موقف الشيخ من أحداث العراق: حل الحكومة والبرلمان والأحزاب وإعلان مرحلة انتقالية يُستفتى فيها الشعب على نظام جديد

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

6 ذو القعدة 1439

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد تصاعد الاحتجاجات الشعبية وتوارد الأسئلة عن الموقف من الأحداث الطارئة في العراق؛ مكتب الشيخ الحبيب في لندن يعلن أن موقف سماحته يتلخص في النقاط التالية:

(1) تأييد ومؤازرة الشعب العراقي في انتفاضته على الطبقة السياسية المتعفنة فسادا، على أن تنطلق هذه الانتفاضة من منطلقات شرعية أخلاقية وأن لا يتدنى سقف مطالبها عند تحقيق وإصلاح الخدمات بل يتصاعد إلى «إزالة كل المظاهر المؤذية للعترة الطاهرة» عليهم الصلاة والسلام، فإن العراق لن ينال البركة ولن ينعم بالأمن والرخاء وفيه مثل هذه المظاهر التي تغضب الله سبحانه وتعالى؛ وتبعد عنه إمام العصر المهدي المفدى صلوات الله وسلامه عليه وعجل الله فرجه الشريف.

(2) النظام السياسي القائم حاليا في العراق نظام فاشل مريض يحفِّز بطبيعته على الفساد، ومع بقائه فمهما تغيّرت الوجوه فسيبقى الفساد، وستبقى الشللية، وستبقى الرشوة، وسيبقى نهب الثروة، وسيبقى تردي الخدمات. والأخطر من هذا كله؛ سيبقى التلاعب بأرواح البشر وتعريضها للموت وانعدام الأمان. لذلك لا بد من «إزالة هذا النظام» الذي كان تأسيسه من قبل الاحتلال «لعنةً» حلَّتْ على العراق وأهله.

(3) «بقوة الإسلام» التي تمثلها المرجعية الدينية؛ و«بقوة الشعب» التي تمثلها الحشود المليونية في الميادين؛ تتحقق إزالة هذا «النظام اللعنة» بإعلان: حل الحكومة، وحل البرلمان، وحل مجالس المحافظات، وحل الأحزاب، وتنصيب حكومة مؤقتة تقوم بتنظيم استفتاء شعبي عام تحت إشراف أممي على قيام نظام جديد. هذا النظام الجديد يفضل أن يكون وفق رؤية «الدولة الأمنية» التي تعمل بجد وحزم وسرعة على محورين هما: المحور الأمني؛ والمحور البُنيوي أو الخدمي.

(4) الطبقة السياسية الحالية لم تثبت فشلها فقط؛ بل أثبتت خيانتها العظمى للدين والشعب والوطن بعد إراقة الدماء في مواجهة الاحتجاجات الأخيرة، وبعدما تواطأت عليه طوال السنوات المنصرمة من النهب والسرقة حتى تضخّمت أرصدة المسؤولين وثرواتهم بأرقام فلكية. وعليه فلا بد من «اعتقال جميع هؤلاء الخونة» وإحالتهم إلى التحقيق وتقديمهم إلى المحاكمة، وفي مقدمتهم رؤساء الأحزاب. وإن على الإخوة منتسبي الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية أن يخافوا الله تعالى وأن لا يمتثلوا لأوامر هؤلاء المسؤولين المجرمين الذين لا شرعية لهم، بل أن ينضموا إلى الشعب المضطهد ويعينوه على تطهير البلاد من هذه الطغمة الفاسدة.

(5) المحاولات الترقيعية التي تقوم بها الحكومة الفاسدة الحالية هي في الحقيقة «محاولات تخديرية» يُراد بها تخدير الشعب وإسكاته عن الاحتجاج والتظاهر. وبعض هذه المحاولات تنطوي على خيانة أخرى، كالتوسل «بالنظام السعودي» لمد العراق بالكهرباء والطاقة، إذ إن ذلك يعني إبقاء البلد رهنًا في يد الأجنبي الذي يمكنه قطع الطاقة عنه متى شاء بعدما أخذ من أموال البلد ما شاء، وهذا من أفدح القرارات التي تهدد مستقبل البلد ومصيره.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
6 ذو القعدة 1439

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp