3 جمادى الأول 1438
نعى الشيخ الحبيب فقيد العلم والتقى والجهاد آية الله العظمى السيد محمد علي الطباطبائي الذي توفي مساء أمس الأربعاء عن عمر ناهز ثلاثة وسبعين عاماً قضاها في خدمة الشرع الحنيف.
وإذ رفع الشيخ التعازي إلى المقام الأقدس لمولانا صاحب الأمر عجل الله فرجه الشريف فإنه استذكر ما كان يتميز به الفقيد الكبير من ولاء وإخلاص لأهل بيت النبوة صلوات الله عليهم حيث كان شديد التعلق بهم، سريع الدمعة لأجلهم، حتى أنه كان يبكي لا لذكر مصائبهم فحسب بل حتى لذكر فضيلة من فضائلهم.
ونوّه الشيخ بأن السيد الطباطبائي قدس سره كان من المراجع الذين اقتنعوا بنظرية أهل العالم الأول في العمل الدعوي حيث كان يهاجم رموز النفاق والطغيان كأبي بكر وعمر وعائشة ويلعنهم بأسمائهم علانية، مضافاً إلى وقفاته المشرّفة مع التيار الإسلامي الرافضي.
وأشار الشيخ إلى ما كان يتمتع به المرجع الراحل من ذائقة فقهية قوية حيث كان سريع الاستحضار للمباني والأدلة والأقوال ما إنْ يُطرح أي بحث علمي مع سماحته. كما كان يتميز بروح علمية نقدية صبغت فتواه بصبغة تجديدية ملحوظة. وقد خلّف سماحته كتباً وآثاراً نافعة للحوزات وطلبة العلوم الدينية.
وقال الشيخ الحبيب أن للمؤمنين أن يتخذوا هذا السيد الجليل أسوة حيث إنه أبى إلا أن يواصل مسيرته في خدمة محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم) رغم كل ما حلّ به من ظروف صعبة، حيث جرى اعتقاله وسجنه عدة مرات، واضطر للهجرة إلى أكثر من بلد حتى استقر في لندن، وأصيب بأمراض عديدة مع تقدمه في السن، إلا أنه مع كل ذلك كان يتحامل على نفسه ويواصل دوره في الوعظ والإرشاد رغم ثِقْلِ لسانه جرّاء جلطات قلبية ودماغية تعرّض لها.
وذكر الشيخ أن الفقيد الكبير كان مشهوداً له بالتواضع وطيبة القلب، فلم يُعرف عنه التكبّر على أحد رغم مقامه المرجعي والفقهي. كما كان يسارع إلى تلبية حاجات المؤمنين أينما حلّ وارتحل بكل ما يستطيع ويقدر عليه. فرحمة الله عليه وألحقه الله تعالى بأجداده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.