية ليست راضية عن حكوماتها، وأن نسبة المقبلين على الانتخابات ببريطانيا قد قلّت بنسبة كبيرة". ضارباً المثل بالانتخابات التي حدثت بالولايات المتحدة واختيار الشعب لدونالد ترامب لا عن قناعة به، وإنما لأن الشعب سئم من السياسات الكاذبة لهيلاري كيلنتون والطبقة السياسية.
وقال الشيخ في ختام تعليقه أن هذه فرصة ذهبية للمسلمين لأن "يقدموا البديل للغربيين، وأن الأمة الإسلامية عندها مقومات لا تمتلكها أمة أخرى، لكن مشكلتها أضاعت البوصلة، فما عرفت تتجه بأي اتجاه، فأصبحت تسير بالاتجاه الخطأ، ولذا ستبقى أخس الأمم ومنبوذة ومكروهة من العالم كله. ولكن لو عثرت على الاتجاه الصحيح؛ حينذاك سترجع لتسيد الأمم، وستجدون أن الناس يدخلون في دين الله أفواجا". قائلا أن "أول خطوة بهذا الاتجاه هو تصحيح العلاقة مع الله، وذلك بالرجوع إلى أهل البيت عليهم السلام والدين الصحيح". مضيفاً أن "هذه الخطوة التصحيحية هي أول الخطوات، وبعدها تأتي الخطوات تباعاً، فتعالوا وساعدونا لنعود إلى الله تعالى ونرضيه عنا ونعمل بالقيم الإسلامية الصحيحة، حينذاك ستجدون أن الإسلام يعلو ويعلو ولا يعلى عليه كما هو دائماً إن شاء الله".
تعليق الشيخ الحبيب على الأحداث الإرهابية الأخيرة في لندن: