سؤالي عن هذا الحديث : " عن سليمان بن خالد، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) جالسا، إذ دخل آذنه فقال: قوم من أهل البصرة يستأذنون عليك. قال: كم عددهم؟ قال: لا أدري. قال: اذهب فعدهم وأخبرني. قال: فلما مضى الغلام قال أبو عبد الله (عليه السلام): عدة القوم اثنا عشر رجلا، وإنما أتوا يسألوني عن حرب طلحة والزبير، ودخل آذنه فقال: القوم اثنا عشر رجلا. فأذن لهم، فدخلوا، فقالوا: نسألك. فقال: سلوا. قالوا: ما تقول في حرب علي وطلحة والزبير وعائشة؟ قال: ما تريدون بذلك؟ قالوا: نريد أن نعلم ذلك. قال: إذن تكفرون يا أهل البصرة. فقالوا: لا نكفر. قال: ..... عائشة كبير جرمها، عظيم إثمها، ما أهرقت محجمة من دم إلا وإثم ذلك في عنقها وعنق صاحبيها ..... قال القوم: إن كان هذا قاله النبي فقد دخل القوم جميعا في أمر عظيم. قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنكم ستنكرون. قالوا: إنك جئتنا بأمر عظيم لا نحتمله ...... فلما خرجوا قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا سليمان بن خالد، والله ما يتبع قائمنا من أهل البصرة إلا رجل واحد، لا خير فيهم، كلهم قدرية وزنادقة، وهي الكفر بالله. " قرأت في موقع القطرة أن القوم الذين أقبلوا من البصرة للإمام الصادق عليه السلام كانوا مخالفين.
سؤالي: كيف عرف الشيخ الحبيب أنهم كانوا مخالفين ؟
علماً بأن : 1. الرواية تقول "قوم من أهل البصرة".
2. قول الإمام قبل الإجابة "إذن تكفرون يا أهل البصرة" قرينة على أن القوم كانوا مؤمنين (شيعة) ولكن ضعفاء الإيمان، وليسوا مخالفين.
3. قولهم "إجئتنا بأمر عظيم لا نحتمله" قرينة قوية على أنهم شيعة ضعفاء الايمان، وذلك لأن المخالفين مسلمّين لصحة فعل أمهم عائشة ويحتملون كما هو ملحوظ. كما لا يوجد مبرر لقول المخالف لأحد أئمة الشيعة الذين يعتقد بكفرهم "لا نحتمل الأمر" ولو قيل: انهم مخالفين بقرينة قول الإمام "كلهم قدرية وزنادقة، وهي الكفر بالله" أقول: الإمام في صدد بيان وضع أهل البصرة قبيل ظهور الإمام المهدي عليه السلام وليس وضعهم في زمانه، إذ كان هناك شيعة في البصرة بزمن أهل البيت عليهم السلام وفي زماننا كذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ج1: معلوم بالضرورة في ذلك الزمان أن أهل البصرة كانوا مخالفين وشيعة لعثمان، ولذلك اتجهت عائشة لعنها الله مع جيشها للبصرة لوجود أنصار لها ولطلحة والزبير وذلك في قتالها للإمام علي عليه السلام في معركة الجمل. إضافة للأحاديث الواردة عن أئمة الهدى عليهم السلام في ذم أهل البصرة في ذلك الزمان يدل على أنهم ما كانوا شيعة لأهل البيت عليهم السلام، ودونك خطبة الإمام علي عليه السلام بعد معركة الجمل والتي فيها ” كنتم جند المرأة وأتباع البهيمة، رغا فأجبتم فهربتم. أخلاقكم دقاق وعهد كم شقاق، ودينكم نفاق، وماؤكم زعاق ..ألخ“.
ج2: ليست قرينة على ما ظننتم، بل هي على العكس أدل من كونهم من المخالفين، ولو أكملت الرواية لعرفت ذلك بقول الإمام عليه السلام ”إنكم سترجعون إلى أصحابكم وتخبرونهم بما أخبرتكم، فتكفرون أعظم من كفرهم“. وهذا يوضح أن الذين دخلوا على الإمام عليه السلام من المخالفين وأنهم سيكفرون أعظم من كفر أصحابهم بالبصرة الذين هم من أهل الخلاف أيضا.
ج3: العكس هو الصحيح لو تدبرت جيدا! فهل ترى المخالفين اليوم يقبلون بما تقوله في أمهم عائشة من أنها كافرة أو نحو ذلك، أم تراهم لا يحتملون مثل هذه العبارات؟! فإن هذا الذي جرى على هؤلاء الذين دخلوا على الإمام الصادق عليه السلام متسائلين عن عائشة لعنها الله!
ومن ثم هل تجد شيعيا حقيقيا يحترم عائشة أو أهل النفاق أو يرتاب فيهم؟ فإن الذي يعبر بمثل تلك العبارات لا يكون شيعيا أصلا! بل إذا كان الشيعي ضعيف الإيمان - على حد قولك - أو كان شاكا أو نحو ذلك فإنه إذا سمع مقالة الإمام وجوابه فإنه عليه أن يذعن ويسلِّم للحق لا أن يرفض ويكفر! وعلى أي حال فإنهم ما كانوا شيعة.
ج4: ذيل الحديث وإن كان يتحدث عن زمن ظهور الإمام المهدي عليه السلام، إلا أن الداعي لذكر ذلك هو هؤلاء الذين دخلوا على الإمام عليه السلام، وما كانوا شيعة لأهل البيت عليهم السلام كما قدمنا في الجواب الأول، فتنبه.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
7 جمادى الآخرة 1445 هجرية