بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ المجاهد ياسر الحبيب أمده الله بالإمداد الغيبي وحفظه من كل مكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف ترون تطبيق نظرية شورى الفقهاء التي نادى بها إمام المظلومين الشيرازي (قدس سره) في الوقت الحاضر؟
المرسل: عبدالله الإمامي الأحسائي
باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لها فرصة كبيرة للتطبيق في العراق اليوم، فما أراه أن الحالة العراقية ستفرز إلحاحا على جمع المراجع العظام في مجلس تشاوري له دوره الإشرافي على الدولة. وهناك اتجاه لذلك حتى في أوساط الساسة العراقيين الذين شهدوا دور المرجعية الدينية في حفظ واستقرار العراق وأيقنوا أنها هي المحرّك الحقيقي للشارع وأنه لا يمكن إزاحتها عن المسرح السياسي إطلاقا، وقد آمنوا أن الذي يحكم وينْظم البلاد إنما هي كلمة المرجعية.
وقد جرت بعض اللقاءات الجمعية بين المراجع الكرام في النجف الأشرف قبل مدة، ونحن نستبشر بها وندعو الله تعالى أن تستمر وتتبلور إلى إعلان قيام مجلس شورى الفقهاء، وأن يأخذ هذا المجلس موقعه دستوريا في نظام الحكم كسلطة إشرافية، لا تدخل مباشرة في ممارسة أعمال الحكومة التي يجب أن تبقى منتخبة برلمانيا وتتحمّل مسؤوليتها السياسية. وهذه – إجمالا - هي أطروحة الإمام المظلوم الراحل قدس الله نفسه الزكية. فإذا تحققت في العراق، سرت إن شاء الله إلى إيران وسائر البلدان بعد أن ترى الشعوب آثارها العظيمة في توحيد كلمة المؤمنين وإعزاز الإسلام والتشيّع وتحقيق السعادة والتقدّم والرفاهية للناس.
وفقكم الله لما يحب ويرضى ولا تنسونا من صالح دعواتكم، وسلامنا إلى جميع من حولكم من أهلنا في الإحساء، موطن المخلصين لآل محمد عليهم السلام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العاشر من شهر شعبان لسنة 1426 من الهجرة النبوية الشريفة.