نشر مكتب الشيخ الحبيب على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحا إعلاميا لسماحة الشيخ الحبيب حول الأحداث المفجعة الأخيرة التي جرت على شيعة أفغانستان، حيث جاء فيه:
ها قد كشفت حركة طالبان الإرهابية عن وجهها القبيح ونواياها الحقيقية تجاه شيعة أهل البيت عليهم السلام وها هي أخبار الفجائع المؤلمة تتوالى من أفغانستان.
فبعد إعلان منظمة العفو الدولية أن طالبان قتلت في مقاطعة دايكوندي 13 شخصا من الشيعة الهزارة من بينهم فتاة مؤمنة لا يتجاوز عمرها 17 عاما؛ كشف تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية عن تهجير طالبان لنحو 1200 أسرة شيعية تشتمل على أكثر من أربعة آلاف نسمة منهم نساء وأطفال من المقاطعة نفسها بدعوى أنهم يسكنون في منازلهم بشكل غير قانوني! هذا مع أنهم يمتلكون وثائق رسمية وهم يسكنون هناك لعقود قبل أن تجتاحهم طالبان! ولنا أن نتخيل كيف سيكون حال هذه الأسر المهجرة مع بداية فصل الشتاء وكم عدد الذين سيموتون منهم في البرد والعراء!
ولم تكتفِ هذه الحركة الغادرة بذلك، بل أضافت إلى جرائمها في تلك المقاطعة مصادرة المزارع والبساتين المنتجة وتوزيعها كغنائم على عناصرها! وبهذا أفصحت طالبان عن غرضها الحقيقي، إنها طامعة في ثروات الشيعة في أفغانستان وتريد أن تحرمهم مما يتقوّتون به!
وبعد هذه الجرائم فُجعنا اليوم بجريمة أنكى وأدهى، حيث قام الإرهابيون بتفجير مسجد شيعي في قندوز خلّف عشرات الشهداء الذين كانوا يصلون لربهم يوم جمعتهم كما خلّف عشرات المصابين والجرحى!
وطالبان بطبيعة الحال تتنصل من هذه الجريمة وتعصبها برأس تنظيم داعش، متناسية أنها وإياه ارتضعا من ثدي إرهابي واحد! وأنها بجرائمها التي استهدفت بها الشيعة وفّرت البيئة المثلى لانطلاق تنظيم داعش في استهدافهم أيضا. ولا محالة سيؤول أمر هذين مع الشيعة - بطبيعة الأيديولوجيا المتطرفة التي يحملانها - إلى أن يزايد كل منهما على الآخر في استحلال دم الشيعة واضطهادهم مع مرور الأيام ليثبت أنه لا تأخذه في الله لومة لائم!
لقد كنا أول من حذر من هذا المآل حتى قبل أن تسيطر طالبان على أفغانستان، ومنذ ذلك الوقت ونحن ندعو الله تعالى أن تكون تخوفاتنا خاطئة وأن لا يقع ما نتوقع، لكن الأمنيات شيء؛ وما تعطيه المعطيات والدلائل على الأرض شيء آخر. والذي يتغافل عنها ويركن إلى وعود طالبان ومن تحالف معها - كنظام خامنئي - لا يكون إلا غبيا أو مستهترا غير مبالٍ بالأرواح والدماء.
لطالما كررنا أن على الشيعة الأخذ بزمام المبادرة، وأن تكون لهم قوة عابرة للحدود بغطاء أممي تلجم الإرهاب وتقطع دابره. ولكَم رجونا أن تتجاوب المرجعية - بعنوانها الأعم - مع هذه الدعوة وإنْ بغير ظهور أو إعلان، ذلك لأنّا في الوقت الحاضر لا مُكنة لنا إلا بها ولا يمكن أن يُتفاوَض مع القوى الكبرى إلا بضوء أخضر منها شرعا واعتبارا.
يبدو أن قدرنا أن نمضي كما نحن في كل خطواتنا ومشاريعنا؛ أن نعتمد على جهودنا الذاتية وإن طال الأمد، أو أن نكوّن البيئة المحفزّة وإن استنزُفنا.