السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عظّم الله اجوركم بمصاب ابي عبدالله الحسين صلوات الله عليه.
احببت ان اتسائل عن صحة رواية ينقلها الميرزا النوري في مستدرك الوسائل الجزء 14، الصفحة 361 & 362: (باب تحريم الأخت مطلقا) (16961) 1 الشيخ حسن بن سليمان الحلي تلميذ الشهيد الأول في كتاب المحتضر: نقلا من كتاب الشفاء والجلاء، بإسناده عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، عن آدم أبي البشر، أكان زوج ابنته من ابنه؟ فقال " معاذ الله، لو فعل ذلك آدم لما رغب عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وما كان آدم إلا على دين رسول الله (صلى الله عليه وآله " فقلت: وهذا الخلق من ولد من هم، ولم يكن إلا آدم وحواء (عليهما السلام)!؟ لان الله يقول: ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء﴾ (1) فأخبرنا أن هذا الخلق من آدم وحواء، فقال (عليه السلام): " صدق الله وبلغت رسله، وأنا على ذلك من الشاهدين " فقلت: ففسر لي يا بن رسول الله، فقال: " إن الله تبارك وتعالى لما أهبط آدم وحواء إلى الأرض، وجمع بينهما ولدت حواء بنتا فسماها عناقا، فكانت أول من بغى على وجه الأرض، فسلط الله عليها ذئبا كالفيل ونسرا كالحمار فقتلاها، ثم ولد له اثر عناق قابيل بن آدم، فلما أدرك قابيل ما يدرك الرجل، أظهر الله عز وجل جنية من ولد الجان يقال لها: جهانة، في صورة الانسية، فما رآها قابيل ومقها (2)، فأوحى الله إلى آدم أن زوج جهانة من قابيل، فزوجها من قابيل، ثم ولد لآدم هابيل فلما أدرك هابيل ما يدرك الرجل، أهبط الله إلى آدم حوراء واسمها ترك الحوراء، فلما رآها هابيل ومقها، فأوحى الله إلى آدم أن زوج تركا من هابيل، ففعل ذلك، فكانت ترك الحوراء زوجة هابيل بن آدم " الخبر.
فما هو تعليقكم وما صحة الرواية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، ولعنة الله على قاتليهم أجمعين.
بمراجعة الشيخ،
ليست الرواية صحيحة على الاصطلاح الروائي والميزان السندي، إلا أنها مقبولة لورود مضمونها في غير رواية وطريق، وفيها ما لا يقصر عن الصحيح والمعتبر. وليس المراد بالبغي هنا البغاء وكونها من ذوات الرايات، إذ لا رجال يومئذ وقد كانت أول من وُلد لآدم عليه السلام، وإنما المراد بالبغي هنا البغي على الله تعالى، أي تجاوز الحد بالكفر، وهذا صريح رواية عن الصادق عليه السلام قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس! إن البغي يقود أصحابه إلى النار، وإن أول من بغى على الله عناق بنت آدم، فأول قتيل قتله الله عناق.. إلخ» (الكافي ج2 ص327).
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
25 محرم الحرام 1444 هجرية