بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم الى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا العزيز ياسر الحبيب
جعلكم الله ناصراً لدين الله الحق، ومن الآخذين بثار آل محمد مع الإمام الحق(عجل الله تعالى فرجه الشريف)
شيخنا الجليل
لقد قرأت في كتاب (مذكرات مستر همفر) إن محمد بن عبد الوهاب(عليه اللعنة) كان يقول بأن عمر كان يخلط الخمر بالماء فيشربها، ويقول إنها ليست نجسة ولا حرام!!، ما مدى صحة هذا الكلام؟؟، والمعروف إن عمر كان مدمناً على معاقرة الخمرة حتى بعد اسلامه، فهل استمر على هذا الإدمان حتى بعد أن استلم رئاسة المسلمين؟؟ وهل هذا القول موجود في تواريخهم؟؟؟
شيخنا الجليل إني اعلم إنك ستجيبني بأروع الإجابات التي هي من بطون كتبهم وستعطيني الحجج فأشكرك مقدماً جزيل الشكر، ولا يسعني إلا الدعاء لكم بالموفقية وأن يحشرك الله مع من تحب في جنات النعيم.
وأريد عوناً من الإخوان القائمين على الموقع، لأن عندي الكثير من الاصدقاء في العمل من الجنسية الألبانية، وهم يريدون الاطلاع على مذهب أهل البيت بلغتهم، فهل هناك من موقع باللغة الألبانية يعنى بالتشيع؟؟؟ علماً إني بحثت كثيراً ولكن للأسف لم يحالفني الحظ ، ارشدونا جزاكم الله.
اخوكم في حب امير المؤمنين ابو تراب
فائز الجبوري
باسمه تقدّست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لا شك في أن عمر بن الخطاب (لعنة الله عليه) كان مدمنا على معاقرة الخمر في الجاهلية والإسلام، أما في الجاهلية فقد اعترف بنفسه أنه من أكثر الناس شربا لها! إذ ورد في مصادرهم: "إني كنت لأشربَ الناس لها – أي للخمر - في الجاهلية"! (كنز العمال ج5 ص505). كما قال: "كنت صاحب خمر في الجاهلية أحبها وأشربها"! (البداية والنهاية لابن كثير ج3 ص101).
وأما في الإسلام فقد كان إصراره على احتساء الخمر لا نظير له رغم نزول الآيات المتتالية بتحريمها، وذلك باختلاقه عذر أن هذه الآيات ليست واضحة شافية في التحريم وإنما يريد هو آية صريحة في ذلك حتى ينتهي وإلا فلا! ولذا رووا: "لما نزل تحريم الخمر قال عمر بن الخطاب: اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت هذه الآية التي في سورة البقرة: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير) قال فدعي عمر رضي الله عنه فقُرئت عليه، فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً! فنزلت الآية التي في سورة النساء: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى أن لا يقربنَّ الصلاة سكران، فدُعي عمر فقُرئت عليه فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً! فنزلت الآية التي في المائدة، فدُعي عمر رضي الله عنه فقرئت عليه فلما بلغ (فهل أنتم منتهون) قال عمر رضي الله عنه: انتهينا! انتهينا"! (مسند أحمد ج1 ص53).
وعندما نزلت الآية الأخيرة التي تحرّم الخمر تحريما قاطعا لا تترك لأمثال عمر من المشككين مجالا؛ حزن عمر واستاء كثيرا وعبّر عن أسفه لأن الله حرّمها وأضاعها وأنزل من قدرها حتى قرنها بالميسر!! حيث ورد: "عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت: (يسئلونك عن الخمر والميسر) الآية؛ كرهها قوم لقوله: (فيهما إثم كبير) وشربها قوم لقوله: (ومنافع للناس). حتى نزلت: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) فكانوا يدعونها في حين الصلاة ويشربونها في غير حين الصلاة، حتى نزلت: (إنما الخمر والميسر) الآية؛ فقال عمر: ضيعة لك اليوم قُرنت بالميسر"!! (الدر المنثور للسيوطي ج2 ص317).
ومع أنه أعلن توبته وامتناعه عن شرب الخمر بقوله: "انتهينا! انتهينا"! إلا أنه استمرّ على ذلك باختلاق أعذار طبيّة وما أشبه! فكان يزعم أنه حيث يتناول لحم الجمال فإنه يحتاج لشرب النبيذ لئلا يعسر الهضم عليه! فرووا قوله: "إنا لنشرب من النبيذ نبيذاً يقطع لحوم الإبل في بطوننا من أن تؤذينا"!! (سنن البيهقي ج8 ص299).
بل كان يدعو الناس إلى ذلك مدّعيا أن شرب النبيذ يقيم الصلب ويساعد على الهضم! فكان يقول: "اشربوا هذا النبيذ في هذه الأسقية فإنه يقيم الصلب ويهضم ما في البطن وإنه لم يغلبكم ما وجدتم الماء"! (كنز العمال ج5 ص522).
ولطالما عبّر (لعنة الله عليه) عن عشقه للخمرة حتى وهو على فراش الاحتضار! إذ قالوا له: "أي الشراب أحبّ إليك؟ فقال: النبيذ"! (سنن البيهقي ج3 ص113).
أما عن فتواه بتحليل الخمر بكسرها بالماء ومزجهما معا ليقلّ التركيز؛ فمصدرها هذا: "إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إذا خشيتم من نبيذ شدّته فاكسروه بالماء"! (سنن النسائي ج8 ص326).
ولذا أفتى فقهاؤهم بجواز شرب النبيذ في هذه الصورة! (راجع آراء الشافعي مثلا في كتاب الأم ج6 ص156).
هذا مع أنهم رووا أن عمر (لعنة الله عليه) كان يشرب النبيذ الشديد بلا كسره بالماء! حيث جاء: "روي عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه كان يشرب النبيذ الشديد! ويقول: إنا لننحر الجزور وإن العنق منها لآل عمر ولا يقطعه إلا النبيذ الشديد"!! (بدائع الصنائع ج5 ص116).
وهذا ليس مستغربا، فإن مَن تبلغ به الخسة والدناءة مبلغ الاعتداء على سيدة نساء العالمين وبنت الرسول المصطفى البضعة الزكية فاطمة البتول الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها وروحي فداها) لابد وأن يكون مجمع القذارة والنجاسة والعربدة والوساخة. فلعنة الله عليه، وعلى حزبه، وعلى من بلغته حقيقته فتأثّم أن يلعنه ويتبرّأ منه.
نسأل الله لكم الخير ولنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات. والسلام.
21 من شهر شوال لسنة 1426 من الهجرة النبوية الشريفة.