2012 / 04 / 24
منذ أن تم توجيه الدعوة رسميا من مكتب الشيخ الحبيب في لندن إلى بقايا دعاة الفرقة البكرية لإجراء مناظرة جدية حاسمة على الهواء مباشرة مع سماحته حول موضوع: «هل الواجب على المسلم موالاة عائشة أم البراءة إلى الله تعالى منها؟».. منذ ذلك الحين لم يمتلك أحد من أبناء عائشة الرجولة الكافية للتقدم إلى المناظرة رغم الضوابط والشروط العادلة التي تضمنتها الدعوة.
إلا أن المدعو محمد الفزازي وهو داعية بكري مغربي ذو نزعة وهابية إرهابية لم يشأ إلا أن يكشف عورته كما فعل إمامه عمرو بن العاص في معركة صفين وذلك باختلاق أعذار مضحكة للفرار من المناظرة وتولية الدبر، فقال في مقال نشرته بعض المواقع المغربية موجها كلامه لسماحة الشيخ حفظه الله: «لست أنت من يحدد لنا كيفية تعريتك للناس، ولست أنت من يقرر منهجية المناظرة... وبما أنك أنت من يتحدى، فأنا أرفع التحدي وأسعد بفضحك على رؤوس الأشهاد وأنت مخير بين أمرين: إما أن تبعث لي "فيزا" تأشرة انجلترا وتذكرة الطائرة ذهابا وإيابا وحجزا في فندق مناسب على نفقتك الخاصة طيلة إقامتي في لندن... وعلي ألا أطالبك بأداء تعب التنقل وثمن الوقت الذي أظهر فيه على شاشة قناتك التي لم أسمع بها إلا اليوم... أو تأتيني إلى طنجة المحروسة على نفقتك الخاصة كذلك باعتبارك أنت من يتحدى ويطلب المناظرة ويحدد الموضوع... فإذا لم تفعل، ولن تفعل، وأتحداك أن تفعل... فقد برئت منك أمة الإسلام إلى يوم الدين، وهي بريئة أصلا وابتداء منك ومن كل من يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخاصة أم المؤمنين عائشة والخلفاء الراشيدين رضي الله تعالى عنهم وأسكنهم فسيح جناته ولو كره الروافض المجرمون».
هكذا يثبت المدعو الفزازي سفاهته وغباءه لأنه لو فتح عينيه جيدا وقرأ الضوابط المذكورة في نص الدعوة للمناظرة للاحظ البند التالي: «نظرا للإمكانات المادية المحدودة لقناة فدك فإن القناة غير ملزمة تجاه المناظرين من الجانب البكري بتكاليف السفر والإقامة في لندن، فعلى المتقدمين للمناظرة تحمل هذه التكاليف أو تحميلها لمن شاؤوا من حكوماتهم أو جمعياتهم أو الداعمين لهم إذا أرادوا الحضور إلى لندن، وإلا فإن قناة فدك ملتزمة فقط بتحمل تكاليف الاتصال الهاتفي بهم أثناء البث المباشر».
لقد كان مكتب الشيخ واضحا في هذا الخصوص فبيّن عدم إمكان التكفل بمصاريف من يريد أن يأتي إلى لندن من المناظرين البكريين وأن عليهم تأمينها بأنفسهم من مصادرهم الكثيرة، وذلك لأن إمكانات المكتب المادية محدودة جدا. ومع ذلك فقد التزم المكتب عبر قناة فدك بتأمين تكلفة الاتصال الهاتفي المباشر مع المناظرين في حالة عدم استطاعتهم المجيء إلى لندن لأي سبب من الأسباب، فما هو الداعي لأن يشترط المدعو الفزازي هذا الشرط وهو يعلم مسبقاً عدم إمكان تحققه؟! خاصة أنه قد ظهر أنه موضوع على قائمة الممنوعين من دخول المملكة المتحدة بسبب سجله الأسود في الإرهاب فلا يمكن أن يحصل على تأشيرة دخول. وفرضا استطاع مكتب الشيخ تأمين مصاريف سفره وإقامته فكيف يمكن له رفع اسمه من قائمة الممنوعين من دخول المملكة المتحدة ومنحه تأشيرة دخول وكأن الحكومة البريطانية تأتمر بأوامر الشيخ الحبيب وتلبي رغباته؟!
وما يبعث على السخرية أكثر هو الخيار الثاني الذي اشترطه المدعو الفزازي وهو أن يأتي سماحة الشيخ إلى طنجة المحروسة على نفقته الخاصة لتتم المناظرة! وهنا يستحمق الفزازي أيضا وكأنه لا يعلم أن سماحة الشيخ منذ أن قامت الحكومة الكويتية بتجريده من الجنسية لا يملك جواز سفر أصلا ومازال وضعه القانوني بحاجة إلى معالجة! وفرضاً استطاع السفر إلى المغرب فإن هذا لن ينفع في إجراء المناظرة لأن للشيخ مشاكل سياسية مع حكومات جميع الدول العربية ومن الطبيعي أن يتم اعتقاله منذ اللحظة الأولى التي تنزل فيها الطائرة في المطار وتسليمه تاليا للحكومة الكويتية أو السعودية، وبالتالي لا يمكن إجراء المناظرة ويكون تبرير الفزازي أن السلطات قامت باعتقال الشيخ الحبيب فما ذنبي أنا؟!
إذاً إن المدعو الفزازي يعلم مسبقاً عدم إمكان إجراء المناظرة في الصورتين، لأن قدومه هو إلى لندن غير ممكن، كما أن قدوم الشيخ إلى المغرب غير ممكن، وبالتالي قام بهذه الحركة البهلوانية حتى يبرر عدم رجولته في مواجهة سماحة الشيخ نصره الله، لأنه لو أراد فعلاً المواجهة لما اشترط هذه الشروط التعجيزية المضحكة ولأبدى موافقته على المناظرة عن طريق الهاتف أو وسائل الاتصال الأخرى مثل الإنترنيت، فإذا كان المهم عنده هو إجراء المناظرة و«فضح» الشيخ على رؤوس الأشهاد كما يدعي فما عليه إلا أن يكون رجلا ويتقدم للمناظرة بشجاعة لأنها لا يمتنع إجراؤها بهذه الكيفية، فلسنا نعيش في العصر الحجري حيث لا يمكن أن يتواصل إثنان بشكل مباشر مع بعد المسافة عن طريق وسائل الاتصال المختلفة.
أما استخدام لغة: «فإذا لم تفعل، ولن تفعل، وأتحداك أن تفعل، فقد برئت منك أمة الإسلام إلى يوم الدين، وهي بريئة أصلا وابتداء منك ومن كل من يسب الصحابة وأم المؤمنين عائشة...»!! فهي لغة لا تصلح إلا أن تكون مادة للتندر على صاحبها وعلى السفه الذي اعتراه واعترى بقايا أبناء الساقطة عائشة.
إن الشيخ الحبيب حفظه الله ليس من أبناء الساقطة عائشة، بل هو من أبناء محمد وعلي والأئمة الأطهار صلوات الله عليهم، لذلك لا يقبل على نفسه أن يستخدم مثل هذه اللغة الرعناء، وإلا لكان بإمكانه أن يشترط شروطا تعجيزية على الدعاة البكريين كأن يشترط عليهم مثلا أن يأتوا جميعاً بصحبة ملوكهم وحكامهم لمناظرته في النجف الأشرف ثم يقول: «فإن لم تفعلوا، ولن تفعلوا، وأتحداكم أن تفعلوا، فقد برئت منكم أمة الإسلام إلى يوم الدين، وحُكِمَ عليكم أنكم من حزب الشياطين، وحشركم الله جميعا في دبر عائشة أم المنافقين في أسفل سافلين..»!! فهل هذا يعتبر شجاعة ونصراً أم انهزاماً وتهرّباً؟!
والمثير للسخرية أن المدعو الفزازي كتب في آخر مقاله: «وفي الختام ليعلم الزنديق ياسر حبيب أني جاهز للمناظرة على شروط نتفق عليها، وليس على شروط يمليها علي هو»!! مع أن مكتب الشيخ لم يشترط شيئاً سوى ما هو مقبول ومعقول عرفاً وعادة، كالتزام الأدب وعدم تحوّل المناظرة إلى حفلة سباب، وأن يتقاسم المناظرون البكريون الوقت المخصص لهم في حالة تقدم أكثر من واحد للمناظرة وذلك لأن الشيخ الحبيب يناظر وحده عن الجانب الرافضي، وأن تلتزم الأطراف البكرية باحترام مشاعر المسلمين فلا تترضى على عائشة مقابل ألاّ يلعنها الشيخ في المناظرة، وأن يكون المتقدم للمناظرة حاصلاً على أهلية التمثيل من المجتمع البكري. هذه فقط هي الشروط التي اشترطها المكتب وهي شروط معقولة ومقبولة ومن الواضح أنها تريح الجميع وليس فيها ظلم على أي طرف وتؤدي إلى ضبط المناظرة علمياً وأدائياً بما يحقق الفائدة للجمهور، وحتى لا تتحول المناظرة إلى تهريج كالمناظرات التي تجريها القنوات البكرية الهابطة.
فما الذي يضر المأبون الفزازي أن يقبل بالمناظرة ويدلي بدلوه بدل أن ينهزم ويفر ويولي الدبر كما فعل إمامه عمر بن الخطاب في أحد حيث اعترف بأنه كان ينزو على الجبل هارباً كأنه أروى = أنثى التيس! (راجع كتب التفسير كتفسير الطبري في تفسير قوله تعالى: إنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ)
الجدير بالذكر أن سماحة الشيخ الحبيب حفظه الله قد تطرق معلقاً في البث المباشر لقناة فدك يوم الجمعة الماضي على ما نمى إلى علمه من رد الأبله الفزازي متهكماً عليه وداعياً إياه وبقية دعاة البكرية إلى المواجهة الحاسمة عبر المناظرة المباشرة بلا لف ولا دوران ولا أعذار سخيفة مضحكة.