2012 / 01 / 12
تطرق سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله – في محاضرتين منفصلتين ضمن رده على الضجة المفتعلة من عمائم العالمين الثالث والرابع – إلى ما تفوّه به المدعو كمال الحيدري الذي انتصر لعدوة الله عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة ، وبيّن سماحة الشيخ أن كمال الحيدري هو أحد عمائم العالم الرابع لميله إلى الفلسفة والتصوف والعرفان الباطل.
وسبق لسماحته استعراض الفروق بين العوالم الأربعة لمعممي العالم الشيعي وعرّف حينها عمائم العالم الرابع بأنهم أؤلئك الذين بالفعل يعتقدون بخلاف الحق ويريدون تحريف مسيرة العقيدة والأمة الشيعية، فيخلطون العقيدة الشيعية بأفكار وعقائد وفلسفة مستوردة من الأديان والمذاهب الأخرى ويريدون أن يكوّنوا تشيّعـًا جديدًا، وهم خارج التشيّع مطلقـًا إذ هم بتريون أو ميّالون للفلسفة المحرّمة أو العرفان الباطل، وهم أحط الفئات، كأمثال الهالك محمد حسين فضل الله، وأمثال اللبناني علي الأمين وغيرهم من المضلين.
وأكـّد الشيخ عدم رغبته في بادئ الأمر أن يرد على كمال الحيدري ، كيلا يؤخذ كلامه من جملة الأسلحة التي يستقوي بها أهل الخلاف لمواجهة المذكور بسبب ظهوره في الزمن المعاصر في وسائل الإعلام كمدافع عن عقيدة أهل البيت عليهم السلام وكمحارب لعقيدة الوهابيين وعقيدة ابن تيمية ومن أشبه ، إلى جانب عدم رغبة سماحته في فتح جبهات داخلية ، إلا أنه لم يجد محيصا إلا أن يرد على الانحرافات التي تسوّق مع عدم أخذ القضية شخصية ، فأفاد: نحن عندما نقرأ أو نسمع أن كمال الحيدري يقول أن عائشة "سيّدة" مثلاً ، أو "أم المؤمنين" بالمعنى التشريفي و "لا يجوز الطعن بها" مع الاستدلال باستدلالات باطلة فلابد لنا أن نرده لأن غرضنا تنقية العقيدة الشيعية الشائعة من الشوائب التي جائت من ثقافة أهل الخلاف.
وبكل هدوء ردّ سماحته على تهجم كمال الحيدري بالقول أنه عندما تأتينا عبارة «أهل البيت منهم براء!» ، والتي ارسلها الحيدري وكأنه قد اصبح الناطق الرسمي بلسان أهل البيت عليهم السلام ، كما تأتي أي إنسان مؤمن فإنها أشد علينا ممن يذكر أمهاتنا ، أو عبارة «طعنهم في عرض النبي الأكرم!» التي توجّه إلينا رغم أننا لم نفعل ذلك وكررنا رد هذه التهمة الباطلة ألف مرة وهي أن عائشة بانت عن النبي فهي ليست عرضًا له كأي إمرأةٍ أخرى طلّقت من زوجها فإنها لا تبقى عرضـًا له إلى أبد الآبدين ، فما تفوّه به الحيدري يعتبر "مغالطة" لأننا لا نقر له بأننا نطعن في عرض النبي الأكرم، ومثله كمثل البكري الجاهل حين يقول أن الشيعة يطعنون في عرض النبي الأكرم لأنهم يقولون عائشة قد خانت عهد رسول الله صلى الله عليه وآله من بعده بإقرارها في بيتها ونافقت وخانت في العقيدة ...إلخ، وبعد أن ينتهي كلامه نجيبه بالجواب الشائع:
وهل طعن القرآن في عرض النبي نوح وعرض النبي لوط «عليهما السلام» إذ أكّد على كفر زوجتيهما على خيانتهما في العقيدة مثلاً؟
ثم نجيب: كلا لأنه ما دامت المرأة قد كفرت فقد بانت عن زوجها النبي أو العادي.
وأردف سماحته أن القرآن لم ينف فقط العلاقة المستعارة بل نفى حتى العلقة الاعتبارية بين الأب وإبنه إذا كفر – كما في قضية نبي الله نوح وابنه الكافر كنعان الذي عصاه – فعليه يكفينا أن عائشة قد كفرت من بعد رسول الله وحاربت الوصي الشرعي من بعده فبانت من النبي وذلك لو أعرضنا عن الأحاديث الشريفة التي تذكر أن عائشة قد طلـّقت ، فعائشة الآن في عالم الواقع ليست عرضـًا للنبي ولكن كانت في فترةٍ ما عرضًا للنبي مثلما كانتا إمرأة نوحٍ وإمرأة لوط في فترة من الزمن عرضـًا لهذين النبيين وكذلك الحال مع قتيلة بنت قيس وأسماء بنت النعمان وغيرهن.
ونقل سماحته تسائل أحد السائلين بخصوص تطليق المدعو كمال الحيدري لزوجته – مع احترامنا الكبير لها – فهل بقيت هي عرضـًا لهُ أم بانت عنه؟
ووجّه سماحته هذا التسائل إلى كمال الحيدري ليجيب عليه فهل أن زوجته تبقى عرضـًا له إلى أبد الآبدين أم ماذا؟ وعلّق سماحته إن ما تفوّه به كمال الحيدري في هذا المورد يعتبر عين الجهالة والعبط.
وأضاف أننا لو افترضنا أننا مشتبهون فيكفينا في مقام العذر أمام الله تبارك وتعالى أننا لا نعتقد أن عائشة عرض للنبي صلى الله عليه وآله وليس لها تلك العلاقة الاعتبارية به التي تمنع من ثلبها أو القدح فيها أو قذفها ، فهذا بحد ذاته عذر عقلي اجتهادي مبني على أحاديث ونصوص لوقائع تثبت خيانتها لرسول الله بمعصيته في خروجها من بيتها ومحاربة إمام زمانها ؛ فنحن من الأساس لا نقصد “الطعن في عرض رسول الله” حتى يأتينا من يرتـّب حُكمًا على ذلك! ولذا فلينتظر من ينطق بلسان أهل البيت ويقول: «أهل البيت منهم براء» أن تسلخ هذه الكلمة جلده يوم القيامة.
هذا ووضح سماحته لجوء كمال الحيدري إلى الكذب والافتراء على علماء الشيعة بلغة التعميم في بعض الموارد في زعمه أن "كل" علماء مدرسة أهل البيت يعتقدون بأن "كل" أزواج النبي هن أمهات المؤمنين! وزعمه أن علماء مدرسة أهل البيت "كلهم" يعتقدون أن أزواج النبي الأكرم بل أزواج جميع الأنبياء لا يصل لعرضهن شيء من السوء والفحشاء والمنكر!
وأشار سماحته إلى ضرورة إلقاء حديث الإمام الباقر عليه السلام «لقد نكحوا أزواج رسول الله من بعده» في البحر ، مع اعتبار الحديث الموجود في الكافي الشريف، وذلك حتى نسلّم بما تفوّه به كمال الحيدري الذي دعا إلى تجنب الإساءة لعائشة وأضرابها من أزواج رسول الله الطالحات ، مبيّناً سماحته إصرار المذكور على الكذب والافتراء في لغة التعميم حيث قوله أن "جميع" الحوزات والمراكز العلمية الشيعية توضح إصرارًا من "أكابر" علمائنا على طهارة أعراض النبي صلى الله عليه وآله من أي فحشاءٍ أو منكر! إلى جانب تفاهة إدعاءه العصمة الجبرية لأزواج الأنبياء بقوله: «إن أزواج الأنبياء ”حقيقةً وواقعًا“ جميعهن مطهرات من أي فحشاءٍ وأي شيءٍ يلوّث أعراض الأنبياء جميعًا!».
وبيّن سماحة الشيخ أهم الملاحظات في لغة المذكور والتي طغى عليها التسفيه والتسقيط والجرأة التي ربما لم يتمكن أن يطرحها الحيدري في أعلام النواصب ، مؤكدًا أنه في مقام الاحتجاج العلمي لا يسقـّط الشخص بل يكتفى بمناقشة الموضوع ، فما شاهدناه في الواقع يدعو للضحك حين يأتي المذيع ليكمّل على تسقيطات الحيدري فيضيف أن هؤلاء "نكرات" ، ويضحك على ذقن أحد المتصلين هاتفياً بالقول: صدّقني يا أخي الكريم أنه هؤلاء لا يصلون إلى مستوى أن يكونوا أصغر طالب عند أصغر طالب عندنا في الحوزة فضلاً عن العلماء!
وطالب سماحته بالابتعاد عن لغة التجني مبديًا استعداده لمناظرة كمال الحيدري نفسه بكل احترام على مسألة عدم جواز الطعن في أعراض الأنبياء وهل أن عائشة من أعراض النبي صلى الله عليه وآله أم لا؟ وحتى مسألة خيانة عائشة لرسول الله في الفراش ، ليظهر للملء العام من الذي عنده علم وتحقيق ومن الذي عنده جهل.
وأفاد أن على المناوئين لنا أن يردوا علينا بما نقول لأن لغة التسقيط لن تنفعهم بل تدفع الناس إلى أن تنفر منهم وتلتزم بما نقول ، بالإضافة إلى أنكم ستسقطون في الاختبار بأكلكم في لحمنا واصطفافكم مع المخالفين في هذا الجانب.
وأعرب سماحة الشيخ عن استياءه من عدم تثبّت المذكور مما أدلى به سماحته في الاحتفال المبارك بهلاك عدوة الله عائشة ، حيث أن ردود المذكور تمحورت حول قضية رد إمكان وقوع الفاحشة من زوجات الأنبياء وعلى الأخص عائشة ، مع أن سماحته لم يتطرق إلى ذلك في كلمته في الاحتفال ، رغم أن هذا الرأي للشيخ وعليه الدليل والبرهان وله فيه بحوث وإجابات منشورة على الموقع الالكتروني ، بينما الضجة التي افتعلت من قبل أهل الخلاف وأنصار عائشة كانت على أساس الاحتفال وما طرح في الاحتفال من أن عائشة في النار وعقابها أن تعلّق من رجليها وتأكل الجيف وتأكل لحم جسدها ، وقد أقحم أهل الخلاف في هذه الضجة قضية القول بأن عائشة قد زنت "بعد" استشهاد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فتصوّر كمال الحيدري أن سماحته كان قد قال ذلك في الاحتفال فردّ عليه على هذا الأساس.
وخاطب سماحته كمال الحيدري بسؤاله :
• ألا كان يجدر بك أن تتثبت لترى ما الذي قلناه في الاحتفال ثم تتكلم؟
فإن كنت شيعيًا حقـًا ما كان ينبغي لك أن تشكل على ما ذكرناه في الاحتفال ، فالشيعي لا يرفض القول بأن عائشة في النار ، لأننا مجمعون على أن أعداء رسول الله وأهل بيته «عليهم الصلاة والسلام» والخارجين عليهم في النار ، وعائشة على أقل تقدير كانت خارجيةً ناصبيةً خرجت على عليٍ «صلوات الله عليه» في معركة الجمل فهذا كافٍ للحكم عليها بمقتضى الأدلة الشريفة أنها في النار وبئس المصير ؛ فردّك كان أجنبيًا عن الموضوع وإنما ساقك أهل الخلاف إلى حيث شاءوا أن يسوقوك ، إلى جانب أنك لو تثبتت لوجدت بعد التحقيق أن نفي الوقوع في الخيانة الفراشية عن زوجات الأنبياء بعد رحيلهم لا دليل عليه لا من القرآن ولا من السنة المطهرة ولا من العقل ، فردّك عندنا لا وزن له ، فكل ما أتيت به هو أقوال مردودة خالية من الاستدلال الصحيح لعدم اطلاعك على ما نبني عليه نحن أدلتنا فاكتفيت بالأمور التي تنامت إلى علمك وظننت أنها عمدة ما نستدل به ، بينما الأمر أوسع من ذلك بكثير.
وفنّد سماحته الاتهام الواضح البطلان الذي وجهه كمال الحيدري إلى المحتفلين بفرحة الإمام الحسن عليه السلام في حضور سماحته بأنهم عملاء للوهابية قائلاً: أن كمال الحيدري يناقض نفسه بنفسه حيث قال أنه لا يستبعد أن يكون هؤلاء الذين أقاموا هذا الاحتفال على ارتباط باتباع ابن تيمية والوهابيين هم الذين حضوهم على أن يقيموا هذا الاحتفال حتى يتخذوه مطعنـًا وتشنيعًا على شيعة أهل البيت عليهم السلام ! فما هي بيّنة كمال الحيدري على ذلك؟
وأي حماقة عند كمال الحيدري إذ يتكلم بمثل هذا الكلام؟
ألا يعرف كمال الحيدري ما بيننا وبين الوهابيين من حروب ؟
ألا يعرف كمال الحيدري أن الوهابيين يعتبرونا العدو الأول لهم؟
ألا يعرف كمال الحيدري أن الوهابيين قد رصدوا الجوائز لمن يقطف رأسنا؟
وبغض النظر عن الكذبة المفضوحة التي يروّجها المهرجون والمطبلون والمزمرون لكمال الحيدري بأن الوهابيين قد رصدوا الجوائز لمن يرد عليه بصناعتهم تصاميم فوتوشوب وضعوها هنا وهناك ، فأن الوهابيين قد رصدوا الجوائز لمن يقطف رأسنا لأنهم لا يتمكنون من الرد علينا ، فهل نكون بعد هذا عملاء لهم؟
وفي موضع ما آخر قال المذيع نحن لا نستبعد أن يكون هؤلاء ورائهم جهات استخباراتية عالمية أجنبية تريد أن تفرق بين المسلمين وهي قوى الإستكبار العالمي وما أدراك ما الإستكبار العالمي ، فقاطعه كمال الحيدري فورًا وقال نحن لا نريد الآن أن ندخل في النوايا والضمائر فالعلم عند الله ، وهنا ينقض الحيدري قوله الأول ، فلماذا زعم قبل برهة بأننا مرتبطون بهؤلاء الوهابيين وهم الذين حثونا على أن نصنع ذلك حتى يتخذوه مطعنـًا على الشيعة؟
ولفت سماحة الشيخ الحبيب إلى إستعانة الحيدري بالتدليس حيث رصده أحد المتابعين وهو يدلّس في نقل أقوال العلماء والمفسرين ، فافترى كمال الحيدري على العلامة المجلسي «رضوان الله عليه» حيث زعم أن المجلسي في كتابه بحار الأنوار قد قال ضمن تعليقه على الرواية القائلة «أن طلحة جاء لعائشة في طريق البصرة وقال لها لا يحل لكِ أن تخرجي بغير محرمٍ فزوّجت نفسها من طلحة» بأن في هذا شناعة شديدة وغرابة ونستبعد صدور هذا من شيخنا علي بن إبراهيم القمي والتفسير الموجود ليس بتمامه منه وهذا من زيادات غيره .. إلخ ، فاخرج الحيدري هذا الكلام على أنه قول العلامة المجلسي والحال أن هذا ليس قول العلامة المجلسي وإنما هو قول عبد الرحيم الرباني الشيرازي «محقق البحار» ، وهنا يمكنكم الرجوع إلى المقطع المرئي والتأكد كيف أن كمال الحيدري قد فتح كتاب البحار وبدأ ينقل قول المحقق في الهامش على أنه قول العلامة المجلسي ، فإما أن كمال الحيدري كان غافلاً إلى أقصى حد فلا يستطيع أن يميّز بين المتن والهامش ، وإما أن يكون مدلّس يريد أن يوهم الناس بأن هذا قول العلامة المجلسي بينما هو ليس قول المجلسي الذي نجد قوله في موضعين استبعد في أحدهما صدور هذه الفاحشة من عائشة في طريق البصرة فيقول أن ذلك بعيدٌ عقلاً وعرفـًا ولكن لا يقطع ويجزم كما قال كمال الحيدري بإستحالة ذلك "حقيقةً وواقعًا" ، كما أن العلامة المجلسي يستدرك بأنه لا يستبعد ذلك في ضمير طلحة الخبيث ؛ وهنا نجد أن كلام المجلسي فيه استبعاد واستدراك وتردد فقط ، فهذا هو كلام المجلسي الذي لم يرمي الرواية بالشناعة وأنها ليست من مرويات الشيخ علي بن إبراهيم القمي مع التشكيك في تفسيره ... إلخ ، وإنما هذا هو قول المحقق ، فهنا نسب كمال الحيدري قول المحقق إلى العلامة المجلسي وهذا تدليس أو لا أقل من غفلة وأي غفلة وهو يقرأ أمام عينيه من الهامش ولا يميّز بين الهامش وبين المتن! ، بينما قول العلامة المجلسي هو التردد والذي حين يقام الدليل على نفي الاستبعاد فيثبت القول بالفاحشة وتثبت الروايات، وما رأي المجلسي «رضوان الله عليه» إلا قول واحد من العلماء الأكابر الذين ترد أقوالهم في الحوزات العلمية ويعاد النظر والتدقيق فيها إذا قام الدليل على خلافها.
وأضاف أنه ليس من العلمية في شيء أن يكون أسلوب من يريد الرد علينا في طرحٍ علميٍ هو أسلوب النسخ واللصق فبينما نحن نطرح رأينا ونستدل عليه بالكتاب والسنة والروايات والآثار والحجج العقلية والمباني العلمية يأتينا بالمقابل ليرد فيقول: «قال فلان! ، وقال فلان! ، وقال فلان!» ؛ فإذا كان الأمر هكذا بكل جهلٍ وسذاجةٍ وسطحية ودون عرض مباني كلا الطرفين فعلى العلم والعلماء والتحقيق العلمي السلام.
فهل المفسّر الفلاني وقوله في كتابه هو حجة الله ومعصوم ؟
أمن العلمية في شيء أن نعتبر بقول مفسّر يعتمد على مقولة ابن عباس «ما زنت إمرأة نبي قط» !؟
بدلاً من أن يكون النقاش رجاليًا ، أصوليًا ، روائيًا درائيًا ؟
واستطرد سماحته وصف كمال الحيدري لعائشة بأم المؤمنين خلافـًا لقول الله تعالى: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن} وهذه التقوى شرط أساسي للتشريف ، فقول أنهن "أمهات المؤمنين" تشريفـًا ينبغي أن يكون فيه هذا الأساس أي يكن متقيات حتى يعبّر عن الواحدة منهن بأم المؤمنين ، فمن لم تكن متقيةً فليست بأم المؤمنين ولا كرامة ، أما الآية الأخرى التي تقول {وأزواجه أمهاتهم} فتعني أزواج الرسول صلى الله عليه وآله كأمهات رجال المؤمنين في حكم النكاح ، والقضية تشريعية بحتة.
فكيف توصف إمرأة كافرة منافقة مرتدة بأم المؤمنين؟
من من الشيعة الآن يستحل أن يصف قتيلة بنت قيس بأم المؤمنين؟
وفي حين أنك لا تجد فيما صح من رواياتنا على الإطلاق أحدًا من الأئمة الأطهار «عليهم الصلاة والسلام» يعبّر عن "عائشة" بأم المؤمنين فإن عليك أن تلتزم بتعبيرات أئمة الهدى عليهم السلام وتسلّم لهم.
هذا إلى جانب وجود نص عن الإمام صاحب الأمر «صلوات الله عليه» مضمونه أن عائشة أسقطت من شرف أمومة المؤمنين ، فلا يحل لمن يخاف الله تبارك وتعالى ويرجو اليوم الآخر أن يعبّر بعد كلام الإمام الحجة عليه الصلاة والسلام بأن عائشة "أم المؤمنين".
وأعرب سماحة الشيخ الحبيب عن تألمه الشديد لانفراد كمال الحيدري بتنزيه عائشة من مثلبة إفتائها برضاع الكبير وحثها عليه لتدخل عليها الرجال بذلك ، حيث زعم المدعو كمال الحيدري أن هذه القضية من أكاذيب الأمويين ووضع ابن تيمية وأتباعه معتمدًا في تنزيهه لها على ذوقه رغم تواتر القضية عن عائشة وثبوت الأدلة عليها مقدمًا بذلك ظنياته واستحساناته على تواتر الأمة في مثلبة لعائشة لا ينزهها فيها المخالفون أنفسهم ومخالفـًا بذلك ديدن العلماء والمحققين.
ووجّه سماحته عناية السامعين بقوله ننصح المؤمنين بالتحري عن سبب الانفعال الذي يحمله كمال الحيدري ضدنا ليتبينوا أن سبب إخراج هذا الضغن هو أخذ المذكور القضية شخصية لقولنا عنه أنه منحرف بعدما اطلعنا على آرائه ووجدنا ما فيها من انحرافات ، وهي الكلمة التي لم يتحملها فأضمرها في قلبه لتشتعل وتغلي إلى أن تأتي الفرصة السانحة ليخرجها وكذلك غيره ممن حملوا علينا بكلمات نابية وتسفيهية بردود قاسية ، ولا تعتقدون بكرامة لعائشة.
كما أبدى سماحته التهكم من الواقع المثير للضحك حيث يتصدى أمثال كمال الحيدري والذين لديهم خلل في التوحيد لدعوة الناس للتوحيد وبيان الخلل عند عقيدة المخالفين في التوحيد ، بينما هم يعتقدون بوحدة الوجود والموجود ، فعليهم أن يوجهوا دعوتهم لأنفسهم أولاً حتى تكون أصول دينهم سليمة فيتركون الميل إلى مسلك الفلسفة والعرفان الباطل قبل دعوتهم للآخرين إلى أصول الدين السليمة.
داعيًا سماحته المطبلين لكمال الحيدري إلى ترك البهلوانيات وأسلوب المسرحيات السخيفة السمجة كإتصال أحدهم وقوله أنا الشيخ تركي من القصيم أو الرياض ثم يتكلم بمنطق أنه واحد من مشايخ الفرقة البكرية الكبار وأنه بدأ يقترب من التشيّع ويسلّم بفضل كمال الحيدري "الذي هز العقيدة" وووو إلخ ثم تنكشف القضية أنها مسرحية بطلها شاب شيعي يتقن تقليد أصواتهم وهو من روّاد البالتوك ، فهذه المسرحيات السخيفة تهدم كل ما نبنيه وهي ديدن الطائفة البكرية وما تحتاج إليه هي لا نحن ، حيث تراهم يأتون بفضائياتهم بما يزعمونه المهتدي الفلاني الذي كان شيعي الأصل ويبدأ يتكلم ومن منطقه تعرف أنه ليس شيعيا بل يمثـّل فينفضح من منطقه كما انفضح هذا المطبّل لكمال الحيدري من منطقه.
وأشار الشيخ عند قرب اختتام كلمته إلى نكران كمال الحيدري على الوهابية بزعمه أنهم أشاعوا الفاحشة في الذين آمنوا بنشرهم الاحتفال البهيج بهلاك عائشة في قنواتهم الفضائية ، وعلّق سماحته مبتسمًا: وهل أصبحت عائشة من الذين آمنوا؟ إن علينا أن نشكرهم ونقول جزاكم الله خيرًا لأنكم بالفعل نشرتم مثالب عائشة وهذا أمرٌ حسن ، سلمت أياديكم.
واختتم سماحته رده على كمال الحيدري ببيان ملاحظة وصلت إليه حول المذكور الذي قال في أحد البرامج مخاطبًا من يخالف إسلام أهل البيت : لو أنت بحثت وحققت وقطعت بأن الحق على مذهبك وليس على مذهبنا وأن أئمة أهل البيت عليهم السلام ليسوا أئمة فثق تمامًا أنك معذور وأنك تدخل بذلك الجنة لأن القطع حجةٌ بينك وبين الله تبارك وتعالى ، فتقول لله يوم القيامة أنا قد بحثت وقطعت ولم أجد دليلاً على ولاية أهل البيت عليهم السلام فهذه حجة وأنت معذور!
وبيّن سماحة الشيخ أن هذا الكلام مخالفٌ لكلام أئمتنا «صلوات الله عليهم» ففي معاني الأخبار للشيخ الصدوق عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «لا يعذر أحد يوم القيامة بأن يقول يا رب لم أعلم أن ولد فاطمة هم الولاة ، وفي ولد فاطمة انزل الله هذه الآية خاصةً {يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا أنه هو الغفور الرحيم}» ، فلا يمكن لنا بطبيعة الحال أن نحمل هذه الرواية على معنى عدم العلم المطلق أي على الجاهلين القاصرين بل أنها تحمل على أولئك الذين بحثوا ومع ذلك أعرضوا بدعوى أنهم قطعوا على الخلاف الذي لابد أنه فيه عناد وجحود فكلامهم مرفوض عند أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين.