السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
هناك بعض من المخالفين يقولون أن شريعت سنكلجي أحد أكبر فقهاء الشيعة قد انتقل إلى المذهب المخالف، هل فعلا هذا هو أحد أكبر فقهاء الشيعة في زمانه؟ أم أن العدو يتشبث بأي قشة؟ وشكرا لكم، وبوركت جهودكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نبارك لكم ذكرى زواج النورين (أمير المؤمنين علي والسيدة الزهراء عليهما السلام) وكل عام وأنتم بخير.
بمراجعة الشيخ،
ما أطرف بقايا أبناء الحميراء حين يسعون لمضاهاة ظاهرة تشيع علمائهم ومثقفيهم باصطناع ظاهرة «تسنن» علماء الشيعة في المقابل!
نقول ما أطرفهم لأنك حين تستعرض ما يعرضونه من «نماذج» لإثبات تلك الظاهرة المزعومة تجد بعضها مختلَقا كاختلاق شخصية حسين الموسوي صاحب كتاب لله ثم للتاريخ، وهو شخص لا وجود له على الإطلاق وكتابه مليء بالأغلاط والتواريخ المكذوبة! وتجد بعضها الآخر مموها كتمويه أشخاص من سقط المتاع عندنا على أنهم من المراجع والعلماء والآيات العظام، والحال أن أحدا لم يسمع بهم من قبل ولا عرفهم بعلم ولا فضل! وتجد بعضا ثالثا مُحوَّرَ الحكاية فيُزعم أنه قد «تسنن» مع أنه لم يفعل! غاية ما هنالك أنه تأثر بأفكار دخيلة فشذَّ مع التزامه بعنوان كونه شيعيا.
ومن هذا القسم الثالث هذا المدعو بشريعت سنكلجي، فالرجل لم يعلن انتقاله للمذهب البكري، ولا كان أصلا من «الآيات العظام» كما يزعمون. إنما كان مجرد معمم هامشي لا يعرف قطاته من لطاته. وكما أن هناك معممون يتأثرون أحيانا بالأفكار والمناهج الدخيلة، فمنهم من تأثر بالصوفية، ومنهم من تأثر بالفلسفة، ومنهم من تأثر بالغرب والليبرالية وما يسمونه الحداثة، ومنهم من تأثر حتى بالقومية والشيوعية من قبل.. فكذلك صاحبنا هذا؛ كان تأثره بهؤلاء السلفية شيئا ما، مع أنه كان يدفع ذلك عن نفسه. وكان بعدُ من حاشية الشاه المقبور رضا خان الذي بلغ من محاربته للإسلام أن منع النساء من التزام الحجاب في إيران!
ولم يكن تأثره بالسلفية فقط، بل تأثر حتى بالقاديانية فألف كتابا زعم فيه إثبات وفاة عيسى عليه السلام! ثم تأثر بهؤلاء الذين زعموا أنهم قرآنيون فكتب ونظَّر لتهميش السنة وحصرها بالشرعيات دون العقديات. وهكذا كان معوج السليقة شاذ النزعة ليس إلا. ومثله كمثل هذا البالون المدعو بكمال الحيدري، أ فهل يُقال أن هؤلاء - على شذوذهم مع التزامهم بعنوان التشيع - قد صاروا من البكرية؟! كيف ومتى وأين وعلى ماذا؟!
وإذا كان هذا هو المعيار فلنا إذن أن نضاعف أرقام المتشيعين أضعافا مضاعفة إذ لا نعدم من علمائهم مَن مال إلينا في بعض المسائل والآراء! وهم كثرة وافرة في القديم والجديد. غير أنّا لسنا نفعل هذا، إذ تكفينا هذه الجمهرة العظيمة من علمائهم ومثقفيهم الذين انتقلوا وما زالوا ينتقلون إلينا معتنقين الولاية لآل محمد عليهم السلام والبراءة من أعدائهم عليهم اللعنة.
وعلى أية حال؛ فإن مما يجعل أمر هؤلاء المفلسين أكثر طرافة، أنك لو جمعت كل الذين يدعون أنهم «تسننوا» بمن فيهم مَن لا وجود لهم! ومَن لم يسمع بهم أحد! ومَن حرَّفوا قصصهم وحكاياتهم! لما وجدتهم يناهزون عشر معشار الذين تشيعوا من طائفتهم واهتدوا، ولما أمكن أن يُطلق على هذه القائمة المتواضعة عنوان «الظاهرة» في قبال ظاهرة التشيع الواسعة الجلية التي لا سبيل لإنكارها إلا الجحود والمكابرة، ولولا ذلك لما وجدتَ الصياح والعويل بهذا الكم والكيف عندهم من ظاهرة التشيع، فيما لا تسمع شيئا من هذا عندنا البتة حتى همسا! ذلك لأنه ليس هناك ظاهرة «تسنن» حقيقية على ما يزعمون، والشيعة من هذه الادعاءات يسخرون ويتندرون!
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
1 ذو الحجة 1444 هجرية