بكري متشيع من صربيا كاد أن يكفر بالله بسبب أفعال النظام الإيراني ينتقل إلى منهج الشيخ الحبيب وينشط بجدية قصوى لإعلاء الصوت البرائي الرافضي

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

2013 / 05 / 22

على خطى غيره من الناشطين خلف الستار، والمتوارين عن الأنظار، ينشط الأخ المتشيّع الصربي سند زاهروفيتش بنشاط منقطع النظير في تبليغ عقيدة أهل البيت «عليهم السلام» إلى أبناء بلده وقومه الناطقين باللغة الصربية، إذ يصل الليل بالنهار بخالص الجد والاجتهاد لترجمة محاضرات عدد من خطباء المنبر الحسيني، الذين كان من بينهم سماحة الشيخ ياسر الحبيب، ناقلا ما يقع عليه اختياره من محاضرات باللغة العربية إلى لغته الأم، بإدراج نصوصه التي عمل على ترجمتها بكل دقة واتقان وقام بإخراجها في مقاطع فيديو مميزة لتنشر على قناته بموقع اليوتيوب.

الأخ سند زاهروفيتش البالغ من العمر 25 ربيعا، والذي يعود أصله إلى مدينة نوفي ساد، ثاني أكبر المدن الصربية التي يقطعها نهر الدانوب، روى لكادر العاملين بالقسم العربي لموقع القطرة قصته في تعرّفه على أهل البيت الطاهرين «عليهم السلام» فاستبصاره النور من خلالهم، قبل أن يسير بثبات في طريق إسلام الحق الذي جاء به المصطفى «صلى الله عليه وآله» وأوصيائه الشرعيين صلوات الله عليهم أجمعين.

كان أحد روّاد موقع القطرة الكرام قد تنبّه لهذا الأخ الموالي، فآثر تنبيه العاملين بالموقع حول قضيته، بعدما لوحظ نشاطه الملموس باللغة الصربية وتأثير المقاطع التي يترجمها على الناطقين بهذه اللغة، وبعد مراسلة الأخ الصربي الكريم وسؤاله عن كيفية انتقاله إلى هذا المنهج، أبدى الأخ ترحيبا وتقديرا كبيرًا لتلك الرسالة التي تسأل عنه وعن أحواله، فصحب ترحيبه الثقة بالنفس للحديث عن تفاصيل مرحلة انتقاله من الإسلام المزيّف الذي جاء به المنافقين من أضراب أبي بكر وعمر وعائشة، إلى إسلام علي والزهراء والحسن والحسين والأئمة المعصومين من ولد الحسين صلوات الله عليهم أجمعين، أصل الإيمان والعروة الوثقى، كما أكد الأخ المستبصر أنهم قادوه لسلوك هذا المنهج الرافضي الأصيل في نهاية مشوار مطالعاته.

زاهروفيتش، بدأ الحديث عن نفسه قائلاً: ولدت وتربّيت في كنف عائلة كانت مسلمة بالإسم، إذ كان والدي البكري شاربًا للخمر بل وآكلاً للحم الخنزير، وتاركا للصلاة، وحتى الصيام في شهر رمضان، فضلاً عن بغضه للعلم والمعرفة؛ معلقـًا على ذلك بأنه من الطبيعي لمن تكون هذه بيئة نشأته أن ينشأ تاركا للصلاة، بعيدا عن إدراك أهميتها، وبعيدا عن معرفة الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه، ما خلا المعرفة السطحية به.

وأضاف: في البداية كان همي الأول هو أن أتعلم الصلاة كي أواظب على أدائها، كما كانت أمنيتي أن أتعلم أساسيات الإسلام، لكني انصدمت قبل حوالي ثلاث سنوات بأول احتكاك لي مع من يسمّون أنفسهم (مسلمين) ويدّعون أنهم تابعين لسنة (رسول الله) في مدينتي، بينما هم بكريون منافقون، صدمت بأنهم في كثير من الأحيان يحاولون استثارتي لكراهية الشيعة، مما جعلني أبحث بعمق في المسائل الخلافية مع الشيعة، وقد كنت آنذاك لا أزال أحمل فكرة أن كلا المذهبين سواءًا هذا أو ذاك هما سيّان فيما يذهبون إليه، ومن الضروري على المسلمين أن ينبذوا هذه الخلافات البسيطة كي يتوحدوا عقائديا.

وفي نقطة تحوّل أخرى أشار إليها زاهروفيتش قال: في خضم بحثي وتعلّمي أساسيات الإسلام تعرّفت على وهابي مصري، قام بتعريفي على بعض الوهابية البوسنيين وغيرهم من بني فرقته، وقد أكثروا عليَّ الحديث والبهتان ضد الشيعة، وصرّحوا لي بتكفيرهم وإخراجهم عن ملة الإسلام، كما استذبحوا أنفسهم لإيهامي بأن التشيّع قائم على مبدأ الظلم ومصادرة حقوق الآخرين، حتى أنهم أرسلوا لي ذات مرة مقطعًا يظهر فيه شخص ثمل يترنح سكرًا بينما ينهال عليه شخص آخر بالضرب، فقالوا أنظر: أن هذا المضروب (سني) وأنظر إلى هذا (الشيعي) كيف يضربه؟!

وأجمل الأخ الكريم الحديث عن هذه المرحلة بالقول: أني في هذه المرحلة وصلت إلى درجة من الاكتفاء باستماعي لجهة واحدة، وهي جهة كيل الاتهامات من طرف واحد، خصوصًا مع ما تتضمنه الاتهامات من نماذج مضحكة من قبيل هذا الطرح المتهافت الأخير المثير للسخرية، فقد وقع في نفسي أن استمع لجواب الجهة الثانية حول المواضع المتعددة لهذه الاتهامات، بعد أن خطر ببالي تسائل مشروع يقول أنه لماذا وجد ذلك المسلم سكرانـًا أصلا، على سبيل المثال؟ فكنت أتوق إلى أن أصل لشخص شيعي يجيبني على هذه التساؤلات، فبحثت وبحثت إلى أن تراكمت استفساراتي.

وفي يوم من الأيام صادفت عبر موقع الفيسبوك صديقي الوهابي المصري، فسألته عن رد الشيعة على ما يشاع حولهم وأكثرت عليه السؤال حتى شك بأني تشيّعت، واللطيف أنه قد أرسل لي طلب صداقة عبر عضوية أخرى، أراد من خلاله أن يمثل لي بأنه شيعي ليتأكد من عقيدتي، فوجدني أجهل الكثير كما كنت كذلك في تلك الفترة، إذ كنت لم أتشيّع بعد بل كنت في مرحلة البحث التي أطلق عليها مرحلة كوني لا شيعي ولا بكري.

ولأنه كان من الصعب عليّ أن أجد شيعيًا يعيش في مدينتي، اغتنمت الفرصة بسهولة التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، فتحدثت إلى شخص شيعي من لبنان، طرحت عليه جملة من استفساراتي التي كان من أهمها ما يخص حيرتي حول عداء الشيعة لأبي بكر وعمر وموقفهم السلبي من أهل السنة والجماعة على حد تعبيري، فأجابني بجواب مختصر هو: (أنَّ هذين الوغدين قد قتلا وظلما فاطمة الزهراء عليها السلام، والعيب فيكم أنتم لأنكم تتولونهما).

وعلى هامش كلامه حول رحلة هدايته، أردف الأخ زاهروفيتش: أن من بين الأمور التي جعلتني أتردد لاحقا في قبول صحة العقيدة البكرية، تلك الترديدات المتهافتة والمتخبطة التي كانت تأتيني، من قبيل أنَّ معيشتك مع والدك الظالم الذي يأكل لحوم الخنازير ويمنعك من الصلاة هي أفضل من أن تصبح شيعيًا تعيش مع الشيعة! إذ نجحت هذه الترديدات في البداية بإيجاد حاجز نفسي يبعدني عن التشيّع الذي هو إتباع لدين رسول الله الحق، لولا أني قد بدأت أتسائل عمّا يوجب عليَّ الثبات في القيام بالترضي على أبي بكر وعمر مع علمي بعدم احترامهما لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعدم احترام هذه العقيدة للنبي الأكرم باحترامها لهذين الرجلين والتماسها الأعذار لهما مع الاستبسال في مهاجمتها للشيعة، فتبينت لي فلسفة الأمر بأن من يكون مستعدًا لكي يحترم أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لابد وأن يكون مستعدًا لكي يحترم أعداء الشيعة قطعًا، مع تفهمي لضرورة احترام والدي رغم خطأه وضلاله، كما تبين لي أن كلام الشيعة أكثر منطقية من الكلام البكري الخاوي من المنطق إذ يعتقد بعدالة كل الصحابة ولا كأنهم بشر يصيبون ويخطئون وحالهم من حال البشر في القرن الواحد والعشرين إذ فيهم الطالح والصالح، فضلا عن احترام هذه الطائفة لعائشة وحفصة اللتان خالفتا القرآن الكريم بإيذائهما رسول الله.

وحول مرحلة اعتناقه للتشيّع قال سند: للأسف كانت بداية دخولي بالتشيّع خاطئة، إذ دخلت فيه عبر انصرافي نحو مؤسسة بتريَّة في مدينة سراييڤو البوسنية، وهي مؤسسة تدعى (مؤسسة الملا صدرا) ويرأسها رجل متعالم خبيث من أنصار الطاغية خامنئي، والمكان يقع تحت مسمى مركز ثقافي يدار بواسطة السفارة الإيرانية ويعمل من خلاله على تعليم اللغة الفارسية ونشر وترويج الأفكار والمسالك البترية الهدّامة، وقد ترددت بنفسي على هذا المركز ودرست فيه عند إمرأة بوسنية كانت تطالبني باحترام عائشة وتستدل عليّ بطريقة قال المعمم الفلاني كذا، وقال صاحب التفسير الكذائي في كتابه كذا، وقال فلان من علمائنا كذا وقال الآخر كذا، وأتذكر أني كنت أتألم لكوني لا أعرف الرد المناسب على طرحها، خصوصا وأني أجلس في غرفة تضع صورتين بالحجم العملاق إحداهما لخميني والأخرى لخامنئي، لكني أدركت حينها أن هذا الصنف من (الشيعة) هو خطر حقيقي على الإسلام إذ أنه بدلاً من أن يدافع عن مقام النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) تراه يستبسل في الدفاع عن عائشة، وكل همّه هو إقامة المؤتمرات للتمجيد والتفخيم بشخصية الخميني تارة، وبشخصية بكرية تدعى (جلال الدين الرومي) تارة أخرى، وتراه يوزع الكتب والكتيبات المؤلفة حولهما، وفوق ذلك ترى قياداته تؤدي الصلاة خلف المخالفين ولا تهتم إلا باسترضائهم، مع نهيها عن نصرة أهل البيت بتسقيط أؤلئك الأعداء الأوائل ولعنهم كما يفعل الشيخ الحبيب.

ونتيجة لعملي الميداني على فضح أعداء آل محمد عملاً بالمنهج البرائي، طولبت من تلك المؤسسة الإيرانية بالمغادرة، ثم قامت عائلة بكرية بالاعتداء عليَّ وسرق أفرادها ممتلكاتي الشخصية، ولم يكتفوا بذلك بل توجهوا بشكوى ضدي في مركز الشرطة مع عكسهم مجرى القضية، فظُلِمتُ وتم ترحيلي إلى الحدود الصربية، وقد عدت لفترة من الزمن إلى صربيا، قبل أن أعاود الذهاب إلى البوسنة في يوم كان يجري فيه عقد مؤتمر تأبيني للخميني، فاستغربت من وجود تلك العائلة البكرية حاضرة في المؤتمر، وكان أولئك الذين يسمّون أنفسهم شيعة يجلسون مع أفرادها متناسين كل ما فعلته بي، ويتضاحكون ويتسامرون معها وكأنهم ملـّة واحدة! فخرجت غاضبًا من ذلك المجلس ولولا رحمة الله لكدت أن أكفر بالإسلام.

وحول نقطة التحوّل الكبرى التي غيّرت مجرى حياته أفاد زاهروفيتش: كانت نقطة التحول عندي إنني شاهدت مقطعًا لسماحة الشيخ ياسر الحبيب، كان مترجمًا باللغة الإنجليزية تحت عنوان (ليس كل الشيعة شيعة حقيقيون) فأدركت منذ ذلك الوقت وجود نسختين من التشيّع، فبدأت بمتابعة مقاطع الشيخ ياسر المترجمة بكل لهفة، وكان المقطع الثاني الذي شاهدته يحمل عنوان (الزهراء عليها السلام ملكة على كل المسلمين) فعرفت ما هو (التشيّع البتري المنحرف)، وأشكر الله ثم الأخوة الذين ترجموا هذه المقاطع وأشكر شيخنا الحبيب وكل شيعي حقيقي على ما قدَّموه لي، فقد فهمت من حينها أن البترية ليسوا شيعة، وفهمت أنَّني كنت في ضلال، وأنني لم أكن شيعيًا حقيقيـًا، أما الآن فأنا أتحدث كما يتحدث الشيعة الحقيقيون، وأستغفر الله من وصفي للبترية بأنهم شيعة.

وفي ختام رسالته خطّ الأخ زاهروفيتش هذه الكلمات البسيطة التي آثرنا عدم تغييبها، إذ كانت خاتمته: أملي وأمنيتي الآن هي الهجرة إلى لندن، للعمل بكل حرية، ثم الزواج من إمرأة شيعية، فالسعي لهداية أبناء بلدي عبر دعوتهم إلى الحق، وإظهار بطلان النسخة البكرية من الإسلام، وبطلان النسخة البترية من التشيّع، وأحمد الله أنني وجدت ما ينفعني وأتعلمه عبر المقاطع المترجمة لمرجعنا سماحة السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله.

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp