السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجوركم بذكرى شهادة سيدنا ومولانا الإمام الكاظم عليه السلام
اقتراح
هل لديكم رؤيه او منهاج قويم واضح للمؤمن الذي يعيش في البلاد الكافرة
من ناحية التعايش هناك وابتلاءات الفقهيه
والعيش بشخصيه قوية مع الالتزام التام
باصالتنا الفقهيه والعقدية
لا اقصد المسائل الفقهيه التي يبتلي بها هناك فقط
بل مطلق التعايش هناك كفرد شيعي حيدري ذي منهج قويم واضح يجب ان يُقتدى به ويكون سفيرا للخُلُق الجعفري.
دمتم بخير، رعاكم الله بمحمد وآله الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بشكل عام إن سماحته يرى أن سلوك المؤمن في البلاد الكافرة ينبغي أن يتحدد بناءً على ما يجده في نفسه، فإن كان يجد في نفسه أنه من النوع الذي يتأثر بالمحيط العام ويتطبع بطبائع المجتمع، فعليه أن يؤْثر الانعزال والإقلال من مخالطة الآخرين للمحافظة على إيمانه وهويته. وله أن يقوم بأدوار إيمانية بشكل غير مباشر، كترجمة الكتب الدينية أو بناء المواقع التبليغية.
أما إن كان يجد في نفسه أنه من النوع الذي يؤثِّر ولا يتأثر، وأنه يمتلك شخصية قوية قادرة على تسرية هويتها وطبائعها للآخرين، فعليه أن ينفتح على المجتمع من حوله ويكوِّن العلاقات والصداقات بما يؤدي إلى هداية أكبر عدد ممكن من المجتمع، وذلك يعتمد على تسلحه بالعلم والمعرفة، والإلمام بتاريخ وثقافة البلاد التي يقطن فيها حتى يكون قريبا من الناس حتى في منطقه وأسلوب حديثه، قادرا على اكتشاف مكامن التأثير فيهم، غير بعيد عن همومهم وما يشغل فكرهم، ذكيا في طرح روائع مشروعنا الحضاري لهم بما يتلاقى مع محاسن حضارتهم ويوقفهم على مساوئها. وكل هذا يقتضي - بطبيعة الحال - أن يبدو في أعينهم مثاليا في خُلقه ونُبله وسلوكياته، حازما ولكن في لين وطيب نفس وبشاشة.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
9 شعبان 1445 هجرية