السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما رأي الشيخ الحبيب في شيوخ الكشي الذين اكثر الرواية عنهم، فالقاعدة المعروفة عند بعض علماء الرجال تقول أن من اكثر الرواية عن رجل فهذا يفيد وثاقته أو لا أقل قرينة على وثاقته، ولكن النجاشي وصف الكشي بأنه يكثر الرواية عن الضعفاء، فهل شيوخه مستثنون من هذه القاعدة بناءً على ما قاله النجاشي؟، وقد رأيت بعض العلماء وجه كلام النجاشي بأنه قال هناك فرق بين اكثار الرواية والاعتماد، فنأخذ بمن اعتمد عليهم الكشي فقط. إلا اني لا اتعقل هذا الفرق، فلكي نعلم اعتماده عليهم وجب ان يكون اكثر الرواية عنهم، وبهذا رجعنا إلى المربع الأول.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمراجعة الشيخ،
عندي أن كثرة الرواية أمارة على وثاقة المروي عنه عند الراوي بشرط كونه ثقةً ثبتًا ناقدًا علمًا؛ في مقام الاحتجاج أو الإثبات أو ما يناهزهما، كتقويم كتابه أو جعل هذه المرويات عماده في باب أو فصل قد ترجم له.
وعليه؛ فلا مدفع لالتزام أن شيوخ الكشي الذين أكثر الرواية عنهم؛ ثقات عنده، ولا أقل من وثاقة ما انتقاه من رواياتهم على جرحه لبعضهم، فإنه روى كثيرا عن نصر بن الصباح مع تنصيصه على أنه كان غاليًا. على أن الجرح بالغلو لا يلزم منه انعدام الوثاقة بالضرورة، كما أن الجرح بالنصب والخلاف والبترية والفطحية والواقفية ونحوها كذلك.
وليس يضر بعد هذا كلام النجاشي، إذ غايته أنه كان يرى ضعفهم فيما كان الكشي يرى وثاقتهم. فيبقى أن ننظر في أي القولين أمتن. وقول الكشي مقدَّم - من حيث المبدأ - لأنه أقرب إلى الحس.
هذا؛ وكلام مَن نقلت عنه في التفريق؛ ظاهر الضعف، إلا أن تكون في اليد قرينة من الكشي نفسه على هذا التفريق، وهي مفقودة، فالأمر على ما رأيت.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
20 ربيع الآخر 1446 هجرية