تحت عنوان (فصولٌ رافضية) اختار سماحة الشيخ الحبيب إطلاق هذا الاسم على قصيدته التفعيلية التي قرر أن يختم بها تعليقاته اليومية على الضجة المفتعلة ضد الشباب الرافضي. ففي مساء يوم الأربعاء الموافق للسابع عشر من شهر ذي الحجة الحرام لسنة 1434 هجرية رغب الشيخ أن يُسمِع الحاضرين والمشاهدين الكرام - الذين تابعوه على مدى 13 حلقة بهذه السلسلة من الردود العلمية - أبياتا شعرية أنشأها سماحته لتخليد هذه الذكرى السعيدة وأحداثها للأجيال الشيعية القادمة.
قصيدة الشيخ «حفظه الله» والتي استغرق إلقاؤها حوالي 20 دقيقة تضمّنت ثلاثة فصول رئيسية. تحدّث في أولها عن الاحتفال الأول الذي أقيم بواسطة هيئة خدام المهدي (عليه السلام) في مدينة لندن بهلاك الحميراء عائشة قبل حوالي أربع سنوات، مبيّنا سماحته أن لهذا الحدث دوراً تاريخياً في إسقاط عروش بعض الجبابرة، وأنه فتحٌ عظيم جاء للدين الإسلامي لتنقيته من الشوائب وإيصاله للغافلين، وشدد سماحته «حفظه الله» خلال إلقاء قصيدته أن هذا الحفل كانت له البركة العظمى لتقدم هذه المسيرة وانطلاق الشيعة للجهر بعقائدهم دونما خوفٍ أو وجلٍ من أصحاب الطوائف الأخرى، كما أن هذا الحفل صار سبباً لتقديم الخزي والعار لعمائم الانحراف التي حاولت مقاومته فاكتسبت ذلاً من الطرف المخالف رغم تقربها منه وتزلفها إليه.
أما الفصل الثاني فتحدّث فيه الشيخ عن رفع الله تعالى شأن الفرقة التي سارت على نهج إظهار البراءة من أعدائه ومناوئيه، مع ثبات أفرادها على منهجهم رغم التحديات والطعنات الآتية من القريب والبعيد، مبيّناً سماحته في هذا الفصل أن النصر هو الطريق المؤكد الذي يكتبه الله لمن ينتصر لدينه وينتصر لأوليائه ضد الباغين عليه بعد تحمّله الشدائد، وأن الخسارة هي المصير المحتّم لأصحاب الأصوات الناعقة ضد كلمة الحق بالإضافة إلى اكتسائهم للخور والذلة الأبدية.
وفي الفصل الثالث والأخير من قصيدته التفعيلية تحدّث الشيخ الحبيب عن الخطوة غير المسبوقة التي قام بها الشباب الرافضي في الأعظمية حيث جهروا بالبراءة من عمر وعائشة، مؤكدا أن هذه الحادثة سترسم بدورها فصلا جديدا لأهل الحق، كما نوّه سماحته إلى أن المصير ذاته سينتظر من كرر موقفه الأول من الاحتفال.
وفي ختام قصيدته أبدى الشيخ الحبيب أسفه الشديد لما جرى من أحد عمائم العالم الثاني، والذين عرّفهم في وقت سابق بأنهم أهل عقيدة خالية من الانحرافات إلا أنهم لا يجرأون عن بيان الحق بالمسائل الحساسة علانية لاعتقادهم بتحقق موضوع التقية، الأمر الذي يؤدي بالنتيجة إلى إذلال الإنسان الشيعي وغلبة المخالف عليه، منوّهاً سماحته على ضرورة تنوّع الأدوار التبليغية مع التزام كل طرف باحترام الطرف الآخر المخالف له في الرأي وذلك لأجل الحفاظ على هذا الدين وتفويت فرصة توسيع الشقاق التي يريدها الأضداد، خاتماً حديثه «حفظه الله» بالتطرق إلى أهمية أن يبقى مقام المرجعية في الخطوب ملاذا يلم الجميع ويحتويهم لحين ظهور إمامنا الحجة المنتظر عجّل الله فرجه الشريف.