20 محرم الحرام 1440
عبّر الشيخ الحبيب عن إدانته الشديدة لما جاء في بث لإحدى القنوات الحزبية العراقية التابعة للمدعو عمار الحكيم من إساءة لمقام النبي آدم عليه السلام، ومدح للمجرمة عائشة الحميراء لعنها الله، وذلك في بيان رسمي نشره مكتب سماحته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الحبيب يدين -أشد الإدانة- ما جاء في بث لإحدى القنوات الحزبية العراقية المملوكة للصبي عمار الحكيم من تجاوز خطير على مقام الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، حيث تفوه مهرج تافه بأن سيدنا آدم عليه السلام كان بعد هبوطه إلى الأرض "شخصية معقدة"! وتفوهت أخرى سافرة متبرجة بأن "السيدة عائشة كانت امرأة مناضلة قيادية قامت بحرب ضد علي بن أبي طالب"!
الشيخ يذكِّر بالوثيقة التاريخية التي تبيِّن موقف الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه من الحميراء لعنها الله، وهي رسالته عليه السلام إلى أهل الكوفة بعد حرب الجمل، والتي قال فيها: "ولاذ أهل البغي بعائشة، فقُتل حولها من أهل البصرة عالم جم، وضرب الله وجه بقيتهم فأدبروا. فما كانت ناقة الحجر بأشأم عليهم منها على أهل ذلك المصر، مع ما جاءت به من الحوب الكبير في معصيتها ربها ونبيها، واغترارها في تفريق المسلمين وسفك دماء المؤمنين، بلا بينة ولا معذرة ولا حجة ظاهرة" (الكافئة للمفيد ص٢٨).
يقول الشيخ: إن هذه الوثيقة التاريخية هي مجرد دليل واحد من أدلة صريحة شتى تثبت حكم سيد الوصيين عليه السلام على هذه المرأة المجرمة السفّاكة للدماء، وإن من يدّعي كونه من شيعة علي عليه السلام لا بد أن يتابعه في حكمه وموقفه، فإن لم يفعل فما هو من شيعة علي عليه السلام.
يضيف الشيخ: إذا كان مالك هذه القناة والعاملين فيها من الشيعة حقا فلا بد لهم من الاعتذار العلني وتجديد الالتزام بالموقف الشرعي من عائشة، إذ محالٌ أن يعتبر الشيعي محاربة أمير المؤمنين عليه السلام "سيدة مناضلة قيادية"! ولا يمكن أن يمر عليه هذا الكلام مرور الكرام دون توقيف من تفوه به غيرةً على إمامه ودفاعًا عنه، بل غيرةً على خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله الذي استفاض عنه قوله: "يا علي؛ حربك حربي".
الشيخ ينبّه المؤمنين إلى هذه الحقيقة، وهي أن الشخصيات السياسية والأحزاب التي يُزعم كونها "دينية" في عالمنا الشيعي المعاصر ما هي إلا ممن يستعمل آلة الدين للدنيا، فهذه مواقفها وأفعالها أبعد ما تكون عن الدين والالتزام بمبادئه وأحكامه، وهذا استخفافها بحرمات الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم. ويكفي أن ينظر الناظر إلى بدايات هذه الشخصيات والأحزاب ثم ينظر إلى ما انتهت إليه؛ ليدرك بسهولة أنها للوصول إلى مطامعها ومآربها؛ كانت تدوس في كل مرحلة على شيء من الدين وتتخلى عنه، حتى لم يبقَ لها من الدين إلا الاسم والرسم.
الشيخ ينادي المؤمنين بتفعيل نظرية "المحاصرة الميدانية" كمصداق من مصاديق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى يتحقق القضاء التام على كل ما يمس حرمات الدين أو يهتك مقام الأنبياء والأوصياء عليهم الصلاة والسلام.
مكتب الشيخ الحبيب
أرض فدك الصغرى – 20 محرم الحرام 1440 هـ