بحضورٍ كريم من سماحة الشيخ ياسر الحبيب وسماحة الشيخ محمد سيروس والمتشيّع الفرنسي توماس، شهدَ مقر هيئة خدّام المهدي عليه السلام في غرة شهر شعبان المبارك لسنة 1433 هجرية حدثـًا مميزا بانضمام أحد الأخوة من بلاد المغرب العربي إلى ركب قافلة المهتدين والمتشيّعين على هدى محاضرات الشيخ الحبيب في العقيدة والتاريخ الإسلامي بفضل نور أهل البيت عليهم السلام.
الشاب إدريس بن رابح والذي عبّر عنه الشيخ الحبيب بأنه رابح في الدنيا والآخرة إن شاء الله، حضر إلى مقر الهيئة في لندن ليصوّر إشهار إسلامه وتشيّعه لأهل البيت الطاهرين بعد أن تشيّع قبل حوالي سنة، لكنه أصر إلا أن يلتقي بسماحة الشيخ الحبيب ليلقنه الشهادة بوحدانية الله وبنبوة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وبولاية فاطمة الزهراء والأئمة المعصومين والبراءة من أعدائهم ليبرزها أمام الملأ العام.
وعلى بركة الله عز وجل والصلاة على محمد وآل محمد واللعنة على أعدائهم وقتلتهم أجمعين وبعد أن سبق ذلك تلقينه الشاب المتشيّع سامي من فلسطين بدأ الشيخ الحبيب بتلقين الشاب الفرنسي من أصل مغربي والذي يعود أصله إلى مدينة الدار البيضاء لشهادات التشيّع الرافضي الأصيل وتتقدمها البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة والشهادة بأنهم في النار، وتلا ذلك مباركة الحاضرين للأخ المتشيّع حيث عانقهم وعانقوه مباركين له ركوب سفينة النجاة.
وحيّا الشاب إدريس الحضور الكرام قبل أن يخبرهم بقصة تشيّعه معرّفا نفسه بأنه كان مالكي المذهب حينما كان بكريا، قبل أن يبدأ بالتسائل عن تقاتل الصحابة فلم يقتنع بنظرية أن القاتل والمقتول منهم كلاهما في الجنة، وكمثال بدأ بعد الاطلاع على مجريات حرب صفين أن يتبرأ من معاوية الذي كان يحارب إمام زمانه، مستغربًا مما كان يجده من ترضي أساتذته الصوفية والمالكية على معاوية وتخطئتهم من يتبرأ منه لأنه يخالف مالك بن أنس، فشك في عدالة الصحابة إذ أيّة عدالة للصحابة التي يتقاتلون فيها ويلعن بعضهم بعضا؟.
وشكرَ بن رابح الوهابية على لعنهم سماحة الشيخ الحبيب والذين دفعوه إلى أن يستمع إلى دروس الشيخ ليبدأ بالبراءة من معاوية أولا ثم سائر من يتسمون بالصحابة وصولاً في نهاية المطاف إلى البراءة من عائشة، حامدًا الله على ذلك ومؤكدا على كلام الشيخ الحبيب أن سقوط عائشة كان سببًا رئيسيًا في دخوله إلى التشيّع وكان ذلك تحديدا بعد مباهلة الشيخ ياسر الحبيب مع المأبون محمد عبد الرحمن الكوس، فضلا عن اطلاعه على كتب أهل الخلاف والنظر في موقف فاطمة الزهراء عليها السلام من أبي بكر وعمر وغضبها عليهما، وقرائته سورة التحريم وتفاسيرها.
وقبل أن يعيد بن رابح القصة ذاتها باللغة الفرنسية دعا الشيخ الحبيب للأخ الكريم بالتوفيق وأن يقر عينه بتشيّع أهله وأقربائه وأصدقاءه، داعيًا إياه إلى السعي في هداية الآخرين إلى إسلام أهل البيت العظيم، ومهنئا إياه على تشيّعه وسائلا من الله تثبيته على ما هو عليه.