أمسى المؤمنون والمؤمنات في ليلة عيد الغدير الأغر لسنة 1433 هجرية أمسية رائعة على قناة فدك الفضائية مع برنامج الليالي الغديرية مع سماحة الشيخ ياسر الحبيب، حيث توالت المفاجآت في الليلة الثالثة من البرنامج والثانية من فتح باب الاتصالات بإعلان رجلين من أبناء أهل العامة من أصل سوداني تشيعهما لأول مرة، وإبلاغ إمرأة تونسية للشيخ بخبر تشيّعها على يديه قبل فترة محددة من الزمن.
كان أول المبشرين بزف نبأ تشيّعه وموالاته لأهل البيت الطاهرين في هذه الجلسة الأخ أشرف عبد الرحيم، وهو سوداني مقيم في لندن من عشر سنوات، تحدث عن نفسه بأن ما قاده إلى التشيّع هو بعض الأمور التي تعتلج في صدره، والتي كان من بينها مظلومية السيدة الزهراء عليها السلام وعدة مسائل أخرى ترتبط بأبي بكر لعنه الله، مؤكدا أنه قد وجد إجابات تساؤلاته عند الشيخ الحبيب، قبل أن يردف أنه تجول في عدد من المذاهب والطرق البكرية وكان يميل إلى الصوفية منها إلا أنه لم يجد الحق إلا في كلام الشيخ الحبيب في خلال رحلة بحثه التي استمرت أربع سنوات وقرأ فيها جملة من الكتب واستمع لمجموعة من المحاضرات، هذا وقد طلب الأخ أشرف من الشيخ أن يدعو له بالخير بعد تلقينه شهادات الإسلام الحق.
أما الأخ الثاني الذي آثر أن يعلن إلتحاقه بسفينة النجاة في هذه الليلة فكان الأخ مازن، وهو سوداني مقيم في الكويت منذ 35 عاما، أشار في معرض حديثه أن سبب تشيّعه هو ريبته في عمر بن الخطاب لعنه الله منذ أن كان على مقاعد الدراسة، حيث كانوا يلقنونهم في المدارس ما يسمى (فضائل عمر) والتي من بينها تجسسه على المسلمين خلافا لكتاب الله، وأضاف الأخ مازن أنه لم يقتنع بإجابات كهنة وحاخامات الطائفة البكرية بأن عمر كان يتفقد أحوال الرعية، فتزايدت التساؤلات في ذهنه إلى أن زاد طينها بلة مشاهدته خطبة دينية لأحد أئمة المساجد البكرية يبين من خلالها الخطيب معلومة هي أن الفاسق الذي نزلت فيه الآية {إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} هو الوليد بن عقبة، إلا أن المثير للسخرية هو إصرار ذلك الخطيب على إلحاق عبارة (رضي الله عنه) بهذا الرجل الفاسق مع إقراره بأنه هو الذي نزلت فيه هذه الآية الكريمة في كتاب الله، واستطرد الأخ الكريم أن حيرته ازدادت حينما عرف بتولية عمر وعثمان لهذا الفاسق على رقاب المسلمين، مما قاده إلى البحث في الكتب عن إجابات مقنعة لهذه المهزلة في إضافة هذه العبارة بعد اسم هذا الرجل وسبب توليته من هذين الرجلين مع ما جاء فيه من إدانة بالقرآن.
وأضاف الأخ مازن.. أنني كنت أسمع باسم الشيخ ياسر الحبيب منذ مدة ولكني لم أكن استمع إليه، وسبحان الله استمعت إليه وتفاجئت بقوة المنطق المقنع الذي يطرحه فقررت أن أعلن تشيعي على العلن هذه الليلة.
من جانبه كان الشيخ ياسر الحبيب أسعد الناس بهذه المناسبة، والابتسامة لم تفارق وجهه، بعد أن رأى نتيجة جهوده العملية على أرض الواقع بتلقينه شهادات الوحدانية والنبوة والولاية والبراءة لإثنين من المهتدين الجدد واللذان أضيف إليهم الأخت خديجة من تونس.
ودعا سماحته لكل المتشيّعين الجدد بأن يحفظهم الله في أنفسهم وأموالهم وأبنائهم وأهاليهم وأن يديم عليهم نعمة الإيمان والثبات على الحق إلى حين الوصول إلى الجنة، وأوصاهم بسلوك طريق الورع والتقوى ليغيظوا بذلك أعداء الدين من أعداء محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.