استنكر سماحة الشيخ ياسر الحبيب (حفظه الله) في الليلة الأولى لشهر رمضان المبارك 1433 هجرية الإهانة السافلة التي وجهها الناصبي اللبناني عبد الرحمن الدمشقية إلى كلٌ من سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) وبعلها أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين (صلوات الله وسلامه عليه) والتي يعف اللسان عن ذكرها.
موجها سماحته كلامه إلى من تزيّوا بالعمّة الشيعية وانتفضوا للدفاع عن عائشة (لعنة الله عليها) لمجرد احتفال أقيم في لندن بذكرى هلاكها رفعَ شعار (عائشة في النار) بالسؤال عن موقفهم اليوم من هذه الإهانة الوقحة التي وجّهها المأبون الدمشقية لبنت رسول الله صلى الله عليه وآله، داعيًا المؤمنين إلى المقارنة بين مستوى ردّة فعل هؤلاء المعمّمين في انتفاضتهم لعائشة ومواقفهم من إساءة المأبون الدمشقية ليكتشفوا هل أن هؤلاء شيعة بالفعل أم لا؟
وأعاد سماحة الشيخ الحبيب التذكير بقوله أن أكثرية أمّة التشيّع ليست شيعية خالصة، داعيًا عوام المؤمنين إلى عدم استبشاع هذه المقولة نظرا إلى ضجة هذه الأمّة حينما ينال من عرض عائشة ونومها حينما ينال من عرض السيدة نرجس (عليها السلام) والدة الإمام صاحب الأمر (صلوات الله عليه).
وأضاف سماحته.. أن هذه العمائم ينبغي عدم إفساح المجال لها كي تتكلم، لأنها لا تأخذها الحميّة على رموز الشيعة الحقيقية، سائلا المولى عز وجل أن يحشرها مع عائشة، متطرقا حفظه الله إلى ما قاله المدعو حسن نصر الله من تعريض بسماحته بأنه "عميل استعملته وشغلته المخابرات البريطانية" بالتوجّه إلى الله عز وجل ليأخذ بحقه منه بجاه الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء يوم القيامة، وتذلل سماحته إلى الله تعالى بالدعاء قائلا: (اللهم إن كان هذا الذي بهتوني به حقا، إن كنت فعلاً عميلاً لأحد أو موظفا لدى المخابرات البريطانية فاحشرني يا إلهي مع قنفذ ومع شمر ومع عائشة).
وشدد سماحته على أن كل إنسان شيعي يعرف مدى خطورة هذه الكلمة ويعرف أنه لا يقولها إلا صادق، مكملاً دعائه (وإن كانوا كاذبين يا إلهي فاحشرهم هم مع أولئك)، مبديا سماحته ألمه الشديد من إستباحة البعض للبهتان والكذب والطعن في الضمائر بلا بيّنة، موكلاً أمره إلى الله سبحانه بقوله (حسبنا الله ونعم الوكيل).
وأردف حفظه الله.. الآن لننظر إلى صلاح دين عصرنا أتأخذه الحميّة على فاطمة الزهراء أم لا؟ فهذا اختبار له الآن لأن الذي نطق بهذه الكلمة الكفرية بحق السيدة (صلوات الله عليها) لبناني، ونصر الله قال أن كلامه له علاقة فقط باللبنانيين ولا علاقة لي بمن هو جالس في لندن.
داعيا سماحته حسن نصر الله إلى إثبات رجولته بالدفع بحلفائه من دعاة ومشايخ الفرقة البكرية إلى أن يقبضوا على المطعون في عجانته عبد الرحمن الدمشقية وإسكاته إنتصارا للسيدة الزهراء عليها السلام بعدم تمرير هذه الكلمة مرور الكرام، إن كان صادقا في ميثاق شرفه الذي دعا إليه.
وعلى صعيدًا آخر، في الليلة الثالثة على قناة فدك الفضائية من الليالي الرمضانية، تلا الشيخ دعوة بثتها إحدى القنوات الناصبية على شريط الرسائل القصيرة مفادها حث ما يسمى بعناصر الجيش السوري الحر من أحفاد معاوية ويزيد إلى هدم مقام السيدة زينب بنت الإمام علي (عليها السلام) في ريف دمشق وكذلك مرقد السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليها السلام) في نفس المدينة، مؤكدا سماحته أن النواصب قد أعلنوا الحرب على مقدسات أهل البيت عليهم السلام لا من هذا اليوم بل من يوم إنقلاب سقيفة بني ساعدة؛ محمّلاً سماحته مسؤولية جل ما سيجري للشيعة برقبة ممثلي الجانب الشيعي الذين اصطفوا مع النظام ضد الثورة السورية بدلاً من التزامهم الحياد على أقل التقادير، إذ أنهم باصطفافهم مع الطرف الخاسر سياسيا أضافوا مخالفة أخرى إلى رصيدهم إلى جانب مخالفتهم الموازين الشرعية التي لا تسمح بالإصطفاف مع الظالم، فافسحوا بغبائهم المجال للإرهابيين والتكفيريين إلى أن يركبوا هذه الموجة ويأججوا الساحة ضد الشيعة عند كل فرد سوري باستغلالهم المشاعر الملتهبة للثائرين.
وأوضح الشيخ أن على السوريين أن يفهموا أن للشيعة مبادئ يعملون بها منها عدم الوقوف في وجه أي مظلوم يريد أن يقتص من ظالمه، داعيا إياهم إلى عدم تحويل مسار ثورتهم إلى حرب لإبادة الشيعة داخل سوريا أو لهدم مقدسات هذه الطائفة لأنهم سيخسرون هذا الحرب لكون الله هو المدافع عن رسوله وعن أهل بيت رسوله (صلوات الله عليهم).
وحيّا سماحته الأخوة السوريين الشيعة والمتشيّعين المرابطين في مقام السيدة زينب عليها السلام والذين هرعوا من أدلب ومن حلب ومن الفوعة لحماية حرمها الطاهر، مؤكدا سماحته تواصله معهم داعيا الله أن يجزيهم الله خير الجزاء لا سيما المتشيّعين منهم الذين هم أكثر جاهزية ونخوة للذب عن وديعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أرضهم.
إلا أن الشيخ أكّد في الوقت نفسه أن العدد والعدة المتوفرة للدفاع عن العتبات المقدسة في سوريا غير كافية لصد الاعتداءات والهجمات خصوصا مع تزايد تسليح وإرهاب ووحشية الطرف المعادي، راجيا سماحته من التنظيم المسمى (حزب الله) في لبنان التدخل في الميدان بكتيبة عسكرية للدفاع عن مقام السيدة زينب عليها الصلاة والسلام لأن الحرم ساقط لا محالة في يد النواصب ولا أحد قادر أن يردهم إلا هذا الحزب الذي يمتلك قوة عسكرية كبيرة ومدربة إلى جانب ترسانة أسلحته التي يتمكن بها أن يقهر دول، لما له من الخبرة، ناهيك عن تواؤمه مع النظام السوري الذي يستطيع أن يعطيه الضوء الأخضر ليشق طريقه إلى منطقة مقام السيدة زينب عليها السلام.
وسحقَ الشيخ بهذه الدعوة كل جراحه التي خلّفها البوْن الشاسع بين منهج سماحته العقائدي من جهة ومنهج هذا الحزب السياسي من جهة أخرى، مناشدا كل من يستطيع أن يضغط على أمين عام هذا الحزب أن يتحرك للدفاع عن مقدساتنا التي يحوم حولها الخطر وينبغي أن يكون لها الأولوية في دفاعنا، آملاً سماحته من الله تعالى أن يَحدث تحرّك عاجل باتجاه حسم هذا الموضوع.