2007 / 11 / 23
إثر تصعيد الجماعات الوهابية في الكويت حملتها العدائية ضد هيئة خدام المهدي (عليه الصلاة والسلام) قامت الهيئة عبر مكتب لندن بالرد رسميا على الافتراءات والأكاذيب والاتهامات التي روّجها الوهابيون في الصحافة ضد الهيئة والعاملين فيها، وضد مؤسسها سماحة الشيخ ياسر الحبيب.
وقد نشرت جريدة الوطن الكويتية الردّ موقّعا باسم السيد علي الموسوي مدير مكتب لندن، وذلك على صفحة كاملة تحت عنوان: ”هيئة خدام المهدي ترد: نحن هيئة تثقيفية سلاحها الكلمة.. والتيار التكفيري هوالتيار الوهابي السلفي!!“.
وقد أعرب خدام المهدي (عليه الصلاة والسلام) في بيانهم عن اعتزازهم وفخرهم بالشيخ الحبيب، وذلك ردا على اتهام الوهابيين إليهم بأنهم ”احتفوا بياسر الحبيب بعد خروجه من السجن زاعمين أنه نال كرامة العباس“، مؤكدين أن ذلك من حقهم. كما ردّوا على اتهام الشيخ بأنه قد بدأ تيار التكفير للشعب والحكومة، وهو الاتهام السخيف حيث إن المكفّرين للشعب والحكومة معروفون وهم مشايخ الضلال الوهابي الإرهابي.
يُذكر أن هذه الحملة العدائية الجديدة التي شنّها الوهابيون عبر نائبهم في البرلمان وليد الطبطبائي وكتّاب مقالاتهم في الصحف تأتي بعد رواج (تقويم الكساء) الذي تصدره الهيئة سنويا حيث وردت فيه روايات عن أهل بيت العصمة (عليهم الصلاة والسلام) في التظلم من أعدائهم وقتلتهم، كالجبت والطاغوت، أبي بكر وعمر، والحميراء عائشة (لعنة الله عليهم). وقد ثار الوهابيون غيظا لاستمرار نشاطات الخدام في الكويت رغم كل الضربات الأمنية الموجهة لهم، وبلغ غيظهم مبلغ تحريض السلطات على كل شخص وضع شعار (خدام المهدي عليه السلام) على سيارته وهم الذين يعدّون بعشرات الآلاف!
وقد نال ردّ الهيئة استحسان الجمهور الشيعي في الكويت ووصفوه بالرد المتين والرصين. وفي ما يلي النص الكامل للرد:
السيد رئيس تحرير جريدة الوطن الكويتية المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ أيام تنشر جريدتكم مقالات لكتّاب يحاولون فيها الإساءة لهيئة خدام المهدي (عليه السلام) والتحريض عليها، وكان آخرها مقالة للكاتب أحمد عبد الرحمن الكوس تحت عنوان: [هيئة خدام إبليس]، ومقالة للنائب وليد الطبطبائي تحت عنوان: [من أمن العقوبة أساء الأدب].
ونظرا لما اشتملته تلك المقالات من مغالطات، وتجريح للهيئة والعاملين فيها واتهامهم بالمروق من الدين الحنيف، فإننا نطلب منكم نشر هذا التوضيح في جريدتكم واثقين من التزامكم بشرف مهنة الصحافة وما تقتضيه من حفظ حق المجني عليهم بالرد وعرض مختلف الآراء بموضوعية وحيادية.
(1) إن هيئة خدام المهدي (عليه السلام) هي هيئة تثقيفية إسلامية تطوعية عالمية هدفها تنمية المجتمعات إيمانيا وفق رسالة أهل البيت الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وليست تيارا تكفيريا أو تنظيما سريا كما زعم المحرّضون، والهيئة تنتهج نبذ العنف مطلقا، واللجوء إلى سلاح الكلمة والمنطق والدليل فقط. أما التيار التكفيري الحقيقي الذي يمزق الأمة الإسلامية فمعروف للجميع، وهو ذلك التيار الوهابي السلفي الذي فرّخ لنا الجماعات الإرهابية المتعطشة للقتل وسفك دماء الأبرياء في كل مكان في العالم، ومن بينها الكويت.
(2) إن كون نشاطات وإصدارات هيئة خدام المهدي (عليه السلام) تتميز بالطرح الإسلامي الإمامي الصريح والشجاع يعكس إيمان قيادتها بضرورة عودة الأمة إلى ولاية أهل البيت الطاهرين (عليهم الصلاة والسلام) والبراءة من أعدائهم (عليهم اللعنة والعذاب) حتى تتمكن الأمة من تحقيق التقدم ومعالجة سلبيات الماضي، وهذا الطرح إنما ينبني على ذكر الحقائق التاريخية، وإذا كان البعض لا يعجبهم طرح هذه الحقائق خوفا على عقائدهم أو مذاهبهم فإن هذا شأنهم وليست الهيئة في وارد مجاملة أي طرف أو طائفة لتضطر إلى إيقاف نشاطاتها وإصداراتها التوعوية.
(3) إن من جملة مبادئ خدام المهدي (عليه السلام) المناداة بالتعايش السلمي بين مختلف الأديان والطوائف، وذلك على أرضية الإيمان بالاختلاف الطبيعي في ما بينها، والقبول بهذا الاختلاف بكل ما فيه من مفردات ورفع الحساسية عن مناقشتها بكل صراحة وعلنية، فإن ذلك هو السبيل لتحقيق التوائم الاجتماعي، أما التعتيم على هذه المفردات الخلافية فإنه يزيد من درجة الحساسية بين الطوائف، فيكون أدنى احتكاك في ما بينها قابلا للاشتعال. وكما أن الهيئة لا تجد حرجا في أن يطرح أي طرف أوراقه ضد شيعة أهل البيت عليهم السلام، لأنها ستجابَه بمناقشة تفنّدها، فإن على الأطراف الأخرى أن تبدي ليونة تجاه الأوراق التي تُطرح ضدّهم أيضا. وهذا هو معنى التعددية في صورتها المُثلى.
(4) إن شيعة أهل البيت (عليهم السلام) وطوال عقود مضت وحتى الآن، مازالوا يتعرّضون إلى حملات التكفير وزرع الكراهية من قبل طوائف وجماعات وأنظمة لا تريد لهم الاستمرار ولا تريد أن تصل صورتهم الحقيقية إلى باقي أفراد الأمة، ومع كل هذا فإن شيعة أهل البيت (عليهم السلام) لم يبدوا انزعاجا يُذكر من هذه الحملات مع ما فيها من افتراءات وأكاذيب لا تمت إلى الحقيقة بصلة، بل كانوا يتقبّلون كل هذا ولو على مضض، لأنهم واثقون من أحقية عقيدتهم الإسلامية، وهذه الثقة بالنفس هي التي جعلتهم يغضّون الطرف عن هذه الحملات الظالمة لأن الحقيقة ستظهر يوما ما. لذا على الأطراف الأخرى أن تفهم أن استفزاعها الناس بمجرّد ورود أي انتقاد لأسسها المذهبية والعقائدية إنما يُظهر عجزا عن مقارعة الحجة بالحجة وينمّ عن خوف متجذّر في النفس من انهدام هذه الأسس وعدم صمودها أمام موجة التوعية.
(5) إن [تيار التكفير للبلد والحكومة وشعب الكويت] لم يبدأه سماحة الشيخ المؤسس ياسر الحبيب (حفظه الله) وإنما بدأته جمعية الإصلاح وجمعية إحياء التراث ورموزهما من المشايخ التكفيريين الذين كفّروا الحكومة ووصفوها بالعمالة للكفار، وكفّروا الشيعة وصفوهم بعباد القبور، وكفّروا الليبراليين ووصفوهم بالفسقة الفجرة، وكفّروا بقية الطوائف من عامة الشعب ووصفوهم بالصوفية والمبتدعة وما أشبه. وإن نظرة واحدة لهذه الأسماء التالية كافية لمعرفة من هو التيار التكفيري: سليمان بوغيث، عبد الله بن سبت، عبد الرحمن عبد الخالق، جاسم مهلل الياسين، حامد العلي، عثمان الخميس، أحمد القطان، وغيرهم.. وإن من نافلة القول أن كل طائفة من الطوائف الإسلامية تعتبر الأخرى ضالة وفي النار لورود حديث صحيح ثابت مجمع عليه عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول فيه: [ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة]. وعليه يكون من الطبيعي أن تكون هذه هي نظرة الشيعة لغيرهم، كما أنها نظرة غيرهم لهم، وإلا لما كان هنالك داع لهذا التمايز. فإذا كان المحرّضون يعتبرون هذا التعبير من الهيئة جريمة، فعليهم أن يعتبروا هذا التعبير منهم ومن طوائفهم جريمة أيضا، وعليهم أن يلغوا هذا الحديث الشريف من صحاحهم ويتبرؤوا منه، وإلا فإنه كما أنه يحقّ لهم ذكر هذا الحديث والتعبير عنه وتطبيقه على أنفسهم دون غيرهم من طوائف المسلمين، فكذلك يحق لغيرهم فعل ذلك.
(6) إن [تقويم الكساء] هو إحدى إصدارات الهيئة السنوية ويصدر منذ أربع سنوات، وهو يتضمّن مواقيت الصلاة الشرعية حسب فقه الأئمة المعصومين من أهل بيت النبي محمد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) كما يتضمّن كلماتهم وأقوالهم النورانية. ولا يخفى على أحد أن موقف الأئمة (عليهم السلام) من بعض شخصيات الصحابة كان موقفا سلبيا بسبب ظلم هؤلاء لهم بل وتسببهم في قتلهم وتصفيتهم ومحاربتهم. وقد انعكس هذا الموقف على روايات أهل البيت (عليهم السلام) المتضافرة والمتواترة وفي مختلف مصادر التاريخ وكتب الفريقين. وعليه فإن ورود هذه الروايات في التقويم إنما جاء بشكل تلقائي ضمن مختلف الروايات المتنوعة التي نقلها التقويم عن الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم. وليس هنالك داع لتحميل هذا الأمر أكثر مما يحتمل وتصويره على أنه [إذكاء لروح الجهاد والقتال والإرهاب ضد أهل السنة والجماعة] كما زعم المحرّضون.
(7) إن من حق هيئة خدام المهدي (عليه السلام) الاحتفاء بمؤسسها سماحة الشيخ ياسر الحبيب (دام مجده) خاصة بعد نيله كرامة مولانا أبي الفضل العباس (صلوات الله وسلامه عليه) الذي حرّره من السجن بأعجوبة، وأنقذه من مخالب الإرهابيين الذين أرادوا قتله في السجن وتقييد حريّته من جديد لأكثر من عشر سنوات. وكما احتفى الوهابيون السلفيون بأحد مشايخهم الذي سجنته السلطات السعودية وهو [سلمان العودة] حين خروجه من السجن، فإنه يحق للشيعة هذا أيضا.
(8) إن المقصود من بعض شعارات الهيئة الواردة في التقويم كـ [يا زهراء قسما سنثأر] ليس تصفية ما يسمى أهل السنة والجماعة كما يحاول المحرّضون إيهام المجتمع به، فإن الهيئة أبعد ما تكون عن اللجوء إلى العنف أو قتل الأبرياء فكيف بمن بيننا وبينهم معاشرة وتاريخ خاصة في الكويت، وإنما المقصود به الاقتصاص من قتلة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) عندما يظهر حفيدها الإمام المنتظر المهدي (أرواحنا فداه) حيث سيقوم بإرجاع هؤلاء القتلة إلى الحياة والاقتصاص منهم، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا المشاركة في ذلك.
(9) إن ذكر التقويم لتاريخ إقدام الوهابيين على قتل مجموعة من الحجاج المؤمنين الشيعة الكويتيين أثناء أدائهم لمراسم الحج في عام 1407 للهجرة الشريفة أمر لا يمكن لعاقل أن يراه معيبا، فهو تعبير عن الرفض لهذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها الأبرياء بسبب سياسات الدول المتضاربة أثناء الحرب العراقية الإيرانية، حتى وإن تلبّست هذه الجريمة بلباس القانون، فالجميع يعلم أن آلاف الجرائم بحق الإنسانية تُرتكب يوميا بسبب القوانين الظالمة.
(10) إن هيئة خدام المهدي (عليه السلام) تعبّر عن اعتزازها بجمهورها العريض في الكويت، الذي يرفد مشاريعها الثقافية والخيرية، ويشترك في إصداراتها ومجلاتها، ويعبّر عن انتمائه الفكري لها من خلال وضع شعارها على السيارات والمركبات وما أشبه. وإن محاولات التأليب على هذا الجمهور من قبل الرافضين لمبدأ التعايش وبهذا الأسلوب الرخيص ستلحق بهم العار وتظهر صورهم الحقيقية في كره الآخر.
(11) تود هيئة خدام المهدي (عليه السلام) أن تؤكد مجددا أنها لا تتعاطى في السياسة، وليس لها شأن بالحكومات والدول، وأنها تمارس نشاطاتها التوعوية سلميا في كل مكان بالأدوات المتاحة. وعليه فإنه مع صرف النظر عن مسألة موقف الحكومة الكويتية تجاه نشاطات الهيئة والسماح لإصداراتها بالتداول فإن الهيئة ليست مسؤولة عن وصول هذه الإصدارات إلى الكويت بنحو أو بآخر خاصة في ظل تحوّل العالم إلى عالم مفتوح. كما تود الهيئة أن تؤكد مجددا على أنها ليست مدعومة من أيٍّ من الشخصيات السياسية أو نواب البرلمانات لا في الكويت ولا في غيرها.
(12) توصي هيئة خدام المهدي (عليه السلام) كتاب مقالات الصحف بالاهتمام بتناول القضايا المهمة التي تتصل بالمستقبل بدلا من اجترار الفتن والعيش على خلق المشاكل والاعتماد على الأكاذيب والافتراءات لاستفزاع الناس.
وتفضلوا بقبول فائق التحية والاحترام راجين التكرم بنشر هذا التوضيح في جريدتكم الموقرة.
السيد علي الموسوي
مدير مكتب لندن