17 شعبان المعظم 1444
تعليقا على عجيج ما يسمى بديوان الوقف السني في العراق على إعادة افتتاح جامع صاحب الأمر (عليه السلام) في الحرم العسكري الشريف بسامراء المقدسة وادعائهم أنه تم اغتصابه منهم، نعلن أن موقف سماحته هو التالي:
«هذه دعوى كاذبة، إذ إن هذا الجامع إنما هو من جملة الأوقاف الشيعية بالأصل، إذ شيَّده الناصر العباسي كما شيَّد ما بجواره كالقبة والمآذن وسرداب الغيبة المقدس، وأوقف كل ذلك على حرم العسكريين صلوات الله عليهما. وهذا مشهور مسطور في التواريخ، وآثاره لا تزال منقوشة، فلا يجادل فيه إلا مكابر. ولا يخفى أن الناصر العباسي كان شيعيا إماميا رافضيا كما ذكره ابن كثير والذهبي وابن الطقطقي وابن العماد الحنبلي وغيرهم. فالوقف إذن شيعي والواقف كذلك.
وإنما استولى على هذا الجامع من استولى عليه من غير الشيعة بمعونة الأنظمة الظالمة البائدة، حيث وضع هؤلاء أيديهم على الحرم الشريف بأكمله حتى وقعت فاجعة تفجيره مرتين فأعيد إلى الإدارة الوقفية الشيعية صونا له.
ودعوى تغيير اسم الجامع هي دعوى كاذبة كذلك، فإن الاسم الأصلي له هو (جامع الإمام المهدي عليه السلام) كما ورد في مجلة بغداد الصادرة قبل ما يناهز ستين سنة في آذار سنة 1965، وشهد به أيضا مفتي سامراء أيوب الخطيب المتوفى سنة 1999 في لقاء متلفز قبل نحو خمس وعشرين سنة ذكر فيه أن جد والده عُيِّن إماما لهذا الجامع قبل أكثر من مئة وثمانين سنة وكان يُسمى آنذاك (جامع الإمام م ح م د المهدي).
وإنما غُيِّر اسم هذا الجامع إلى (جامع سامراء الكبير) من قبل هؤلاء الغاصبين بغضا لصاحب الأمر صلوات الله عليه وسعيا لطمس اسمه الشريف.
ومعلومٌ أن ما بُني على باطل فهو باطل وإن تطاولت مدته، وإلا لساغ للصهاينة أن يدعوا أن القدس لهم بعد تطاول احتلالهم لها.
وهؤلاء المعتوهون في ما يسمى بديوان الوقف السني إنما يستعملون الكذب والدجل وتزوير التاريخ وقلب الحقائق، حتى ادعوا أن الجامع مغصوب والحال أنهم هم الغاصبون! وأن الشيعة قد غيَّروا اسم الجامع والحال أنهم هم المغيِّرون!
ألا فليحذروا؛ وليحذر معهم فلول البعث والقاعدة وداعش من استخدام لغة التأجيج والاحتراب فإنها ستأتي عليهم بعون الله وقدرته. ولو كانوا حقا ساعين لدرء الفتنة لتقبلوا عودة الحق إلى أصحابه إذعانا لحقائق التاريخ التي يشهد بها من هم منهم.
هذا الجامع سيبقى (جامع صاحب الأمر عليه السلام) وإن رغمت معاطس. ولسنا مع ذلك نمنع أن يصلي فيه غيرنا من أهل المذاهب الأخرى إن شاءوا، فإن المساجد لله تعالى ولجميع المسلمين».
محمد أبو سلطان
مديـــــر المكتــــب
17 شعبان المعظم 1444
10 مارس آذار 2023
صورة من البيان: