عبر تسجيلٍ متلفز بثته قناة (صوت العترة) عليهم السلام وقناة (فدك) الزهراء البتول عليها السلام، ورُفِعَ لاحقا على شبكة الانترنت صبيحة يوم الثلاثاء الخامس عشر من شعبان 1434 هجرية، الموافق لذكرى ميلاد الإمام الحجة عليه السلام، توجّه سماحة الشيخ الحبيب إلى الأمة بخطاب حول تحديات الواقع المعاصر بعد المذبحة التي وقعت على شيعة مصر، وأدت لاستشهاد الشيخ حسن شحاتة وشقيقه وإثنين آخرين كانا برفقتهما في إحياء هذه المناسبة، التي تلى احتفالهم بها اعتداء حشود ناصبية غفيرة عليهم في قرية زاوية أبو مسلم المصرية المتاخمة لطريق المنصورية، ومن ثم التمثيل بجثامينهم بسحلها على الأرض، وإطالة اليد على النساء والأطفال ما خلّف أيضا ثمانية جرحى أصيبوا بجراح متفاوتة الخطورة.
الشيخ الحبيب أدان المجرمين الذين ارتكبوا هذه الفاجعة العظيمة التي سماها بالمذبحة، ونوّه أنها على ما فيها من أذى للنفوس من هول بشاعتها ستنقلب فتحًا جديدا للتشيع في مصر، لأنها ستجر العواطف نحو الطرف المظلوم فتنشر منهجه وتحييه فيحيى به منهج رسول الله صلى الله عليه وآله وعترته الطاهرين، بينما ستكتب بالمقابل شهادة الوفاة للمنهج الفظ الغليظ والمسلك المنحرف الذي سار عليه خط النفاق في الإسلام.
معيدًا سماحته التذكير بما جرى للإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام، حين اعتقدت زمرة البغي والوحشية أنها قضت عليه، ثم تبين أنها بقتلها له (عليه السلام) تسببت في انتشار منهجه ونموه حتى صار شعلة لدين الله عز وجل، وبشـّر سماحته بأن الأحداث بمجموعها مقدمة لإرهاصات عودة هذه البلاد بأكملها إلى حاضنة التشيّع والرفض كما كان حالها في سابق عهدها.
وشدد الشيخ الحبيب «حفظه الله» على أن تلك المشاهد المروعة كانت متوقعة الحدوث من قِبل من يتبع زمرة الباطل والنفاق، فلا ينصدم بها من قرأ التاريخ ولا يتعجب منها من يعرف قذارة القوم المرتكبين لها، قبل أن يحث سماحته الأخوة الشيعة المصريين على أن يواصلوا نشر الوعي في ديارهم في التحذير من موالاة أمثال أبي بكر وعمر وعثمان (زاد الله عذابهم) معتبرًا هذا العمل بمثابة الثأر الحقيقي للشهداء لما فيه من هدّ أركان العدو.
ونصح الشيخ الحبيب الناشطين الشيعة في مصر بالعمل على تكثيف جهودهم عبر التعاون فيما بينهم لردع المعتدين بشتى السبل السياسية والاجتماعية، سيما في السعي لإزاحة حكم الإخوان الشياطين عن تزعم الدولة، والعمل بتكليفهم الشرعي في الجانب الأمني لحماية أنفسهم، والاندماج مع الأطياف الأخرى بالمجتمع من المجموعات الساعية لإبعاد طيف السلفية الإرهابية المتواطئ مع الحكم، والتحرك على الصعيد العالمي بكشف الانتهاكات لحقوقهم وحريتهم الدينية والجرائم اللاإنسانية المرتكبة بحقهم ليتحقق الضغط اللازم لرفع الظلم عنهم، والسعي لمحاسبة ومحاكمة المحرضين على تصفية الطائفة الشيعية.
كما دعا سماحته شيعة الخارج إلى مد يد العون لإخوانهم داخل مصر، معربًا عن تأييده لدعوة المؤتمر الإسلامي الرافضي لتسيير المظاهرات والاعتصامات لأجل الضغط على الحكومة العراقية لتجميد عقد تزويد نظام القاهرة بامدادات النفط العراقي، وذلك تمهيدًا لإضعاف حكم المدعو محمد مرسي الآيل للسقوط.
وفي الختام أعاد سماحة الشيخ الحبيب تذكير الأطراف المعادية بأن المد الشيعي لن يتوقف بل سيستمر، متوعدًا إياهم بأن دماء الشيعة لن تذهب هدرًا بل ستواصل مسيرها في قهر الظروف لإيقاف هذا المد، سائلاً للشهداء جميعًا الرحمة والمغفرة.