السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله ...
لدينا مجموعة الأسئلة والتي أغلبها تتعلق بالأمور التاريخية والرجالية المهمة والتي نرجو منكم التفضل بالجواب عليها ...
عبدالله بن سلام، ما مدى وثاقته ؟ لأن اختلط عليّ بخصوصه فقد قرأت عنه امور جيدة لكن تفاجأت أنه تأخر عن مبايعة أمير المؤمنين عليه السلام، فهل ثبت صلاحه وتوبته ؟
نسألكم الدعاء ... وشكرا لكم مقدما ...
باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثاراتهم مع المدّخر لذلك مولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه وعجل الله فرجه الشريف.
الأظهر أن حاله كحال الزبير وحسّان، فكان حسن الحال في بدو أمره ثم انحرف، وهو وجه الجمع بين ما ورد في مدحه في تفسير الإمام العسكري (صلوات الله عليه) وبين ما ورد في التاريخ من كونه لم يبايع أمير المؤمنين عليه السلام.
على أنه كان بالإمكان تقديم الحديث الوارد عن المعصوم على الرواية التاريخية - وهو المسلك الصحيح – فيُعَدَّل الرجل، غير أن من الواضح أنه كان بعيدا عن أجواء أهل البيت (عليهم السلام) في حياته وسيرته وقريبا من أجواء أعدائهم، لذا يكون الجمع على النحو الذي ذكرناه أصحّ.
وقد ذكرنا في سلسلة محاضرات (كيف زُيِّف الإسلام؟) أنه كان رأسا من رؤوس بث الإسرائيليات ودسّ العقائد اليهودية في الإسلام، ولو أنه كان من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) لما اشتُهرت عنه هذه الأحاديث والعقائد الباطلة.
رزقكم الله وإيانا علما وفهما. والسلام.
الخامس من شهر محرم الحرام لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.