السلام عليكم و رحمة الله و بركاته عظم الله اجوركم بذكرى اربعينية الامام الحسين عليه السلام ما صحة ما ينقل في المنابر ان يزيد لعنه الله سكب الخمر على راس الامام الحسين عليه السلام الرواية هذه وردة في عيون اخبار الرضا عليه السلام فالبعض يذكرها و البعض يقول ان الخمر لا يمس رأس الحسين عليه السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمراجعة الشيخ،
ليس في الرواية الرضوية سكب الخمر على رأسه الشريف مباشرة، إنما الذي فيها أن يزيد لعنه الله كان يصب «فضلته على ما يلي الطست من الأرض»، ذلك الطست الذي كان فيه الرأس الشريف. ولا صراحة في إصابته بشيء منه وإن كان محتملًا قد يتفق أثناء الصب أو ارتدادًا من الأرض لمكانه القريب.
وتمام الرواية هو ما رواه الصدوق في (الفقيه ج٤ ص٤١٩) بسند معتبر عن الفضل بن شاذان قال: «سمعت الرضا عليه السلام يقول: لما حُمل رأس الحسين عليه السلام إلى الشام؛ أمر يزيد لعنه الله فوضع ونصب عليه مائدة، فأقبل هو وأصحابه يأكلون و يشربون الفُقّاع، فلما فرغوا أمر بالرأس فوُضع في طست تحت سريره وبسط عليه رقعة الشطرنج! وجلس يزيد لعنه الله يلعب بالشطرنج ويذكر الحسين بن علي وأباه وجده عليهم السلام و يستهزئ بذكرهم! فمتى قامر صاحبه تناول الفُقّاع فشربه ثلاث مرات ثم صَبَّ فضلته على ما يلي الطست من الأرض! فمن كان من شيعتنا فليتورَّع عن شرب الفقاع واللعب بالشطرنج، ومن نظر إلى الفقاع أو إلى الشطرنج فليذكر الحسين عليه السلام، وليلعن يزيد و آل زياد، يمحو الله عز و جل بذلك ذنوبه ولو كانت بعدد النجوم».
وقد جاء في (كامل البهائي ص٣٨٥) عن كتاب الحاوية في مثالب معاوية للقاسم بن محمد بن أحمد المأموني ما ترجمته: «أن يزيد بعد شربه الخمر صبَّ فضلته على رأس الإمام الحسين عليه السلام، فأخذت زوجته الرأس الشريف وغسلته بالماء وماء الورد، فرأت في تلك الليلة في عالم الرؤيا فاطمة الزهراء عليها السلام، واعتذرت منها، ثم أمر يزيد بأخذ رؤوس الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه ونصبها على أبواب المدينة».
والمأموني هذا مؤلف كتاب الحاوية؛ رجل من العامة. وليست تعادل روايته - من حيث الاعتبار والدقة - رواية الخاصة عن الرضا عليه السلام، فالمعتمد هو ما جاء في الرواية الرضوية.
على أن إصابة الرأس الشريف بشيء من الفُقّاع ليس ممتنعًا عقلًا أو نقلًا، فلقد أصيب بما هو أعظم من رجس الأرجاس، وقد أصيب رأس جده المصطفى صلى الله عليه وآله وهو ساجد لربه بالفرث والدم وغيرها من نجاسات المشركين لعنهم الله. وهذا كله مما يدخل في عظم مصائب المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين وما استحلَّ الخلق المنكوس من حرمتهم.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
7 جمادى الأولى 1446 هجرية