باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

نعم لدينا علاقة بسماحته (دام ظله العالي) وفي أحيان يوفقنا الله تعالى للتشرّف بخدمته وزيارته والانتهال من مناهله العلمية، فهو – إنصافا - كنز علمي مخفي، لم يعرف قدره إلا القلائل، وأنا شخصيا متحسّر على سنوات عديدة مضت لم يحصل لي الشرف بمعرفة سماحته، إذ إن علاقتي به علاقة مستجدة. نسأل الله تعالى أن يحفظه ويديمه حصنا حصينا للعقيدة.

أما عن (وحدة الموجود) فهي نظرية فلسفية شائعة عند العرفاء والمتصوّفة المنحرفين عن الإسلام وأهل البيت صلوات الله عليهم، ومفادها – حسب ما يدّعون – هو أن جميع الموجودات والماهيات إنما هي وحدة واحدة في الحقيقة، لا تختلف عن بعضها إلا بالظهور والتكثّر وما أشبه، كالبحر الذي هو واحد لكن أمواجه تختلف في ظهورها ليس إلا، وعلى هذا لا يكون ثمة خالق ومخلوق، فالكل واحد ذو حقيقة واحدة! وهذا القول أكثر كفرا من القول بوحدة الوجود، فهذا الثاني يثبتون فيه على الأقل تمييزا بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه بادّعاء اختلاف المراتب وإن كان الوجود في مجموعه واحدا في الحقيقة.

ولا يخفى أن كل هذه ما هي إلا أباطيل وخزعبلات كفرية إلحادية بعيدة عن الإسلام وتعاليم الأئمة الأطهار (عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام) الذين ورد عنهم أن الله خلو من خلقه وخلقه خلو منه. وإنما تسرّبت هذه الكفريات إلى بعضنا من فلسفات اليونان والهند وغيرهما.

نسأل الله تعالى أن يعصمنا وإياكم عن هذه الأفكار الشيطانية. وفقكم الله لما يحب ويرضى ولا تنسونا من صالح دعواتكم، وسلامنا إلى جميع من حولكم من أهلنا في الإحساء، موطن المخلصين لآل محمد عليهم السلام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

العاشر من شهر شعبان لسنة 1426 من الهجرة النبوية الشريفة.

شارك الإجابة على