2012 / 05 / 17
وجّه سماحة الشيخ ياسر الحبيب رسالة خطية شديدة اللهجة إلى مقتدى الصدر استنكاراً لعقده مؤتمراً في النجف الأشرف تضمن رفعاً لشأن قتلة وأعداء رسول الله وآله (عليهم السلام) أبي بكر وعمر وعثمان (لعنهم الله)، كما تضمن دعوة للوحدة مع العمريين والوهابيين.
وفيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله آل الله واللعنة على أعدائهم أعداء الله
الصلاة والسلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين وعلى من بجوارك من الأنبياء والأوصياء والأولياء ورحمة الله وبركاته.
إلى الولد العاق مقتدى
سلام على من اتبع الهدى
أبلغ بك العصيان والسفه والعقوق مبلغ أن تؤلم قلب رسول الله صلى الله عليه وآله فتقعد مؤتمراً في مدينة أخيه أمير المؤمنين صلوات الله عليه تذكر فيه أعداء بضعته الصديقة الطاهرة فاطمة صلوات الله عليها بالثناء والإعظام؟! أما ألجمك الحياء من مولانا وإمامنا المفدى الحجة بن الحسن صلوات الله عليهما وأنت تنعت بالخلافة أبا بكر وعمر وعثمان لعنهم الله وتجعل مولى الموحدين أمير المؤمنين عليا رابعا؟! ثم تدخل من سميتهم «الصحابة» في مفهوم «القربى» ردا على الله ورسوله، وتفتي بغير علم فتستنكر سب الطاغية عمر وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك كما في معتبرة الكافي الشريف إذ قال: «وأكثروا من سبهم» مخالفاً بذلك هدي الأئمة الأطهار عليهم السلام إذ يقول صادقهم صلوات الله عليه كما في رواية الكشي عليه الرضوان: «نحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبّهما والبراءة منهما».
ثم تستحمق نفسك والناس بتبرئة الوهابية - كعقيدة وفكر - من الأمر بالإرهاب والقتل وتجعلها صنواً للشرع والعقل والدين والإنسانية؛ مناديا: «يا أيها العلويون! ويا أيها العمريون! ويا أيها الوهابيون! كفاكم تفرقاً»! وكأن الاجتماع مع العمريين والوهابيين القتلة والمجرمين ليس بإثم عظيم عندك! وكأن الضروري في الإسلام هو الاجتماع كيف كان وإن كان على باطل وخيانة عهد رسول الله صلى الله عليه وآله!
ويحك! أوما علمت ما قال نبينا الأعظم لوصيّه صلوات الله عليهما وآلهما؟ ألم تقرأ ما رواه الصدوق عليه الرضوان بإسناده عن سلمان المحمدي عن النبي صلى الله عليه وآله قال: «يا علي؛ إن الله قضى الفرقة والاختلاف على هذه الأمة، ولو شاء الله لجمعهم على الهدى حتى لا يختلف اثنان من هذه الأمة ولا ينازع في شيء من أمره ولا يجحد المفضول لذي الفضل فضله».
ألا بئس ما صنعت، إذ جعلت الحق باطلاً والباطل حقاً، وأنت أنت الجاهل الذي لم يتعلم ولم يتأدّب، وصيّرك الزمن التعيس رأساً يسوق العامة، ولست تحسن حتى الكتابة والقراءة! وهاهي كلمتك المشؤومة هذه تشهد عليك، إذ فيها من الركاكة واللحن والأخطاء الإعرابية واللغوية ما يضحك الثكلى الحزينة.
ألا فاربع على ظلعك، وتب إلى الله تعالى مما اقترفت، وأعلن توبتك للناس لئلاّ يضلوا بسببك، أما تخاف يوم الحساب؟! أما تخشى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وسيدة نساء العالمين والأئمة الميامين - صلوات الله عليهم - خصماءك أمام الواحد القهّار إذ رفعت شأن رؤوس الكفر والضلالة والخيانة أبي بكر وعمر وعثمان الذين هدموا دين الإسلام هدماً؟!
أترضى أن يذكر أحد بالثناء صدام وهو قاتل أبيك أمامك؟ فما بالك رضيت ولم تستح أن تذكر بالثناء أبا بكر وعمر وعثمان وهم قتلة الزهراء أمام بعلها أمير المؤمنين في النجف الأشرف وهو القائل: «قد عزّ على علي بن أبي طالب أن يسودَّ متن فاطمة ضرباً»!
ألا تب وإلا فأنت شر من الكلب، لعقوقك أجدادك وآباءك. وقد قال الشاعر وصدق:
إذا العلوي تابع ناصبـــــيا بمذهبه فمـــا هو من أبيه
وكان الكلب خيرا منه حقا لأن الكلب طبع أبيــــه فيه
ياسر الحبيب
24 جمادى الآخرة ســ 1433 من الهجرة الشريفة
(الختم)