2007 / 11 / 23
تناقلت الصحف الكويتية خبر إقدام سلطات الأمن على اعتقال المدعو حامد العلي، أحد زعماء الفرقة الوهابية، وإيداعه السجن بعد صدور حكم قضائي بحبسه لمدة أسبوع، حيث أُدين بتهمة الطعن في ”المذهب الشيعي“ في إحدى خطبه يوم عاشوراء التي هاجم فيها ”الشيعة الروافض“ واعتبر أن ما يقومون به في حسينياتهم هو كفر وشرك وبدع ومنكرات!
وكان العلي خارجا من منزله في طريقه إلى المسجد لأداء صلاة المغرب، حيث فوجئ برجال الأمن الذين اقتادوه إلى المعتقَل. فما كان منه إلا أن استخدم هاتفه النقال لإرسال رسائل استغاثة مناشدا فيها أصحابه بالتوسط لدى الحكومة لتعطيل تنفيذ الحكم! غير أن تلك الوساطات باءت بخيبة أمل.
وكانت وزارة الأوقاف الكويتية قد أنهت خدمات العلي في وقت سابق وأصدرت قرارا بمنعه من إمامة الصلاة والخطابة بعدما قضت محكمة الجنايات بتجريمه بتهمة المساس بحاكم الكويت، حيث إنه من المؤيدين علنا لأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة وطالبان، وكان قد نشر على موقعه في الإنترنت شعرا من نظمه في تكفير الحكام العرب ومدح المدعو بالملا عمر!
وكان الإرهابي حامد العلي أوّل من حرّض على سجن الشيخ الحبيب وأثار الأجواء السياسية ضده، حين قام بتنظيم حملة سلفية كبرى لحمل الحكومة على ما أسماه ”معاقبة المتعدي على الخلفاء الراشدين والصحابة“ حيث كان الشيخ الحبيب يلقي محاضرات أسبوعية خاصة يلقي فيها الضوء على تفاصيل تاريخية تتعلق بما ارتكبه المجرمون في حق الرسول الأعظم وأهل بيته الأطهار عليهم الصلاة والسلام.
وعندما قامت الحكومة الكويتية بالاستجابة لضغوط التيار السلفي الوهابي وأقدمت على اعتقال الشيخ الحبيب وإيداعه السجن؛ أظهر حامد العلي والسلفيون فرحة عارمة شكروا فيها الحكومة وتبادلوا فيها التهاني عبر الرسائل الهاتفية القصيرة! كما قاموا بنصب لافتات حول الموضوع في أنحاء متفرقة من مناطق الكويت وشوارعها، ولصق ملصقات على السيارات تعبّر عن فرحتهم وانتصارهم في معركة الدفاع عن ”الخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين والصحابة“!
ويعرف المطلّعون على الوضع السياسي الداخلي في الكويت أن تنفيذ حكم الحبس لم يكن ليتحقق لولا أن العلي قُيّد على لائحة المناوئين للحكومة فسقط اعتباره. وهناك في الكويت عشرات المشايخ الوهابيين المتطرفين كانوا ومازالوا يكفّرون الشيعة ويطعنون في التشيّع علنا دون أن تحاسبهم الحكومة بسبب موالاتهم لها. وحتى بالنسبة لحامد العلي فإن من المتوقع أن تستجيب الحكومة للضغوطات السلفية وتطلق سراحه بغرامة مالية بسيطة عوضا عن الحبس.
وفي تعليقه على حبس حامد العلي قال سماحة الشيخ الحبيب: ”الحمد لله الذي استجاب دعاءنا ودعاء المؤمنين، فقد كنت أدعوه تبارك وتعالى منذ الأيام الأولى من اعتقالنا أن يذيق من ظلمونا وحرّضوا ضدنا مرارة السجن والاعتقال، فالحمد لله كما هو أهله والشكر لمولاي صاحب الأمر (صلوات الله عليه) على أن أخرجني من حيث أرادوا أن أظلّ في السجن وجعلهم مكاني هناك.. وقد أوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السلام) كما في الحديث القدسي: يابن عمران! كما تدين تُدان“. (المقنع للصدوق ص431).
جدير بالذكر أن المحامي أسامة مناور الذي أنابه الوهابيون لرفع القضية ضد الشيخ الحبيب والتي سُجن بموجبها؛ تعرّض في وقت لاحق للسجن أيضا بسبب اكتشاف الحكومة لارتباطاته السرية مع الشبكات الإرهابية التكفيرية! كما مُنع من مزاولة مهنة المحاماة.
هذا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ”ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده“. (بحار الأنوار ج71 ص84).