30 محرم الحرام 1442
يتعرض البرفسور في جامعة الوادي الجزائرية أحمد زغب لهجوم من الكهنة وعلى منصات التواصل بسبب انتقاده في حلقة نقاشية في إحدى الإذاعات للطاغية الأول أبي بكر بن أبي قحافة (لعنه الله) وتصريحه بحقيقة ارتكابه مجازر في حق المسلمين الأوائل الذين كفَّرهم وحكم عليهم بالردة وسفك دماءهم لا لشيء سوى رفضهم الاعتراف به خليفة ورفضهم دفع الزكاة له وإعلانهم الولاء للإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام) وأنه الخليفة الشرعي الوحيد.
عند إبلاغ الشيخ الحبيب بذلك عبّر عن استنكاره لهذه البلبلة المفتعلة التي رآها مترجمة لما تعانيه بقايا الطائفة البكرية من اهتزاز وتضعضع وفقدان للثقة حيث لا تستطيع تقبّل أو استيعاب أي رأي أكاديمي نقدي للتصورات والمرتكزات الشائعة وإن كانت الأدلة الدينية والتاريخية متوافرة لصالحه.
سماحته يجدد التأكيد على أن الإسلام أكبر من أبي بكر وأضرابه، وأنه لا حرمة أو منع لمناقشة شخصياتهم وأفعالهم ونقدها أو محاكمتها طبقا لموازين الشرع والعدالة والإنسانية والأخلاق، لافتا النظر إلى أن أبا بكر متلبس فعلا بالظلم والتجبر في ميزان الشرع ويعتبر في ميزان الحضارة مرتكبا لجريمة كبرى ضد الإنسانية تضمّنت أفعالا سادية ووحشية كإحراق الناس أحياءً وشقّ النساء نصفين بالحبال التي تجرها الخيول وطبخ الطعام على جماجم القتلى ودفن المعارضين في مقابر جماعية.
كما يجدد سماحته الدعوة للمسلمين جميعا إلى الكف عن التقليد الأعمى لما كان عليه الآباء والأجداد والأخذ بمبدأ الحرية الفكرية الإسلامية فعند ذلك فقط يمكن للمسلمين أن يكتشفوا إسلامهم النقي من جديد بعدما يخلصونه من آفات المنافقين المستترين والآثار السلبية التي خلّفها أولئك الذين أكسبتهم السياسة قداسة زائفة بينما هم في الواقع ما كانوا سوى حفنة من ذوي الأطماع والمآرب السياسية والدنيوية.
وينصح سماحته المسلمين باتخاذ موقف آل النبوة موقفا موحدا وفاصلا من كل شخصية تاريخية مختلف عليها، لأنهم (عليهم السلام) أطهر الخلق وأشرفهم وأعرفهم بدين أبيهم (صلى الله عليه وآله وسلم). ولقد ثبت أن سيدة نساء أهل الجنة فاطمة الزهراء (عليها السلام) كانت غاضبة على أبي بكر حتى قاطعته مقاطعة تامة وهجرته ولم تكلمه حتى مضت إلى ربها شاكية من ظلمه وحيفه، وهذا الموقف من ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصديقة الطاهرة يكفي لكل مسلم يرجو الله واليوم الآخر لاتخاذ موقف الرفض لأبي بكر واعتباره شخصية مرفوضة في الإسلام وعدم الاعتداد بكل رتوش التلميع التي أضيفت على صورته بفعل السياسة والتعصب المذهبي.
كما ينصح سماحته الأكاديميين ورواد المحافل العلمية وطلاب الحقيقة إلى عدم الاكتراث بتلك الحمر المستنفرة وممارسة حرية الرأي والحق في البحث العلمي وإثراء المناقشات النقدية حفاظا على روح الإسلام وتخليصا لهذه الأمة من جهالاتها وما قبعت فيه من تخلف عن ركب الحضارة بسبب تقديسها الأعمى لكل ما هو موروث وإن ثبت بطلانه وزيفه.
محمد أبو سلطان
مديـــــر المكتــــب
30 محرم الحرام 1442
8 سبتمبر أيلول 2021
صورة من البيان: