السلام عليكم ورحمة وبركاته وفقكم الله لنصرة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم، اريد اجابة لهذه الرواية التي حيرتني: والامام يا طارق بشر ملكي وجسد سماوي وأمر الهي وروح قدسي ومقام علي ونور جلي وسر خفي، فهو ملك الذات، إلهي الصفات، زائد الحسنات، عالم بالمغيبات خصا من رب العالمين، ونصا من الصادق الأمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمراجعة الشيخ،
هذه من الكنايات البلاغية المروية عن أمير البلغاء الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما.
أما قوله: «بشر ملكي» فلأن الناظر إلى حسن الإمام ينبهر حتى يكاد يقول: (حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)!
وأما قوله: «جسد سماوي» فلأن لجسد الإمام الشريف خصائص سماوية منها أنه ليس له ظل، وأنه يرتفع إلى السماء بعد الموت إذ لا يبقى في الأرض أكثر من ثلاثة أيام.
وأما قوله: «ومقام علي ونور جلي وسر خفي» فهو على سطوعه بلا إبهام.
وأما قوله: «فهو ملَكي الذات» فلأنه في ذاته معصوم كالملائكة عليهم السلام، ولقد أرجع أئمتنا عليهم السلام آيات عصمة الملائكة - في تأويلها - إلى الأئمة، كما في قولهم: «قال الله عز وجل: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) الذين (لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) وبالعلم استحقوا عند الله اسم الصدق، وسماهم به صادقين، وفرض طاعتهم على جميع العباد بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)» (بحار الأنوار ج90 ص3 عن تفسير النعماني). وكما في قول الصادق عليه السلام للذين حدثوا أنفسهم بربوبيتهم وأوشكوا على الوقوع في الغلو: «لا! لا يا مفضل ويا قاسم ويا نجم! لا! لا! (بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ)» (الكافي ج8 ص231).
وأما قوله: «إلهي الصفات» فلأن الإمام أعظم المتخلقين بأخلاق الله سبحانه، وقد جاء في الحديث: «تخلقوا بأخلاق الله» (بحار الأنوار ج58 ص129).
وأما قوله: «زائد الحسنات» فلأنها منه تفيض وتفيض فلا يُعدَل ولا يجارى.
وأما قوله: «عالم بالمغيَّبات» فقد شهد الخاص والعام بعلم الأئمة عليهم السلام بها وما صدر عنهم منها، إلا أن هذا العلم ليس استقلاليا، بل «خصًّا من رب العالمين ونصًّا من الصادق الأمين». قد اختصَّهم الله به، وتوارثوه عن أبيهم الصادق الأمين صلى الله عليه وآله الطاهرين.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
27 ذو القعدة 1446 هجرية