بسم الله الرحمان الرحيم
سماحة الشيخ العزيز ياسر الحبيب وكافة العاملين في هيئة خدام الإمام المهدي عج و المشرفين على الموقع
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما بعد يؤسفني أن أبلغكم أن الولاء للمعصومين الأربعة عشر عليهم الصلاة و السلام في بلادنا (إحدى دول شمال إفريقيا) أصبح يعني الولاء للفلاسفة و العرفاء المنحرفين و تقديس الخميني و تقليد الخامنئي و فضل الله والتعصب الأعمى لحزب الله اللبناني و رموز و سياسة النظام الإيراني وقراءة مؤلفات شريعتي و مطهري و الاملي ......وكل من ينتقد هذه الرموز و الأفكار يتهم بإثارة الفتنة وعليه هناك إشكال شرعي حتى في التعامل معه
صحيح أن التشيع ينتشر بسرعة في مجتمعنا لكن المصيبة أن أغلبية من تشيع كان دافعهم الرئيسي هو انتصارات حزب الله و البرنامج النووي الإيراني و خطب نصرالله و نجاد السياسية !!! وأكاد أجزم أنه لو تعرض حزب الله أو النظام الإيراني الى هزيمة فسوف يرتد الكثير !!! فلو دققنا في الأمر لوجدنا أن ولاية الخامنئي في انتشار سريع وليس ولاية أهل البيت عليهم السلام
فقد زارنا أحد المؤمنين من تركيا وبعد أن قضى عدة أيام في بلدنا قال قولة تعبر حقيقة عما وصلنا إليه حيث قال وجدت حزب الله و إيران ولم أجد أهل البيت ع!!!!
سماحة الشيخ لاأحد عندنا تقريبا يلتزم أو يعير اهتمام لأراء و توجيهات المرجعيات الصادقة و المخلصة كالميرزا التبريزي قده و السيد المرجع والشيخ الخرساني والسيد القمي والشيخ الرستكاري دام ظلهم الشريف وغيرهم من العلماء الأبرار وقد قمت شخصيا بنشر مظلومية الامام الراحل رض ومحنة الشيخ الرستكاري وفتوى الميرزا التبريزي رض حول فضل الله وتوزيع دروس السيد مجتبى حفظه الله و دروسكم كذلك أملا في فضح الرموز المزيفة التي انخدع بها الناس وحثهم على التمسك بالعلماء العظام الا أنني وجهت بمعارضة شديدة و حتى البعض أصبح يتحاشى أن يجلس معي وحجتهم أني أثير الفتنة و خاصة أن التشيع مايزال في بداياته في بلدنا
ومما زاد الطين بلة أنه ولأول مرة أصبح لدينا \" وكيل مرجع \" وهو شخص درس بقم المقدسة لمدة 15 سنة ثم عاد إلى الوطن للقيام بدور تأطير الموالين و خدمة المذهب حاملا معه وكالة من السيد الخامنئ وهو للأمانة شخص متخلق و خدوم وعلى درجة عالية من التقوى و الزهد وقد التف حوله الجميع تقريبا حتى مقلدي السيد المرجع دام ظله إلا أنه يقوم بتدريس الفلسفة والعرفان للموالين حتى أن الكثير من الموالين وبالرغم من أن مستوانا غير جيد في اللغة العربية نحن في شمال إفريقيا إلا أنهم أصبحوا يدرسون الفارسية وعندما سألت أحدهم لماذا تدرس الفارسية أجاب بأن كتب الفلسفة والعقائد الجيدة هي باللغة الفارسية ولدي أحد الأصدقاء عندما أراد الزواج اشترط أن تكون زوجته المستقبلية ذات ميولات فلسفية وبالعودة إلى الوكيل فاته يدعو إلى تقليد كافة المراجع حيث يقول أن طلبة الحوزة اتفقوا أنه هناك 12 مرجع حاليا يجوز تقليدهم ومن بينهم السيد الخامنئي والسيد فضل الله ويجوز التبعيض بينهم وهو مرتبط بشكل أو بآخر بالسفارة الإيرانية في بلدنا وخاصة المركز الثقافي التابع لها
وذات مرة سأله البعض عن الشيخ يعسوب الدين الرستكاري فأجاب بالحرف أنه درس في حوزة قم المقدسة لمدة15 سنة ولم يسمع يوما بهذا الاسم !!!! كما أنه يبرأ الخامنئي من كافة الجرائم التي تحدث في إيران معتبرا أن كل مايحدث من سلبيات متسبب فيه الوكلاء و المسؤولين ولاعلم للسيد الخامنئي بما يجري وهذا الوكيل يدعو كذلك إلى عدم الاستماع إلى الخطباء الحسينيين باستثناء الشيخ الوائلي اضافة الى الصلاة خلف العامة لأنها تعدل أجر صلاة
خلف رسول الله ص...... كما أنه ينقل أنه سمع مباشرة من سماحة السيد المرجع دام ظله قوله أن السيد مجتبى الشيرازي عميل للمخابرات البريطانية
سماحة الشيخ أريد معرفة رأيكم حول المسألة؟ وهل أنا مخطئ عندما أردت القيام بحملة إن صح التعبير ضد الرموز المنحرفة خاصة وأن التشيع ليزال يخطو خطواته الأولى وفي ذلك خطرعليه
إضافة إلى أنني لاأملك الإمكانات العلمية اللازمة والوثائق الكافية التي تدين هؤلاء ؟
وهل يجوز لي كمقلد للسيد المرجع دام ظله التواصل مع هذا الوكيل و الالتزام بتوجيهاته و أن أعطيه الخمس ليصرفه بدوره على الموالين المحتاجين؟
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته ودمتم سالمين و موفقين
نسألكم الدعاء
باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بأبي عبد الله وأهل بيته وأصحابه (صلوات الله عليهم) جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأرهم مع سيدنا ومولانا إمام الزمان (أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف).
وصلتني رسالتكم شاكراً ومتفهماً الذي تعانونه، وقد عانيناه قبلكم، غير أن هذا قدرنا، أن نعيش غرباء! فطوبى للغرباء كما قال نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم.
إن الذي تقومون به جزء من الوظيفة الشرعية لكل مؤمن يحرص على أن لا ينجرف خط التشيع الأصيل إلى الانحراف بداعي الفلسفة الشيطانية أو المماحكات السياسية، والذي تجابَهون به هو نفس ما جوبهت به الأنبياء والأوصياء عليهم السلام.
قد قال علقمة يوماً لإمامنا الصادق عليه السلام: "يابن رسول الله.. إن الناس ينسبوننا إلى عظائم الأمور وقد ضاقت بذلك صدورنا. فقال عليه السلام: يا علقمة.. إن رضى الناس لا يُملك، وألسنتهم لا تُضبط، وكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله وحججه عليهم السلام"؟! (البحار ج67 ص2).
فلا يضيقنّ صدرك يا أخانا بما يقولون ويفترون، وإن قاطعوك فهم الخاسرون، وإنما عليك البلاغ، فإنما أنت مذكر، لست عليهم بمصيطر. ومصير الناس يوماً إلى معرفة الحق والحقيقة وإن طالت الأيام.
إن موقفك هذا هو موقف كل مؤمن يتصدى لحملات اختطاف هذا الدين العظيم الذي ضحّى أئمتنا الأطهار (صلوات الله عليهم) بدمائهم الطاهرة من أجل المحافظة عليه نقيا لا تدنّسه سفاسف الفلاسفة وخزعبلات المتصوفة والعرفاء، ولا تتغلب عليه السلاطين والملوك فتصرفه أنّى شاءت. هذا موقف عظيم لا شكّ أنهم (عليهم السلام) سيكافئونك عليه يوم الحساب حين تفوز أنت ومَن هو على ما أنت عليه، ويخسر أولئك الذين خلطوا بين ولايتهم وولاية أعدائهم والمتأكلين بهم، أو الذين أخذوا المعارف من سواهم فساوَقَ ذلك إنكارهم وجحودهم.
سر يا أخانا على دربك واستعن بالله، وقل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون. غير أن عليك دائما أن تزن الأمور بميزان الشرع والعقل، فلا إفراط ولا تفريط، ولا تقديما للمهم على ما هو أهم، فلو كان الأهم المحافظة على علقة التشيع؛ تعيّن تقديم ذلك وإيكال أمر المهم الذي هو تنقية الصفوف من الاتجاهات البترية والمنحرفة إلى مستوى من التحرّك أدنى لا يؤدي إلى انفراط تلك العلقة. على أننا نرى أن التنقية في هذا العصر من أهم المهمات وأولى الأولويات بالنسبة لنا، خشية من هذا الذي ذكرتموه، حين يُختزل الدين بالسياسة وبجهة أو فئة ما إنْ سقطت سقط التشيع كله عند هؤلاء المفتونين بها.
وأنت بحمد الله على ما يبدو منك؛ جدير بأن تشخص أحوال مجتمعك وظروفه الموضوعية، فامضِ راشداً في مسعاك على بركة الله تعالى، ملتزما بالحكمة والموعظة الحسنة.
أما عن تواصلكم مع هذا الوكيل فلا بأس به إنْ كان من باب نصحه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فإن هذا الذي نقلتموه عنه فيه من المنكر ما يشيب له الولدان، كترويجه للفلسفة المحرّمة بنص المعصومين (صلوات الله عليهم) ودعوته لتقليد الظالمين والبتريين، فضلا عن بهته للمراجع الأعلام والفقهاء العظام. ومن غير هذا الباب لا يجوز التواصل معه.
وأما الالتزام بتوجيهاته فلا يجوز، وكذا تسليمه الحقوق الشرعية، لأنه فاقد لهذه الأهلية شرعاً.
سدّد الله خطاك وحظاك وإيانا بتأييد أوليائه وحججه على خلقه صلوات الله عليهم، والسلام. ليلة السادس والعشرين من شهر محرم الحرام لسنة 1430 من الهجرة النبوية الشريفة.