2012 / 03 / 29
أقدم جهاز أمن الدولة سيء الصيت في الكويت على اعتقال شاب شيعي يدعى حمد النقي (٢٣ سنة) اتهمته الفرقة البكرية بالتطاول على مقام النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) والطعن بعرضه في مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنيت
بمراجعة الشيخ ياسر الحبيب في هذا الصدد كان الموقف كالتالي:
- إن الشيخ يبدي قلقه من أن تكون التهمة ملفقة وأن يكون الاعتراف المنتزع من الشاب المعتقل تحت الإكراه أو التعذيب، وذلك لما وصل للشيخ من أن هناك من النواصب مَن سمّى نفسه "قاهر الروافض" اخترق حساب الشاب على إحدى المواقع وقام بتزوير هذه الكتابات ونسبتها إليه، ولأنه لا يمكن تصوّر أن يقدم شيعي على إهانة المقام الأقدس للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) أو المس بعرضه فدون ذلك الدم والروح عند الشيعة الأبرار.
- بالرجوع إلى ما هو متوفر مما تم تداوله من عبارات قيل أن الشاب المعتقل كتبها لوحظ أن صاحبها يتهكم على ما تنسبه الفرقة البكرية لشخصية الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) من افتراءات كالزعم والعياذ بالله أنه كان لا يستحي من كشف فخذيه وهو في فراشه مع عائشة يستقبل الرجال بهذه الهيئة إلا حين دخل عثمان فاستحى وغطى فخذيه لأنه على حد زعم الكاذبة عائشة "تستحي منه الملائكة"!
وكذلك يتهكم الكاتب على ما اختلقته عائشة من أحاديث موضوعة يندى لها الجبين عن تفاصيل العلاقة الجسدية بينها وبين النبي صلى الله عليه وآله.
على ذلك فإن مَن يجب إدانته بالأصل إنما هي عائشة صاحبة الإفك (لعنها الله) فهي التي جاءت بهذه الأكاذيب وأرادت أن تلوّث بها الساحة النبوية المقدسة، ثم البخاري ومسلم وغيرهما من قصّاصي الفرقة البكرية الذين لم يستحوا من الله حين دوّنوا هذا الخزي في كتبهم.
- من الواضح لدينا أن الكاتب صاغ تهكمه على أساس وجود نبي افتراضي بهذه الصفات المزعومة، كما يصوغ أي كاتب تهكماته مثلا على أساس وجود إله افتراضي هو (الشاب الأمرد) الذي تؤمن به المجسّمة الوهّابية، فيطعن به ويسخر منه. هذا لا يمكن اعتباره بحال من الأحوال طعنا حقيقيا في الذات الإلهية وإنما هو طعن في ذلك الإله الافتراضي بتلك الصفات المزعومة، وذاك أيضا لا يمكن اعتباره طعنا حقيقيا في الذات النبوية وإنما هو طعن في ذلك النبي الافتراضي بتلك الصفات المزعومة. مع هذا فإن اللغة التي استخدمها الكاتب غير مبرّرة أخلاقيا لما قد توهم من أن المقصود بها حقيقة هو النبي الأقدس صلى الله عليه وآله، وكان اللازم تنزيهه عن أن يكون المقصود والتوضيح أكثر.
- إن هيجان الفرقة البكرية وانفعالها لا تبدو دوافعه الحقيقية إلا لما اشتملت عليه العبارات المكتوبة من ألفاظ تحقيرية صريحة لعثمان وعائشة، وهذا لا يشكل جريمة شرعية لأن الشرع أسقط حرمة وكرامة المنافقين. وعليه فإن تستر الفرقة البكرية بدعوى الدفاع عن النبي أمر لا يُقبل، فما من ملة على وجه الأرض أساءت للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) كالملة البكرية، سواء بما ترويه من الأكاذيب التي لا تليق به أو بأفعالها وجرائمها الإرهابية عبر التاريخ إلى يومنا هذا والتي جعلت مؤسس الإسلام في أعين الآخرين إرهابيا والعياذ بالله. على الفرقة البكرية في الكويت أن تعترف بأن هيجانها هو لعائشة وعثمان لا لخاتم المرسلين صلى الله عليه وآله.
- على كل الأحوال فإن تأجيج الساحة وتهديد نواب الفرقة البكرية للحكومة الكويتية ومطالبتها بقطع رأس الشاب المعتقل واستخدام مثل هذه اللغة الإرهابية هو أمر لا مكان له في هذا العالم ولن يعود إلا بمزيد من الضرر على الوجود الاجتماعي للكويت والذي ستدفع الفرقة البكرية ثمنه غاليا لأن الكويت تقع وسط محيط اجتماعي شيعي أولا وأخيرا، فشمالها العراق الشيعي، وشمالها الشرقي الأهواز الشيعية، وشرقها إيران الشيعية، وجنوبها المنطقة الشرقية الشيعية، وجنوبها الشرقي البحرين الشيعية، أما غربها فصحراء قاحلة، وبين الكويت وبين أول نقطة اجتماعية بكرية انقطاع يربو على مئات الكيلومترات. لذلك فإن عناد ممثلي الفرقة البكرية في الكويت وإصرارهم على إشعال نار المواجهة الاجتماعية مع الشيعة لن يعود بالضرر والخسارة إلا عليهم، ومن الخير لهم أن يتصالحوا مع المحيط الشيعي الذي يعيشون فيه.
- يوجه الشيخ تحذيرا لحكومة الكويت من مغبة الانصياع لضغوط ممثلي الفرقة البكرية والتعامل التعسفي مع الشاب الشيعي المعتقل الذي إن صح ما نُسب إليه فإنه لا يتحمّل إلا مسؤولية الغلط في العبارة وعدم التوضيح الرافع للاشتباه.