السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندي سوال عن روايات في الكافي الشريف عن الخلق محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: قال أبو جعفر عليه السلام: إن النطفة تكون في الرحم أربعين يوما ثم تصير علقة أربعين يوما، ثم تصير مضغة أربعين يوما، فإذا كمل أربعة أشهر بعث الله ملكين خلاقين (1) فيقولان: يا رب ما تخلق ذكرا أو أنثى؟ فيؤمران، فيقولان يا رب شقيا أو سعيدا؟ فيؤمران، فيقولان يا رب ما أجله وما رزقه وكل شئ من حاله وعدد من ذلك أشياء ويكتبان الميثاق بين عينيه، فإذا أكمل الله له الاجل بعث الله ملكا فزجره زجرة فيخرج وقد نسي الميثاق، فقال الحسن بن الجهم: فقلت له: أفيجوز أن يدعوا الله فيحول الأنثى ذكرا والذكر أنثى فقال: إن الله يفعل ما يشاء الا تعارض هذه الرواية العلم بما انه اصلا الجنس للجنين يتحدد عند التخصيب بما ان الذكر لديه كروموسوم XY والانثى XX فالقضية منتهية اصلا من وصول النطفة الى البيضة وعندك مثلا في اطفال الانابيب يستطيع الاطباء ان يعرفوا جنس البيضة في الاسبوع الاول وربما قبل السبع ايام وذلك عن طريق اخذ بعض الخلايا من البيضة و تحديد كروموسومات الخلية فما هو رايكم في هذا الحديث وغيره من الاحاديث التي تحمل المعنى نفسه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمراجعة الشيخ،
إن لنا طرح هذه الرواية لأنها على أعلى تقدير موثقة لا تعدل الصحيحة الأدق التي خلت من ذكر تحديد جنس الجنين بعد الأربعة أشهر رغم كونها أشمل وأكثر تفصيلا.
والصحيحة هي التي رواها الكليني رحمه الله «عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل إذا أراد أن يخلق النطفة التي مما أخذ عليها الميثاق في صلب آدم أو ما يبدو له فيه ويجعلها في الرحم حرك الرجل للجماع وأوحى إلى الرحم أن افتحي بابك حتى يلج فيك خلقي وقضائي النافذ وقدري فتفتح الرحم بابها فتصل النطفة إلى الرحم فتردد فيه أربعين يوما ثم تصير علقة أربعين يوما ثم تصير مضغة أربعين يوما ثم تصير لحما تجري فيه عروق مشتبكة، ثم يبعث الله ملكين خلاقين يخلقان في الأرحام ما يشاء الله فيقتحمان في بطن المرأة من فم المرأة فيصلان إلى الرحم وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء فينفخان فيها روح الحياة والبقاء ويشقان له السمع والبصر وجميع الجوارح وجميع ما في البطن بإذن الله. ثم يوحي الله إلى الملكين: اكتبا عليه قضائي وقدري ونافذ أمري واشترطا لي البداء فيما تكتبان. فيقولان: يا رب ما نكتب؟ فيوحي الله إليهما أن ارفعا رؤوسكما إلى رأس أمه، فيرفعان رؤوسهما فإذا اللوح يقرع جبهة أمه فينظران فيه فيجدان في اللوح صورته وزينته وأجله وميثاقه شقيا أو سعيدا وجميع شأنه. قال: فيملي أحدهما على صاحبه فيكتبان جميع ما في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان ثم يختمان الكتاب ويجعلانه بين عينيه ثم يقيمانه قائما في بطن أمه قال: فربما عتا فانقلب ولا يكون ذلك إلا في كل عات أو مارد، وإذا بلغ أوان خروج الولد تاما أو غير تام أوحى الله عز وجل إلى الرحم أن افتحي بابك حتى يخرج خلقي إلى أرضي وينفذ فيه أمري فقد بلغ أوان خروجه. قال: فيفتح الرحم باب الولد فيبعث الله إليه ملكا يقال له زاجر فيزجره زجرة فيفزع منها الولد فينقلب فيصير رجلاه فوق رأسه ورأسه في أسفل البطن ليسهل الله على المرأة وعلى الولد الخروج. قال: فإذا احتبس زجره الملك زجرة أخرى فيفزع منها فيسقط الولد إلى الأرض باكيا فزعا من الزجرة» (الكافي ج6 ص13).
هذا؛ إلا أننا لا نطرح تلك الموثقة بل نرجعها إلى هذه الصحيحة لوضوح أن الأولى منقولة باختصار، ومعه يقع التسامح في التقديم والتأخير والتعبير. وفي الأولى نُصَّ على أن الملكين الخلّاقين إنما يشقان للجنين السمع والبصر وجميع الجوارح وجميع ما في البطن بإذن الله، وذلك قبل سؤالهما، إذ كان السؤال متأخرا ومتعلقا بقضاء الجنين وقدره وسعادته وشقائه مع البداء. ومعنى ذلك أن الملكين الخلّاقين لا يحددان بعد الأربعة أشهر جنس الجنين، وإنما يتوليان شق الجوارح له على حسب ما تحَدَّدَ من جنس الجنين في سابق إرادة الله، إن ذكرا فآلة الذكورة تشق له؛ وإن أنثى فآلة الأنوثة تشق لها، فتنحصر وظيفة الملكين حينئذ في إكمال التصوير البدني ليس إلا، وهذا ما يوضحه لفظ رواية ثالثة هي عينها الصحيحة بسندها إلا أنها أخصر، ففيها: «ثم يبعث الله ملكين خلاقين فيقال لهما: اخلقا كما يريد الله ذكرا أو أنثى؛ صوِّراه» (الكافي ج6 ص16).
وأما سؤال الحسن بن الجهم: «فقلت له: أ فيجوز أن يدعو الله فيحوِّل الأنثى ذكرا والذكر أنثى» فأجابه عليه السلام: «إن الله يفعل ما يشاء» فذلك لأنه سبحانه لا يوصف بعجز، وتتسامى إرادته على ما سنَّ من قانون الخلقة على سبيل المعجزة أو خرق العادة.
فالمتحصل؛ أن الروايات جميعا بعد ضم بعضها إلى بعض؛ لا تكون معارضة للعلم بشيء.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
27 ذو القعدة 1446 هجرية