23 محرم الحرام 1445
في جريمة وحشية تقطر بشاعة وإجراما؛ أقدمت عناصر إرهابية من طالبان والجماعات الديوبندية على تنفيذ مذبحة في بلدة پاراچنار شمال غربي باكستان راح ضحيتها حتى الآن 44 شهيدا وأكثر من 160 جريحا. وكان من بين الشهداء أطفال صغار، وقام الإرهابيون بتصوير جرائمهم البشعة وهم يقطعون الرؤوس ويحملونها بتبجح!
تلقى الشيخ الحبيب خبر الفاجعة بأسى وحزن عميق، معربا عن أسفه لتجاهل التحذيرات التي أطلقها منذ سنوات عديدة وقبل عودة طالبان للحكم في أفغانستان حيث حذر من أن عودتها ستؤدي إلى تحفيز سفك دماء الشيعة وتصاعد موجة الإرهاب ضدهم في أفغانستان وباكستان، داعيا لأن يستعد الشيعة بتشكيل قوة حماية عابرة للحدود بغطاء أممي قبل وقوع الكارثة، ومدينا في الوقت نفسه نظام خامنئي لتسهيله عودة طالبان للحكم نكاية بالأميركيين.
سماحته يعرب كذلك عن صدمته من تراخي الجهات المسؤولة في حماية أهالي بلدة پاراچنار، ومن عدم اهتمام وتدخل الجهات الشيعية، حيث إن المذبحة وقعت بعد مسلسل طويل من الحوادث بدأ قبل أكثر من ثلاثة أشهر، حين اقتحم الإرهابيون مدرسة وقتلوا سبعة معلمين شيعة في وضح النهار، ثم قام الإرهابيون المسلحون من طالبان بمحاصرة البلدة من جهاتها الأربع وقطعوا عنها كل وسائل الحياة في الأيام الماضية إلى أن نفذوا جريمتهم المروعة دون أن يتحرك أحد!
يقول سماحته موجها خطابه للجهات والنخب الشيعية: «أين كنتم طوال هذه الفترة يا أهل العمائم الكبيرة والعناوين العريضة؟! إنه لعارٌ عليكم يكشف عن فشلكم في رعاية وحماية الشيعة المستضعفين الذين تزعمون أنكم لهم راعون وعلى مصالحهم ساهرون»!
يعيب سماحته كذلك صمت المجتمع الدولي عن إدانة هذه الجريمة الهمجية، ويتساءل: «هل الدم الشيعي رخيص إلى هذا الحد؟! لقد استفزع المجتمع الدولي نفسه عندما اقتحمت حماس بعض المستوطنات الإسرائيلية وارتكبت ما ارتكبت، مع أنه لا يقارَن بما ارتكبته طالبان في هذه المذبحة الأخيرة وحدها من حيث الوحشية والهمجية. ولا يزال طيف واسع من المجتمع الدولي يرى أن للكيان الصهيوني الحق في ردة فعله العسكرية العنيفة التي يقوم بها رغم كل ما تخلفه حتى الآن من قتل ودمار هائل وإبادة جماعية، فلماذا لا يكون للشيعة الحق كذلك في التدخل العسكري بغطاء قانوني أممي لحماية بلداتهم ومجتمعاتهم التي تتعرض للإبادة ما دامت هذه الحكومات كالحكومة الباكستانية متقاعسة عن حمايتهم وتوفير الأمن لهم؟! وإلى متى يستمر الإنسان الشيعي ينزف دما»؟!
يرفع سماحته أكف الدعاء بأن يتقبل الله جل وعلا هذه الكوكبة من شهدائنا الأبرار في باكستان وأن يلحقهم بنبينا محمد وعترته الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين، وأن يمن سبحانه على الجرحى بالشفاء العاجل، وعلى الثكالى بالصبر والاحتساب والسلوان.
كما ويوصي سماحته عموم المؤمنين بالابتهال بأن يعجل الله ظهور مولانا الإمام المهدي الموعود صلوات الله عليه حتى يملأ الأرض عدلا وقسطا بعدما مُلئت ظلما وجورا، على أن يعملوا بموجبات هذا الظهور المقدس المنشود والتمهيد له.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
محمد أبو سلطان
مديـــــر المكتــــب
23 محرم الحرام 1445
30 يوليو تموز 2024