أخي ياسر
آمل أنك قد ذكرتني برسالة مني كنت قد أرسلتها مفادها هداية الله لبعض الأفراد حولي..
مقدمتي هي نبذة عني لتكون على بينة مما سأبوح لك به..
قدر الله بوفاة والداي بحادث مروري ونجوت بذاك..وعلى هذا تم احتضاني من زوجين احدهماعقيم..و للحضانة صك و آل الصك للزوجة ..
بعمر ال6 سنوات لاحظت اختلاف اسمي واسم الوالد المربي فعلمت بالحقيقة مبكرا..توفي والدي المربي من 7 سنين وقوبلنا بعد رحيله بالفتنة والعداء من اهله..أمي طبيبةولكن علمها لم يشفع لها بي..ولطالما كرهت أن اكون نسخة منها لطالما هي أرداته ولا أجد من ذلك بدا..أجبرتني على التحاقي بكلية الطب كارهة..وهاأنذا قد رسبت بالسنة الأولى و أحبوا عاجزة لشفا النجاح..لم تعذرني بل العكس .. اللوم والتقريع والقذف الصريح لا مداراة او مداهنةوالذي لا يرتقي بمسلم حتى لايترقي بامرأة ,هذا نهجها..ولم ترعوي..بل زادهاسكوتي وصبري غلظةو جورا..في النصف الأول من عامي الدراسي الحالي رسبت بمادة..ضربت ورفست ولكمت حتى خلع اصبعي..وعليه لم أستطع النوم بسبب جروح جسدي..فزادني ذلك كرهي لها أضعافا
أيام الاختبارات كانت تكرر تهديدها لي قائلة:بأن المرة الماضية قد أحيتني برغبتهاولكن لن تكرر فعلتها
وكل يوم من هذه التهديدات التي لا تناسب الجو النفسي للامتحانات..انتهت الامتحانات..وهاهي على وشك الظهور..بت كل ليلة أفكر في مصيري..وبأني سأقتل على يد من لايرحم ولايعقل.لا مانع من القتل ولكن ليس على يده,اأنا أعلم الناس بها..ولا أشك بأنها اذا رغب بذاك لفعلت دون طرفة عين..
حالتي النفسية صعبةجدا..كل ليلة بكاء ونشيج ونحيب..وكل يوم أتمنى لو توفاني الله ولحقت بأهلي..علامات الهلع وانتظار وقوع البلاء جلية صراح على وجهي وفرائصي..
أهلها بمصر لانها من اصول مصرية ..وأهل أبي مابين مقبل ومدبر في تحسين علاقتهم بنا..فلا دليل ولا وجيه استوجهه أمي ..وكما ترى محاصرة بقيودها وجبروتها..رجائي اثنين
هل يجوز لي كرهها؟؟هل تسقط بذاك صلاحيتها للحضانة؟؟
الثاني أرجو نصيحتي لأني أكاد فعلا ولا أخت لي ولا أخ ..إلى أن عرفت شخصك..
والسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلم الشيخ رسالتكم وهو يدعو لكم بالفرج.
لا شك أن الابتلاء نعمة من نعم الله عز وجل على عبده المؤمن، فبه يؤجر وتُمحى ذنوبه وتُرفع منزلته.
ولا شك أن الصابر على هذا البلاء يُوفى أجره دون حساب، ويحصل على خير الدنيا و الآخرة، وكما يظهر من رسالتكم فالمحنة في أوجها و "عند تناهي الشدة يكون الفرج" لذا فإن الظروف وإن ضاقت على العبد المؤمن فإن باب رحمة الله عزوجل يفتح فجأة لتنهمر الرحمات، وتزول الشدة.
والظاهر أنه ثمة خلل في العلاقة مع الأم المربية، قد تكون وليدة قسوتها أو حتى خلل نفسي بها أو فهمها الخاطئ لأساليب التربية و سوء تعبيرها عن محبتها لكم، فمن يريد أن يكون ابنه صورة عنه أو أن يكون طبيبا وما أشبه لا يمكن أن يكن الكره له، وقد تكون ناجمة عن سوء فهم من طرفكم جراء الظروف التي أنتم فيها من فقد الأبوين ومن الضغط النفسي، فالواجب هنا تحصيل أسس الصحة في هذه العلاقة عبر تحقيقيكم أنتكم للأسباب أولا، من قبيل ود الأم ومحاولة استرضائها ومسايرتها، مع رجاء تصفية القلوب واستذكار فضلها عليكم.
كما يلزم أن تعولوا على الله عز وجل وتفوضوا أمركم إليه وهو الكافي المعافي.
وفيما يلي بعض الأعمال التي ينصحكم بها الشيخ للفرج مع رجاء المواظبة عليها:
• الاستغفار 100 مرة يوميا بهذه الصيغة "أستنغفر الله ربي وأتوب إليه".
• قراءة دعاء الأمن المتواجد في مفاتيح الجنان "يامن تحل به عقد المكاره ".
• ترديد هذه الآيات من سورة "المؤمنون" بعد صلاة الصبح : "قل رب إما تريني ما يوعدون ،ربي فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون، ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون، وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون".
• قراءة سورة النجم كل ليلة قبل المنام.
• وللحفظ قراءة المعوذات ودعاء الإمام زين العابدين عليه السلام الذي يقول عنه : "ما أبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الإنس والجن"! وهو: "بسم الله وبالله ومن الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله اللهم إليك أسلمت نفسي وإليك وجهت وجهي وإليك ألجأت ظهري وإليك فوضت أمري اللهم احفظني بحفظ الإيمان من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي وما قبلي وادفع عني بحولك وقوتك فإنه لا حول ولا قوة إلا بك".
نسأل الله أن يحفظكم وينجيكم ويرزقكم خير الدنيا والآخرة، ونستودعكم إياه ومحمدا وآله الطاهرين حيث لا تُخاف الودائع.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
26 ربيع الأول 1430