28 ذو القعدة 1441
عبَّر الشيخ الحبيب عن رفضه الشديد عن نية ما يسمى بديوان الوقف السني في العراق عن نيته تشييد ضريح الكاهن البكري ابن الجوزي، وذلك في بيان رسمي نشره مكتب سماحته، وجاء فيه:
يعبِّر الشيخ عن رفضه الشديد لما أعلن عنه ما يسمى بديوان الوقف السني في العراق عن نيته تشييد ضريح في بغداد للكاهن البكري الحنبلي عبد الرحمن بن الجوزي، ويعتبر هذا العمل حراما شرعا وأنه من مظاهر تجديد وإحياء الجاهلية الثانية.
ويبدي سماحته استغرابه من أن يكون الداعي لذلك رئيس الوزراء العراقي مع كونه ممن يزعم انتمائه لأهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم، ومع كونه مكلفا بصفة مؤقتة إلى حين تنظيم الانتخابات، فلا يجوز له إقحام نفسه فيما لا يفقه من الدين ولا فيما لا يكون من ضروريات العمل الحكومي.
يذكِّر الشيخ بما انتهت إليه الدروس الحوزوية في (لحن الأئمة عليهم السلام) من عدم جواز تجديد قبور الرموز المخالفة لأهل البيت (عليهم السلام) فقد قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «مَن جدَّدَ قبرا أو مثَّلَ مثالا فقد خرج من الإسلام»، وأن المستثنى من ذلك هو ما جاء عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) في حديثه: «يا أبا الحسن؛ إن الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعا من بقاع الجنة... يا علي؛ مَن عمَّرَ قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان على بناء بيت المقدس».
كما ينبِّه سماحته إلى أن الحنابلة يذهبون إلى أن تشييد القبور منهي عنه شرعا، ومن هؤلاء ابن الجوزي نفسه الذي يقول في كتابه (غريب الحديث ج٢ ص٢٩٩): «ونهى [رسول الله صلى الله عليه وآله] عن تقصيص القبور وتكليلها. التكليل رفعها ببناء مثل الكلل وهي الصوامع والقباب التي تُبنى على القبور». وكذلك يفسر ابن الجوزي في كتابه (التحقيق في مسائل الخلاف ج٢ ص١٨) أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بتسوية القبور بأنه: «محمول على ما كانوا يفعلونه من تعلية القبور بالبناء المستحسن العالي».
ويخاطب الشيخ ما يسمى بديوان الوقف السني بقوله: «إذا كان صاحب القبر نفسه لا يرتضي البناء عليه ولا رفعه؛ فبأي حق تفعلون بقبره ما لا يرتضيه؟! ومتى تعالجون عقدتكم النفسية من تفوق أئمة أهل البيت عليهم السلام وتكفون عن مساعيكم الفاشلة لإيجاد بدائل لهم حتى في مشاهدهم وأضرحتهم»؟!
كما يخاطب سماحته رئيس الوزراء العراقي بقوله: «إذا كان عدم بناء هذا القبر نقطة اتفاق الفريقين في فقههم بمن فيهم صاحب القبر نفسه؛ فبأي داعٍ تدعو إلى ذلك وتتحمس له؟! ألا تعلم يا هذا أنك تعرِّض نفسك لنقمة الله تعالى وسخط أوليائه عليهم السلام؟! أوَلا تدري أن هذا يُعَدُّ خروجًا من الإسلام كما قال أمير المؤمنين عليه السلام؟! ولماذا تبدي هذا التحمس لكاهن من ذرية الطاغية الأول أبي بكر بن أبي قحافة؛ كان يسعى في إنكار فضائل أهل البيت عليهم السلام والطعن بشيعتهم؟! أوَ لا تعلم أن منكر فضائلهم عليهم السلام ملعون؟! أ تحب أن يحشرك الله معه؟! أوَ لست وأمثالك من السياسيين تزعمون رفضكم للطائفية ورموزها؟! فها هو ابن الجوزي رمز طائفي - على مقاييسكم - إذ يقول في في كتابه تلبيس إبليس ص٨٩: وغلو الرافضة في حب علي رضي الله عنه حملهم على أن وضعوا أحاديث كثيرة في فضائله أكثرها تشينه وتؤذيه، وقد ذكرت منها جملة في كتاب الموضوعات، منها أن الشمس غابت ففاتت عليا صلاة العصر فرُدت له الشمس... ولهم خرافات لا يسندونها إلى مستند، ولهم مذاهب في الفقه ابتدعوها وخرافات تخالف الإجماع... وسَوَّلَ لهم إبليس وضعها على وجه لا يستندون فيه إلى أثر ولا قياس بل إلى الواقعات، ومقابح الرافضة أكثر من أن تحصى»!
ينادي الشيخ المؤمنين الأحرار بتكوين الضغط الشعبي اللازم لمنع تشييد قبور رموز الضلالة والانحراف عن العترة الطاهرة عليهم السلام، بل وإزالة كل مظاهر الجاهلية الثانية في العراق بما فيها الأضرحة المقامة واقعا لأبي حنيفة مثلا وأضرابه.
مكتب الشيخ الحبيب