27 جمادى الأولى 1443
نشر مكتب الشيخ الحبيب أمس الجمعة 26 جمادى الأولى 1443 هـ سلسلة تغريدات لسماحة الشيخ الحبيب -على الحساب الرسمي بمنصة تويتر- وذلك بخصوص فيلم سيدة الجنة عليها السلام الذي بدأت عروضه لأول مرة في العاشر من شهر ديسمبر الماضي لسنة 2021 في الولايات المتحدة الأمريكية، وجاءت التغريدات كالتالي:
• الشيخ: النجاحات التي حققها فيلم سيدة الجنة عليها السلام حتى الآن تتطلب أولا شكر الله تعالى، ثم مراجعةً وتخطيطا لمضاعفة هذه النجاحات واستثمار هذه التحفة الفنية النادرة والجوهرة الثمينة خير استثمار دعوي على المدى الطويل، فما زلنا في أول الطريق
• الشيخ: لقد كان نجاحا أن يتحول هذا المشروع السينمائي الضخم من مجرد فكرة وطموح إلى حقيقة وواقع، أخذا بالاعتبار أن جهات شيعية عديدة كانت لديها أفكار مماثلة منذ عقود إلا أنها لم تر النور قط رغم أنها لم تعانِ من شيء مما عانينا منه ولا حوربت كما حوربنا
• الشيخ: ذلك لأن اقتحام عالم الصناعة السينمائية الغربية بمشروع ديني أمر فيه من المصاعب الكؤود ما يكاد يجعله مستحيل المنال، فكيف إذا كان المشروع إسلاميا شيعيا رافضيا هو في أقصى درجات الحساسية التاريخية والمذهبية؟!
• الشيخ: كان فيلم الرسالة أول فيلم ديني "إسلامي" بصناعة سينمائية غربية، وكان مضمونه بعيدا عن الحساسية تماما، ومع ذلك لم يصمد في السينما الأمريكية أكثر من 3 أيام وتوقف! وآخر محاولة لعرضه في السينما الغربية كانت في أسكتلندا سنة 2016 وفشلت! كل ذلك جراء دعوات المقاطعة وضغوط المتطرفين
• الشيخ: أما فيلم سيدة الجنة؛ فرغم كل دعوات المقاطعة وفتاوى التحريم وضراوة الدعاية المضادة التي تواصلت من منابر المساجد والمراكز في أميركا؛ وبعضها تدعي التشيع مع الأسف.. رغم ذلك كله استمرت عروض الفيلم بنجاح للأسبوع الثالث على التوالي وها نحن ندخل في الأسبوع الرابع بفضل الله ورسوله
• الشيخ: هذا مع ملاحظة أن حجوزات دور السينما التي أتيحت للفيلم محدودة، فمعظم الحجوزات كانت أفلام كبرى أخرى قد استحوذت عليها. ومع ملاحظة أن الحملة الدعائية للفيلم ذات ميزانية محدودة مقارنة بما صرفته تلك الأفلام أضعافا مضاعفة للترويج، فأين النصف مليون دولار من عشرات الملايين؟!
• الشيخ: ويضاف إلى ذلك أن فيلم سيدة الجنة ذو طبيعة دينية جادة، فيما تلك الأفلام ذات طبيعة لهوية يميل إليها الناس أكثر في الغرب، بل وفي الشرق. ثم لا ننسى ضعف الإقبال عموما على ارتياد دور السينما بسبب الوباء والهلع منه حتى أن كثيرا من الأفلام الكبرى تكبدت ولا تزال خسائر مهولة
• الشيخ: فأن يجتاز هذا الفيلم كل هذه العقبات ويتغلب على كل هذه المعوقات ويحل في مصاف الأفلام العالمية في السينما الأمريكية وتطلب تمديد عروضه لأكثر من مدة الحجز الأصلي المقدرة بأسبوع واحد فقط ويستمر في العرض إلى اليوم في بعض الولايات.. هذا لعمري آية من آيات البركة الربانية والتأييد
• الشيخ: وكيف لا يكون كذلك وقد اجتذب الفيلم أناسا من غير المسلمين قد رُؤي منهم التأثر والتفاعل الخارج عن العادة، فمن قائلة: هذا الفيلم نور للعالم! إلى قائل: تأثرت جدا بمشهد الهجوم على السيدة فاطمة.. هؤلاء إرهابيون!
• الشيخ: ومن قائلة: لقد شعرت بآلام السيدة فاطمة وكدت أن أجهش بالبكاء! إلى قائل: هذا الفيلم يجب أن ندخله في مدارسنا الأميريكية لتتعلم منه الأجيال! ثم كانت المفاجأة أن عوائل أميركية تطالب بجزء ثانٍ من هذا الفيلم تعطشا للأحداث التالية! إنهم متلهفون لمعرفة المزيد عن هذا البيت المقدس!
• الشيخ: ولأول مرة في التاريخ تطرق أسماع مَن في الغرب قصة فاطمة الزهراء الشهيدة المظلومة!
ولأول مرة في التاريخ تدمع عيونهم عليها كما تدمع عيوننا! ولأول مرة في التاريخ يصبون اللعنات على قتلتها كما نصب نحن اللعنات عليهم! فلقد رصد المؤمنون في بعض دور السينما ذلك أثناء مشاهدة الفيلم!
• الشيخ: ولأول مرة في التاريخ تكتب الصحافة الغربية عن سيدة الجنة عليها السلام في تغطيتها لهذا الفيلم ومناقشتها لقصته!
ولأول مرة في التاريخ يرتفع اسم أم الحسن وذكرها في الولايات والمدن والشوارع الأميركية! ولأول مرة في التاريخ تصل آلام فاطمة وأنّاتها إلى الوجدان العالمي!
• الشيخ: هذا الذي تحقق حتى الآن إنما هو بفضل الرعاية الكريمة من مولانا صاحب اليد العليا صلوات الله عليه وعجل الله فرجه الشريف، وينبغي لكل مؤمن ومؤمنة أن يتوجه إلى الناحية المقدسة ويمثل بين يدي إمامه مقدما أسمى آيات الشكر والعرفان والامتنان
• الشيخ: وهذا الذي تحقق حتى الآن ليس يعني بطبيعة الحال أنّا بلغنا كل مرامينا، فما زلنا في أول الطريق كما قلنا آنفا.
يجب السعي الآن إلى استثمار هذه الثمار ومضاعفة هذه الإنجازات ومواكبتها. علينا أولا بذل الجهد في محاولة مد عروض الفيلم إلى البلدان الأجنبية الأخرى دون بيع حقوقه لأحد
• الشيخ: ثم علينا تكثيف الدعاية والإعلان والترويج ما أمكن، ولئن كان هذا سيضطرنا إلى رصد ميزانيات إضافية.. فليكن! فإن أمتنا الرافضية المجيدة لن تقبض أيديها المعطاءة في سبيل البضعة الطاهرة صلوات الله عليها، ولقد أثبتت هذه الأمة كيف أنها باجتماعها على الخير قادرة على تحقيق المعجزات!
• الشيخ: وينبغي كذلك استدراج أهل الخلاف والاستعانة بهم في تكوين زخم أعلى لهذا الفيلم! فلطالما كانوا لنا عونا في ما مضى بصياحهم وهياجهم وردود أفعالهم. صحيح أننا روّضناهم كثيرا بعد كل هذه السنوات إلا أنّا لم نكن نظن أن الأمر سيبلغ بهم مبلغ الموت السريري هكذا وبهذه السرعة!
• الشيخ: لقد كشف ظهور هذا الفيلم عن أن الطائفة البكرية تعيش حقا وبلا مبالغة في موت سريري! فمع أن هذا الفيلم يُظهر شخصيات أبي بكر وعمر وعائشة بما كانوا عليه حقا من بشاعة السيرة وسوء الفعال؛ ويفضحهم أمام العالم كله؛ إلا أنك لا تجد ردود فعل غاضبة تُذكر! إنما هي بضع ردود خجولة متواضعة!
• الشيخ: فأين تلك الحناجر التي اعتدنا على زعيقها كلما ثُلب أبو بكر أو مُسَّ عمر؟ أين تلك النوائح على عائشة وشرفها المنتهك؟! وأين المحاربون القدامى في الفضائيات وأبطال العالم الافتراضي ونجوم التيك توك؟! أ في هذه تخذلوننا لا أم لكم؟! أين أنتم؟!
• الشيخ: إن كل كلمة معارضة لهذا الفيلم الآن؛ صادرة من بكري أو بتري أو أيٍّ كان؛ هي بلا شك ستسهم بنحو أو بآخر في الترويج لهذا الفيلم والدعاية المجانية له. إن الغرب يحب بطبعه ما كان ذا طبيعة جدلية، ويبحث عنه أكثر، فكلما تصاعد الجدل حول فيلم سيدة الجنة؛ كلما نجح أكثر إن شاء الله تعالى
• الشيخ: بل حتى لو مُنع الفيلم من العرض؛ سيؤدي ذلك بعون الله إلى انتشاره أكثر وأكثر، لأن كل ممنوع مرغوب. ونحن منذ اليوم الأول من انطلاقنا بهذا المشروع العالمي الكبير؛ قدَّرنا سيناريوهات متعددة لمرحلة ما بعد ظهوره، ولكل سيناريو منها خطة موضوعة على الطاولة جاهزة للتنفيذ بعون الله
• الشيخ: بقي أن على إخواننا المؤمنين الذين يجدون في أنفسهم الكفاءة لإطلاق موقع إلكتروني موسوعي باللغة الإنجليزية واللغات العالمية الأخرى عن حياة وسيرة سيدة الجنة صلوات الله عليها؛ أن يتواصلوا فورا مع الإخوة في مؤسسة رافضة التابعة للاتحاد، فإن هذا الأمر صار الآن ملحا جدا
• الشيخ: إنه ضروري لأن هذا الفيلم المبارك مع انتشاره في الأشهر والسنوات المقبلة سيدفع لا محالة أناسا في الغرب والشرق للبحث أكثر عن فاطمة الزهراء عليها السلام، فلا بد من أن يكون أول ما يظهر في قائمة البحث في الإنترنت؛ هذا الموقع الموسوعي المكتوب بلغة عالمية عصرية جذابة
• الشيخ: وهكذا ينبغي أن تتكامل الجهود، فليس فيلم سيدة الجنة إلا مشعل هدى ينير الطريق لأولئك الذين دخل في قلوبهم - بعد مشاهدته - حب هذه السيدة العظيمة المظلومة، فلنعمل الآن على أن نقدم لهم ما يروي ظمأهم عنها وعن أبيها وبعلها وبنيها الطاهرين عليهم السلام، عسى أن يهديهم الله بذلك.