بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ المجاهد ياسر الحبيب أمده الله بالإمداد الغيبي وحفظه من كل مكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي شيخنا الجليل يتعلق بشبهة أثارها بعض من ألف في أصول مذهب الشيعة من الناصبة ، حيث زعم عدم ثبوت نسبة كتاب الكافي إلى ثقة الإسلام أبي جعفر الكليني .
فكيف يمكنني الرد على مثل هذه التهمة ؟
وما هي المراجع المعتمدة التي يمكنني الاستفادة منها ، ممن تكلمت عن سيرة الكليني - قدس سره – بالتفصيل؟
أتمنى أن تفيدونا بارك الله بكم ؟ وأن لا تحرمنا أخي من علوم محمد و آل محمد
محبكم محمد آل مانع
باسمه تعالت قدرته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيد الشهداء والأحرار الإمام أبي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه. جعلنا الله تعالى ممن يثأر له قريبا مع الطالب بدمه مولانا الإمام بقية الله الأعظم صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليه وعجل الله فرجه الشريف.
إن ما زعمه هذا الناصبي مضحك للثكلى، فقد اتفقت كلمة المسلمين الشيعة على ثبوت كتاب الكافي لشيخ المحدثين الرواة ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني رضوان الله تعالى عليه. ولم يسبق لنا أن رأينا أحدا يشكك في هذه النسبة، فلذا لسنا ندري من أين جاء هذا الناصبي الجاهل بمدّعاه وعلى ما استند في دعواه؟! فلو أرسلتم إلينا نص كلامه كان حسنا.
وإليك بعضا من أقوال الأجلاء الأعلام في شأن الكافي ونسبته لمؤلفه الجليل:
قال الشيخ النجاشي: "محمد بن يعقوب بن إسحاق أبوجعفر الكليني، وكان خاله علان الكليني الرازي، شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم، وكان أوثق الناس في الحديث، وأثبتهم، صنف الكتاب الكبير المعروف بالكليني يسمى الكافي في عشرين سنة". (رجال النجاشي ص377)
وقال الشيخ الطوسي: "محمد بن يعقوب الكليني يكنى أبا جعفر، ثقة، عارف بالاخبار، له كتب، منها كتاب الكافي وهو يشتمل على ثلاثين كتابا". (الفهرست ص161).
و قال الشيخ المفيد: "وقد ذكر الكليني رحمه الله في كتاب الكافي وهو من أجل كتب الشيعة وأكثرها فائدة.." (تصحيح الاعتقادات ص70)
وقال الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي: "كتاب الكافي في الحديث الذي لم يُعمل للإمامية مثله، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني". (بحار الأنوار ج 107 ص 190).
وقال المحقق الشيخ عـلي الكركي: "الشيخ الإمام السعيد الحافظ المحدِّث الثقة جامع أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني صاحب الكتاب الكبير في الحديث المسمَّى بالكافي الذي لم يُعمل مثله، وقد جمع هذا الكتاب من الأحاديث الشرعية والأسرار الدينية ما لا يوجد في غيره".(بحار الأنوار ج 108 ص 114).
وقال العلامة المجلسي: "كتاب الكافي للشيخ الصدوق ثقة الإسلام، مقبول طوائف الأنام، ممدوح الخاص والعام، محمد بن يعقوب الكليني. كان أضبط الأصول وأجمعها، وأحسن مؤلفات الفرقة الناجية وأعظمها". (مرآة العقول ج 1 ص 3).
وقال الميرزا عبد الله الأفندي: "ثقة الإسلام، هو في الأغلب يراد منه أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني، الرازي، صاحب الكافي وغيره، الشيخ الأقدم، المسلم بين العامة والخاصة، والمفتي لكلا الفريقين". (رياض العلماء ص226).
بل نأتي استئناسا بشهادة واحد من علمائهم على ثبوت الكافي لمؤلفه الجليل، وهو خير الدين الزركلي إذ قال: " محمد بن يعقوب بن إسحاق، أبوجعفر الكليني، فقيه إمامي، من أهل كلين (بالري)، كان شيخ الشيعة ببغداد، وتوفي فيها، من كتبه الكافي في علم الدين". (الأعلام ج7 ص145).
ولا أدل على ثبوت هذا الكتاب الشريف لمؤلفه رضوان الله عليه، أنه كان مشهورا في ما مضى باسم (الكليني) تغليبا، فكان يقال: "كتاب الكليني" بدلا من كتاب الكافي. وقد روى هذا الكتاب أعاظم العلماء إلى اليوم، فأنّى يمكن التشكيك في نسبته لمؤلفه؟! إنْ هذا إلا تخرّص المتخرّصين.
أما إنْ أردت ترجمة الكليني وسيرته، فأفضل ما يمكنك الرجوع إليه والذي قد جُمعت فيه أقوال مدحه والثناء عليه من مصادر شتى، هو مقدمة الكافي في طبعاته المحققة. كما أن هناك كتابا باسم "الكليني والكافي" للشيخ عبد الرسول عبد الحسين الغفار، فيه سيرته بالتفصيل، فيمكنك الرجوع إليه.
وفقك الله لردّ حملات النواصب الظالمين. والسلام.
ليلة الأول من محرم الحرام لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.