ضمن مراسم تبديل علم خدام المهدي عليه السلام في أرض فدك الصغرى إيذاناً ببدء موسم الأحزان على سيد الشهداء (عليه السلام) لسنة 1443 هجرية قام سماحة الشيخ الحبيب، داميا قلبه، مسكوبةً عبرتُه، ترقرق عينه دمعا ويمتلئُ أسى إلى مشاشه، بتقديم خالص التعازي للمؤمنين بهذه الذكرى التي أقرحت جفوننا وقطعت قلوبنا أوصالا مشددا على الاقتداء والاهتداء بهدي المولى الحسين عليه السلام صاحب هذه الذكرى والذي رغم كل ما جرى عليه ورغم أنه تُكرر حكايته كل عام وعلى أن الخطباء يذيعون دروسه ومواعظه لم يستنر بنوره إلا النزر القليل ولو فعلوا لما كانت حالهم التي ترونها اليوم. قائلا لشرطة الخميس: إن أولى هذه الدروس "اقتلاع الخوف من النفوس". فهو سبب تسلط الحكام الجائرين علينا اليوم وعبثهم بدين الله جل جلاله.
واستشهد سماحة الشيخ بحديث مولانا سيد الشهداء أبي عبد الله صلوات الله عليه: "ولو صبرتم على الأذى وتحمّلتم المؤونة في ذات الله كانت أُمور الله عليكم ترد، وعنكم تصدر، وإليكم ترجع، ولكنّكم مكّنتم الظلمة من منزلتكم، وأسلمتم أُمور الله في أيديهم يعملون بالشبهات، ويسيرون في الشهوات، سلّطهم على ذلك فراركم من الموت، وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم، فمن بين مستعبدٍ مقهور، وبين مستضعفٍ على معيشته مغلوب، يتقلّبون في الملك بآرائهم، ويستشعرون الخزي بأهوائهم".
ومؤكدا سماحته أن علينا اقتلاع هذا الخوف اقتلاعا من النفوس. فلولاه ما تسلط الجبابرة على دين الله وحرفوه وأضلوا كثيرا.
وقال سماحته بعزيمة وإصرار ورباطة جأش وبهمةٍ دونها العيُّوق منزلة: "إذا ما كانت نصرة دين الله ومواجهة العبث في هذا الدين سيما من ذوي السلطان والسطوة تقتضي بذل النفوس فيا سيوف خذينا".
وأعرب عن بالغ الأسف لكون كثير منا يبذلون أنفسهم ويعرضونها للأخطار ويركبون الأهوال في مواجهات دنيوية رخيصة أو دفاعا عن النفس بينما يتحاشون أدنى ضرر في الدفاع عن العقيدة الحقة!
وقال سماحته: إن الدنيا دار مواجهة ومن أراد نصرة الحسين عليه السلام فليواجه. ومن أراد أن تكون له قدم صدق عند الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام فليواجه. هذا الذي أكدت عليه رسالة ثورة الحسين المجيدة الخالدة وهذه أهم ما نستقيه منها من عبر.
راجيا من المؤمنين أن يكون تفانيهم كعشر معشار تفاني أصحاب الحسين عليه السلام! والذين خيرهم الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء قائلا: "غدا الموت". فقال أحدهم: "وددت أني اموت معك ثم أحشر وأموت معك ثم أحشر وأموت معك ألف مرة".
وختم سماحة الشيخ رسالته بالتساؤل: ماذا قدمنا لنصرة دين الله نحن في قبال أصحاب الحسين عليه السلام؟! هلا خجلنا من أنفسنا واقتفينا آثار أصحاب الحسين عليه السلام!
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.