27 ذو الحجة 1439
يعبِّر الشيخ الحبيب عن رفضه لتعهد بعض أصحاب المجالس الحسينية في الكويت بـ "عدم المساس بالصحابة" وفقا لتصريح مصدر في وزارة الداخلية.
• الشيخ يستحقر التعهد والمتعهدين ويؤكد أن لا قيمة حقيقية له أو لهم، فالحسين (عليه السلام) فوق التعهدات الباطلة، والمنابر الحسينية إن لم تكن حرة فليست بمنابر حسينية، لأن المبدأ الحسيني يرفض سلب الحرية في الدنيا: "كونوا أحرارا في دنياكم" فكيف بسلب الحرية في الدين؟!
• الشيخ ينبّه إلى أن عنوان "عدم المساس بالصحابة" يُراد به ذبح الحق، فالحق هو أن من "الصحابة" من كان ظالما مبتدعا منقلبا على عقبيه، ولا بد للأمة من معرفة ذلك حتى لا تسير على خطاه أو تأخذ بمنهجه وأحاديثه المفتراة فتهلك وتتردى.
• الشيخ يذكّر بأن مواقف أهل البيت الأطهار (عليهم السلام) ضد الظالمين المنقلبين من "الصحابة" معروفة ومشهورة في مصادر المسلمين بشتى طوائفهم. فالإمام علي (عليه السلام) مثلا حكم على أبي بكر وعمر بأنهما كاذبان آثمان غادران خائنان كما في صحيح مسلم، والسيدة الزهراء (عليها السلام) كانت تدعو عليهما ولا ترد سلامهما كما في الإمامة والسياسة لابن قتيبة، والإمام الحسن (عليه السلام) أمر بتعليم الأولاد بغض عثمان حتى لا يؤمنوا بالدجال كما في تقريب المعارف، والإمام الحسين (عليه السلام) أدان أبا بكر وعمر بصريح العبارة وأكد ظلمهما وحملهما الناس على أعناق آل النبوة كما في تقريب المعارف أيضا.
• الشيخ يؤكد أن قضية سيد الشهداء (عليه السلام) كانت أعمق من التصدي للطاغية يزيد، فلقد تصدى من قبل للطاغية عمر وقال له: "انزل أيها الكذاب عن منبر أبي".
• الشيخ ينبّه إلى أن التوقيع على تعهد بعدم المساس بالذين مسّهم سيد الشهداء (عليه السلام) لا يخلو من أن يكون إما عن قناعة أو عن قهر، فإن كانت الأولى فهي الخيانة لأبي عبد الله صلوات الله عليه؛ وإن كانت الأخرى فهي الذلة التي رفضها بإعلانه: "هيهات منا الذلة". فعلى أيٍّ من الفرضين يكون المتعهدون خارجين عن منهج وتعاليم سيد الشهداء (عليه السلام) ولا يُباح لهم تولي أمر المجالس باسمه المقدس.
• الشيخ موجها كلامه للمتعهدين: إذا كنتم تجبنون عن مواجهة ضغوط وتدخلات وزارة الداخلية كما واجه أبو عبد الله (عليه السلام) الضغوط والتدخلات؛ فلا تتولوا أمر المجالس واقعدوا في بيوتكم مع القواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا، فالمجالس الحسينية تحتاج إلى رجال شجعاء يتولونها ويصونون حريتها واستقلاليتها، لا إلى جبناء ضعفاء من أمثالكم.
• الشيخ محذرا وزير الداخلية خالد الجراح: لا تقحم وزارتك في الشؤون الدينية ولا تورط نفسك بالتدخل في المجالس والشعائر الحسينية. أنت معيَّن لحفظ أمن الناس فقط، من عيّنك لحفظ "أمن الصحابة"؟! أنت تعلم أن الموقعين لك ليسوا سوى واجهات اجتماعية هرمة منتفخة لا رصيد حقيقيا لها في الشارع الشيعي. تصرفاتكم الحمقاء هذه ستدفع هذا الشارع - ولا سيما الشباب منه - إلى التوجه إلينا. ونحن قادرون على أن نغرس في نفوسهم الحنق عليكم حتى لا يرونك إلا كيزيد ولا يرون آل الصباح إلا كآل أمية! أ فهل يعجبكم ذلك مع كلفته الباهظة عليكم في المستقبل؟ اعقلوا وارشدوا خير لكم. لا نريد لكم شرا ما تركتمونا والحسين صلوات الله عليه.