2015 / 04 / 15
بعد رفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمولانا الإمام صاحب العصر والزمان الحجّة بن الحسن الثاني (عليهما السلام)، بمناسبة ذكرى ميلاد جدّته المنصورة فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) وذكرى هلاك عدّوها أبي بكر بن أبي قحافة (لعنة الله عليهما) لسنة 1436 هجرية، ألقى سماحة الشيخ الحبيب كلمة خاصة في الاحتفال السنوي الذي أقامته هيئة خدّام المهدي (عليه السلام) بهذا اليوم السعيد، كان أبرز ما جاء فيها:
”ورد في الرواية الشريفة في (تفسير فرات الكوفي) أن حجّة الحجج وملكة الإسلام سيّدتنا فاطمة (عليها السلام) خُلِقت من مرابع الجنة التي عرضها السماوات والأرض، حين أهدى الله جلّ جلاله لرسوله محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) تفاحة أتاه بها سيّد الملائكة جبرئيل وهو يضمّها إلى صدره، فأخذها النبي وقبّلها ووضعها على عينه وضمّها إلى صدره أيضا، فأمره الله أن يأكلها فامتثل لأمره تعالى ورأى منها نوراً ساطعاً حين أفلقها، ليخبره جبرئيل بأن هذا نور المنصورة فاطمة إذ تحوّلت إلى نطفة من صلبه حين واقع خديجة (عليها السلام) بوحي من الله عز وجل فحَمَلت بجنين يحدّثها من ظلمة الأحشاء، جعل الله بذريته الأئمة الذين يهتدي بهم المؤمنون.
وورد في الخبر عن ابن عباس أنه: لما سقطت فاطمة الزهراء إلى الأرض أزهرت الأرض، وأشرقت الفلوات، وأنارت الجبال والربوات، وهبطت الملائكة إلى الأرض ونشرَت أجنحتها في المشرق والمغرب، وضرَبت عليها سرادقات وحُجب البهاء، وكنفتها بأظلّة السماء، وغشيَ أهل مكة ما غشيهم من النور، فكان أول ما قالت عليها السلام: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن أبي محمّدا رسول الله، وأن عليّاً سيّد الأوصياء، ووُلدي سادة الأسباط. (الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي - الصفحة 286)“.
كما نقل الشيخ الحبيب عددا من الأحاديث التي تروي فضائل السيدة الزهراء عليها السلام، في مصادر الخاصة والعامة، مبيّناً أسنادها ومصادرها المستفيضة ودلالتها الاعتبارية في شأن بضعة رسول الله (صلى الله وآله وسلم)، قبل أن يشير إلى محاولات العدو لردّها والتشكيك في وثاقة صدورها والالتفاف حول معانيها بدافع نصب العداء لأهل البيت عليهم السلام.
وفي نهاية حديثه تطرّق سماحته إلى المغضوب عليه أبوبكر بن أبي قحافة (لعنة الله عليه) بمناسبة ذكرى هلاكه، مؤكدا خسرانه المبين بخصومته لسيّدة نساء أهل الجنة وموقفه العصيب معها يوم القيامة، مستوقفاً الأنظار على شكاية السيّدة الزهراء (صلوات الله عليها) وتظلّمها لبعلها الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) من هذا الطاغية المنافق، حين قالت: ”هذا ابن أبي قحافة.. والله لقد أجهر في خصامي“ (المناقب لابن شهر آشوب).
ثم ختم الشيخ الحبيب كلمته بهذا الاحتفال، قائلا: ”بالنيابة عن هذا الجمع المبارك والأمّة الإسلامية الرافضية المجيدة، نقول لكِ يا سيّدتي: لئن كان هذا الظالم قد أجهر في خصامكِ فها نحن نذيع ونعلن ونجهر بخصامه، لعلنا نقدّم شيئاً لكِ في مناصرتكِ يرضيكِ عنّا، إنما نريد رضاكِ يا فاطمة، لأن رضاكِ رضا ربّنا، نريد رضاكِ لأن رضاكِ طريقٌ للجنة ولا يمكن أن يدخل أحدٌ الجنة دون أن ترضي عنه، إذ رضاكِ مفتاح ما يشملنا بقول الله {هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}“.
هذا وقد شارك في الحفل بعد قراءة المقرئ صباح البدري لآيات من الذكر الحكيم، كل من: الشاعر عبد الجليل الخفاجي (قصائد باللغة العربية)، والشاعر إسلام عباس (قصائد باللغة الإنجليزية)، والسيد وائل الحسني (كلمة باللغة الفرنسية)، إلى جانب كلمة سماحة الشيخ محمد سيروس (باللغة الإنجليزية) والتي جاءت في الختام قبل توديع مشاهدي قناتي فدك وصوت العترة عبر عريف الحفل الباحث جمال السلمان.