9 شهر رمضان 1439
بسم الله الرحمن الرحيم
نتقدم إلى ساحة القداسة الإمام المهدي وصاحب الأمر صلوات الله عليه وعجّل الله تعالى فرجه الشريف بأصدق التعازي وأحرها بمناسبة ذكرى وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة الكبرى صلوات الله عليها.
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «لمّا توفّيت خديجة عليها السلام جعلت فاطمة عليها السلام تلوذ برسول الله صلى الله عليه وآله وتدور حوله وتقول: يا أبت أين اُمّي قال: فنزل جبرئيل (عليه السلام) فقال له: ربّك يأمرك أن تقرأ فاطمة السلام وتقول لها: إنّ اُمّك في بيت من قصب، كعابه من ذهب، وعمده ياقوت أحمر، بين آسية ومريم بنت عمران. فقالت فاطمة عليها السلام: إنّ الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام».
وعن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «إنّ الله اختار من النساء أربعاً: مريم وآسية وخديجة وفاطمة».
وعن عائشة لعنها الله قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ذكر خديجة لم يسأم من ثناء عليها واستغفار لها، فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة، فقلت: لقد عوَّضك الله من كبيرة السن! قالت: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غضب غضباً شديداً، فسقطت في يدي فقلت: اللهمَ إنَك إن أذهبت بغضب رسولك صلى الله عليه وآله لم أعد بذكرها بسوء ما بقيت. قالت: فلمَا رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ما لقيت قال: كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، وصدَّقتني إذ كذَّبني الناس، ورزقت منّي الولد حيث حرمتموه. قالت: فغدا وراح عليّ بها شهراً.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: "دخل رسول الله صلى الله عليه وآله منزله فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها وهي تقول: والله يا بنت خديجة ما ترين إلاّ أنّ لاُمّك علينا فضلاً، وأي فضل كان لها علينا؟ ما هي إلاّ كبعضنا. فسمعت مقالتها فاطمة عليها السلام، فلمّا رأت فاطمة رسول الله صلى الله عليه وآله بكت. فقال لها: ما يبكيك يا بنت محمّد؟ قالت: ذكرت اُمّي فتنقّصتها، فبكيت. فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله: ثم قال: مه ياحميراء، فإنّ الله تبارك وتعالى بارك في الولود الودود، وإنّ خديجة رحمها الله ولدت منّي طاهراً وهو عبد الله وهو المطهّر، وولدت منّي القاسم وفاطمة ورقية واُمّ كلثوم وزينب، وأنت ممّن أعقم الله رحمه فلم تلدي شيئاً".