في حفل بهيج ضمّ المؤمنين والمحبين لأهل بيت سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله) بمناسبة ذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) وذكرى هلاك الطاغية الأول أبي بكر بن أبي قحافة (لعنة الله عليه) جدّد الشيخ ياسر الحبيب موقف المسلمين الرافض لزمرة المنافقين الذين جاءوا بانقلاب السقيفة الأسود وانقلبوا على رسول الله وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) وزوّروا الإسلام.
وبعد أن ذكر الشيخ أن حقيقة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام) تختلف في جوهرها عن حقيقة البشر لأن «فاطمة ليست كنساء الآدميين» كما ورد في الحديث الشريف، تناول الشيخ صوراً من حقد الخائنة المعلونة عائشة الحميراء على الصديقة الكبرى حيث كانت تبلغها في حياتها كل كلام يسوءها، أما في يوم استشهادها فقد قالت كلاماً يدل على السرور!
وفي هذا السياق نقل الشيخ حفظه الله تصريحات كبار علماء الإسلام كالعلامة المجلسي (رضوان الله عليه) أن من ضروريات الإمامية: «البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد وكل من حارب أمير المؤمنين صلوات الله عليه أو غيره من الأئمة ومن جميع قتلة الحسين صلوات الله عليه». مؤكدا سماحته أن الذين يخالفون ذلك ويريدون إجراء مصالحة مع أبي بكر وعمر وأعداء الله المنافقين هم «الوثنيون من منتحلي التشيع» وليسوا فقط «البتريين من منتحلي التشيع» وذلك طبقاً لما سمّاهم به صادق آل محمد عليهم السلام. حيث جاء في الرواية المعتبرة التي رواها شيخ الطائفة الطوسي (رضوان الله عليه) عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: «لو قد جاء أمرنا لقد خرج منه اليوم من هو مقيم على عبادة الأوثان»!
وأوضح الشيخ الحبيب أن اصطلاح (الأوثان) أو (الأوثان الأربعة) في كلام أهل البيت عليهم السلام يعني أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية، والإمام الصادق عليه السلام ينص هنا على أن في الشيعة من هو مقيم على عبادة هؤلاء الأوثان وعندما يظهر الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) سوف يخرج هؤلاء من التشيع. فهؤلاء إذاً هم الوثنيون البتريون الذين يدافعون عن هؤلاء الأوثان ويقولون أن الخلاف بينهم وبين أهل البيت (عليهم السلام) كان مجرد «خلاف سياسي»!!
ذكر الشيخ أيضاً أنه بفضل الله أحيينا قبل سنوات اصطلاح (البترية) وأنه كان متردداً في ذكر الاصطلاح الآخر (الوثنية) لأن المجتمع قد لا يكون مؤهلاً لتقبّل ذلك، لكن آن أوان كشف هذا الاصطلاح الآخر وتبيين الحقيقة للناس، أن هناك من ينتحل التشيع وهو «وثني» وعلامته الدفاع عن قتلة وأعداء أهل البيت (عليهم السلام) وفي مقدمتهم أبو بكر وعثمان وعائشة لعنهم الله، أو محاولة إجراء مصالحة نتخلى بها عن موقفنا الرافض لهؤلاء المنافقين المجرمين، أو تصوير الخلاف معهم مجرد خلاف سياسي، والترضي والترحم عليهم.
أكد الشيخ حفظه الله أن هؤلاء المعممين الذين يصرّحون بهذه التصريحات هم «خارجون عن التشيع، وثنيون، بتريون».
يُذكر أن الحفل البهيج شهد حضوراً متميزاً أكد ثقة الجماهير بمنهجية سماحة الشيخ والثلة المؤمنة معه في مقاومة أعداء آل محمد (عليهم السلام) وإظهار البراءة منهم وتحرير الإنسان الشيعي.
وقد شارك في الحفل المقرئ أبو مصطفى الصراف بقراءة الدعاء الشريف المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام والمعروف بدعاء «صنمي قريش». كما شارك في الحفل الرادودان المبدعان الملا محمد صالح الموسوي والملا حيدر الكرخي. فيما تولى الباحث عبد الله الخلاف مهمة عريف الحفل. وتم نقل الحفل على الهواء مباشرة في قناة فدك الفضائية.