وصف سماحة الشيخ الحبيب حكام الدول الإسلامية بالأنذال وذلك جراء سكوتهم عن جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الصين ضد مسلمي الإيغور، وذلك في تصريح رسمي نشره مكتب سماحته على مواقع التواصل الاجتماعي، وجاء فيه:
بينما تصمت حكوماتنا صمت القبور عن جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الصين ضد مسلمي الإيغور؛ تتحرك الحكومات الغربية فتفرض العقوبات على بكين وتستدعي السفراء وتصدر البيانات حتى صارت العلاقات بين الطرفين تتجه إلى غاية التوتر والتصادم بعدما استشاطت حكومة الصين غضبا وردَّت بالمعاملة بالمثل. هذا مع أن اقتصاديات الدول الغربية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالاقتصاد الصيني إن لم تكن معتمدة عليه، ومثل هذه الخطوات التصعيدية لها آثارها السلبية على المصالح الغربية.
إن هذه المفارقة لا تعني لنا أن الحكومات الغربية صارت مبدئية تضحي بمصالحها، وإنما تعني لنا انعدام أدنى معايير المبدئية لدى حكوماتنا النذلة، التي ترى شعبا مسلما بأكمله يُباد ويُقضى على وجوده في معسكرات اعتقال تُغتصب فيها النساء كل ليلة دون أن ينتفض لها عرق من غيرة أو شهامة أو ضمير!
وعلة هذا الصمت القبيح معلومة، إنها المصالح، فأردوغان الماكر مثلا كان قد ندّد في 2009 بإجراءات الصين ضد الإيغور، لكنه أعرض إلى اللامبالاة بعد ذلك رغم استفحال الاضطهاد وتزايد القمع، ثم سرعان ما انقلبت لهجته بعد عشر سنوات أي في 2019 إلى مدح الصين والادعاء بأن الإيغور وبقية الإثنيات يعيشون بسعادة في إقليمهم المتمتع بحكم ذاتي! إلى أن كشفت التقارير الصحفية عن أن حكومته بدأت بترحيل اللاجئين الإيغور وتسليمهم للصين ليواجهوا مصيرهم المظلم والقاتل! وما كان وراء ذلك إلا تزايد اعتماد تركيا على الصين تجاريا.
أما خامنئي الوغد فيكفيك أن تعرف أن بكين صارت قبلته وملاذه؛ سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا، إذ معهم يبرم صفقات التسلح والتجارة، وعليها يعتمد في التوازن السياسي مع الغرب. وآخر صفقة بينهما وُقِّعت اليوم باسم (معاهدة التعاون الاقتصادي والاستراتيجي)!
إن هذه الصفقات تتم على ذبح المسلمين المضطهدين الإيغور، لكن خامنئي لا يكترث كما لا يكترث غيره من الحكام، إلا أن ما يزيده قبحا على قبح هو ادعاؤه التديّن والمبدئية الإسلامية وأنه (ولي أمر المسلمين) والمدافع عن المستضعفين والمظلومين!
إنها السياسة القذرة والمصالح الدنيئة! تلك هي التي تنزع من نفوس الحكام كل معاني الغيرة والشهامة والمبدئية؛ وتحولهم إلى أنذال بمعنى الكلمة، وإلا فما معنى أن تقوم 22 دولة في 2019 -منها بريطانيا وفرنسا والنمسا وكندا- بتوقيع رسالة مشتركة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم الممتحدة، تندد فيها بمعاملة الصين للإيغور؛ فترد عليها 37 دولة - منها ما يسمى بالسعودية وقطر وسورية والجزائر- في رسالة مضادة تثني فيها على الصين وسياستها!
لم تكن في قائمة الدول المنددة دولة إسلامية واحدة! فيما في قائمة الدول الداعمة دول تدعي أنها إسلامية! فهل ترى نذالة أنذل من هذه؟!
اليوم ونحن نعيش ذكرى مولد إمامنا المهدي المفدى عليه السلام علينا أن نهتف بأمتنا الإسلامية قائلين:
يا أيتها الأمة الضائعة! إن لك إماما قد نصبه الله ورسوله صلى الله عليه وآله ليخرجكم من الضياع وظلمات الجاهلية الثانية إلى نور الإسلام والعدل. لئن كنتم تنتظرونه فإنه ينتظركم! توبوا إلى الله وصحّحوا إسلامكم وأصلحوا أنفسكم؛ يظهر لكم وينقذكم!