هل صحيح أن الشيعة ليس لديهم رواية صحيحة في صفة الصلاة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمٰن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صلِ على محمد وال محمد اما بعد شيخنا ومولانا عندي سؤال لطالما يطرحه الوهابية والنواصب حول الصلاة ((الصلوات الخمسة المفروضة )) انه عند الشيعة لاتوجد رواية واحدة صحيحة لصلاة النبي او لصلاة الامام علي ع اذن النبي او علي لم يعلم الشيعة الصلاة فكيف يكون علي امام للدين


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبارك لكم ذكرى ميلاد الإمام العسكري عليه السلام، وكل عام وأنتم بخير.

إنّ الأمة البكرية تستشعر الذلة والهوان والتصاغر أمام شيعة آل محمد عليهم السلام ولهذا لن تجدهم يتحدَّون الشيعة الأبرار في قضية إلا وبيتهُم فيها من القش وهم الذين يفتقرون إلى ما يطالبون الشيعة به ويتحدونهم فيه.

لكن على كل حال مع عدم استحيائهم من أنّ شعار أعظم فريضة في الإسلام وهو الأذان مأخوذ عندهم عن المنامات فإنّه ليس مُستغربا من الناصبة هذا التحدي الطريف مع علمهم أنهم في الواقع لا يمتلكون رواية واحدة صحيحة (تُفصِّل) الصلاة (بتوسُّع) في (سياق واحد) بذات سعةِ ما لدينا نحن شيعة أهل البيت عليهم السلام.

إليكم هذه الرواية (الصحيحة) في الكافي الشريف:

عليُّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام يوماً: يا حمّاد تُحسن أن تصلي؟ قال: فقلت: يا سيّدي أنا أحفظ كتاب حريز في الصّلاة فقال لا عليك يا حمّاد، قم فصلّ قال: فقمت بين يديه متوجّهاً إلى القبلة فاستفتحت الصّلاة فركعت وسجدت، فقال: يا حمّاد لا تُحسن أن تصلّي ما أقبح بالرَّجل منكم يأتي عليه ستّون سنة أو سبعون سنة فلا يقيم صلاة واحدة بحدودها تامّة، قال حمّاد: فأصابني في نفسي الذُّل. فقلت: جعلت فداك فعلّمني الصّلاة فقام أبو عبد الله عليه السلام مستقبل القبلة منتصباً فأرسل يديه جميعاً على فخذيه، قد ضمَّ أصابعه وقرَّب بين قدميه حتّى كان بينهما ثلاثة أصابع منفرجات واستقبل بأصابع رجليه جميعاً القبلة لم يحرِّفهما عن القبلة وقال بخشوع: الله أكبر ثمَّ قرأ الحمد بترتيل وقل هو الله أحد ثمَّ صبر هنيّة بقدر ما يتنفّس وهو قائم ثمَّ رفع يديه حيال وجهه وقال: الله أكبر. وهو قائم ثمَّ ركع وملأ كفّيه من ركبتيه منفرجات وردَّ ركبتيه إلى خلفه حتّى استوى ظهره حتّى لو صب عليه قطرة من ماء أو دهن لم تزل لاستواء ظهره ومدَّ عنقه وغمّض عينيه ثمَّ سبّح ثلاثاً بترتيل فقال: سبحان ربي العظيم وبحمده. ثمَّ استوى قائماً فلمّا استمكن من القيام قال: سمع الله لمن حمده. ثمَّ كبّر وهو قائمٌ ورفع يديه حيال وجهه ثمَّ سجد وبسط كفّيه مضمومتي الأصابع بين يدي ركبتيه حيال وجهه فقال: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاث مرَّات ولم يضع شيئاً من جسده على شيء منه وسجد على ثمانية أعظم الكفّين والرُّكبتين وأنامل إبهامي الرِّجلين والجبهة والأنف وقال: سبعة منها فرضٌ يسجد عليها وهي التي ذكرها الله في كتابه فقال: «وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا»، هي الجبهة والكفّان والرّكبتان والإبهامان ووضع الأنف على الأرض سنّة، ثمَّ رفع رأسه من السّجود فلمّا استوى جالساً قال: الله أكبر. ثمَّ قعد على فخذه الأيسر وقد وضع ظاهر قدمه الأيمن على باطن قدمه الأيسر وقال: استغفر الله ربي وأتوب اليه. ثمَّ كبّر وهو جالسٌ وسجد السّجدة الثّانية وقال: كما قال في الاُولى ولم يضع شيئاً من بدنه على شيء منه في ركوع ولا سجود وكان مجنّحاً ولم يضع ذراعيه على الأرض فصلّى ركعتين على هذا ويداه مضمومتا الأصابع وهو جالسٌ في التشهّد فلمّا فرغ من التشهّد سلّم. فقال: يا حمّاد هكذا صلِّ. (الكافي ج ٣ ص٣١١)

قال العلامة المجلسي: حسن، وفي الفقيه صحيح. (مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول: ج15، ص101)

ببنما المخالفون في أصح كتابين عندهم تجد خبرا هو أطول ما ورد في تفصيل الصلاة في سياق واحد وليس فيه ذكر للتشهد ولا التكبيرات ولا القراءة ولا السورة القصيرة ولا ما يُقال في الركوع والسجود. فالقوم يجمعون أوصال صلاتهم البدعية من هنا وهناك.

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى عن عبيد الله قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ دخل المسجد فدخل رجل فصلى فسلم على النبي ﷺ فرد، وقال ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع يصلي كما صلى ثم جاء فسلم على النبي ﷺ، فقال ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاثا، فقال والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني، فقال إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا وافعل ذلك في صلاتك كلها.

(وأطول) حديث عندهم في تفصيل الصلاة في سياق واحد جاءت فيه الصلاة بشيء من التفصيل في (الحركات والأفعال فقط) بلا تعرض لما يُتلى في القراءة، ولا ما يُقال في السجود والركوع ولا ما يُقال عند رفع الرأس من السجود.

وهو حديث من مصادر الدرجة (الخامسة) عندهم كالترمذي! مروي عن أبي حميد الساعدي يصف كيف رأى رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي!

وهذا الخبر فضيحة لهم إذ الساعدي فصّل فيه مندوبات (دقيقة) في (حركات وأفعال) الصلاة ولم يذكر فيه بدعة(التكفير)! وهو كان بصدد أن يصف لهم صلاة النبي صلى الله عليه وآله، والحال أنّ التكفير من (أبرز وأوضح) الحركات! والرجل كان وصف كيف كان رسول الله يفعل بقدميه عن السجود والقعود ولكنه لم يتطرق أبدا لبدعة التكتف وقد شرح ذلك أمام عشرة من صحابتهم كما يقولون فأقرُّوه. راجع (سنن الترمذي: ج٢ - باب ما جاء في وصف الصلاة -، ص١٠٥)  

فالحمد لله الذي جعل مخالفينا في الأذلين وأعزنا باتباع عترة نبيه الأطيبين صلوات الله عليهم ولعنته على ظالميهم إلى يوم الدين.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

4 ربيع الآخر 1446 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp