6 شعبان المعظم 1439

نشر مكتب الشيخ الحبيب على مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر، فيسبوك، انستغرام، تيليجرام، واتسب) رسالة خطيةً بيد الشيخ تضمّنت كلمةً موجَّهةً إلى طلبة العلوم الدينية، جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

كلما استشارني أحدٌ من إخواني ذوي الاهتمامات العلمية في التفرغ للدراسة الحوزوية؛ كنت أشدّد على بطلان هذا الوهم الشائع، وهو أنه لا يمكن الجمع بين طلب العلم والتعمّق فيه وبين العمل الديني بالتبليغ والتوعية وما يجري مجراهما إلا على حساب الأول، وأن المنشغل بوظيفة دينية عملية ما سيبقى علمه سطحيا، ولن يترك له انشغاله وقتا لاستزادته في العلم.

إن هذا بحق وهم كبير محقته التجربة الشخصية الحية. إن طالب العلم إذا أخلص لله تعالى ولم يبدّد وقته في التوافه، فإنه مهما انشغل بعمله الديني -ولاسيما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- فإنه لن يعدم توفيق الله تعالى له في ميدان العلم وما يؤتيه إيّاه منه مما لم يؤتِ غيره من القاعدين عن وظافئهم الدينية ومسؤولياتهم الشرعية تجاه أنفسهم وتجاه الأمة بحجة انصرافهم لطلب العلم!

كلا! إن من يريد أن يغدو عالما بحق فعليه أن يعمل، وأن يجمع ما استطاع بين العلم والعمل، وإلا فإنه حتى لو تعلّم شيئا ما فإنه سرعان ما سيزول عنه ما لم يقرنه بالعمل.

وقد قال مولانا أبو عبد الله الصادق عليه السلام: “العلم مقرون بالعمل، فمن عَلِمَ عَمِلَ، ومن عَمِلَ عَلِمَ. والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل عنه”.

ياسر الحبيب

٨ شعبان المعظم ١٤٣٩