السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأي سماحة الشيخ الحبيب
بتفسير: مفتاح احسن الخزائن الإلهية
للسيد مصطفى الخميني
وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كل ما كان من هرطقات أهل العرفان الباطل مرفوض عند الشيخ.
والمذكور من هؤلاء، وله في هذا المسمى تفسيرا بلايا من الانحرافات مثل قوله: «إن لحقيقة الوجود اعتبارات من اللابشرط، والبشرط لا، والبشرط شيء، كما هي ثابتة في الماهيات، ولكن الاختلاف في أنحاء الموضوعات، فإذا أُطلقت حقيقة الوجود وأُخذت بشرط أن لا يكون معها شيء فهي المسماة عندنا بالمرتبة الأحدية الذاتية المستهلكة فيها جميع الأسماء والصفات، وتسمى مقام الجمع وحقيقة الحقائق والعماء المطلق. وإذا أُخذت بشرط شيء فإما أن تؤخذ بلحاظ جميع الأعيان اللازمة لها من الكلية والجزئية، وبلحاظ جميع الصفات والأسماء الملزومات لتلك الحقيقة، فهي المسماة بمقام الواحدية ومقام الجمع، وبلحاظ ظهور الأعيان في المرتبة العلمية تبعا لظهور الصفات، تسمى هذه المرتبة مقام الربوبية الجمعية. وإذا أُطلقت وأُخذت لا بشرط شيء آخر ولا بشرط لا شيء، فهي عندنا هي الهوية السارية والجارية في جميع الأعيان الثابتة والماهيات الإمكانية. وإذا أُطلقت وأّخذت بلحاظ كليات الأشياء فقط، فهي الاسم الرحمن، وهو رب العقل الأول، وهو أم الكتاب والقلم الأعلى ولوح القضاء عند أرباب العرفان» (تفسير مفتاح أحسن الخزائن الإلهية لمصطفى الخميني ج1 ص119).
وقوله: «كل ما في الكون وهم أو خيال، أو عكوس في المرايا أو ظلال. وهذه الطريقة هي مسلك أرباب الحكمة المتعالية، ورئيسهم صدر المتألهين الشيرازي قدس سره، الذي لا يماثله مماثل في نشأته العلمية وتفكيره العرفاني ومذاقه البرهاني» (المصدر نفسه ج1 ص131).
وقوله: «وغير خفي أن ما نسب إلى أهل المعرفة من أصالة الماهية - جعلا لا تحققا - يناسب هذه البارقة الملكوتية، لأن ما هو الموجود بالذات هو الوجود، وما هو الموجود المتوهم هي الماهيات، ولا أمر ثالث في البين يكون مجعولا وموجودا حقيقة، حتى الظل المنبسط على رؤوس الماهيات الإمكانية، كما عرفت سابقا من أرباب الفلسفة والبرهان دون الشهود والوجدان. والإنصاف أن الاعتقاد بذلك المنهج في غاية الإشكال، وخروج عن طور الشرائع حسب ما يظهر منها لأهلها، وإن كان موافقا لعدة آيات مضت الإشارة إلى بعضها. ومنها قوله تعالى: (الله نور السماوات والأرض) وإذا لم يكن هو نوره الحسي فهو نوره الحقيقي وما هو به تقوم السماوات والأرض، هي الحقيقة الظلية، لا الأصيلة، فإنها لا تباشر الماهيات ولا تسافح الأنواع والعناوين. ولذلك أفاد الوالد الكامل الجامع بين شتات العلوم العقلية والنقلية، والراحل بقدميه العلمية والعملية إلى قصوى مدارج العلوم النظرية والتطبيقية، وإلى نهاية مباحث العلوم المتعارفة المتشتتة، في حواشيه على (مصابح الأنس في شرح مفتاح غيب الجمع بين الشاهد والمشهود): أن الوجود هو الأصل جعلا وتحققا، وأن الماهيات تظهر بتلك الحقيقة الظلية والحق المخلوق به، ولكنها لمكان أنها من الروابط المطلقة في ذاتها وليست إلا معنى اندكاكيا وحرفيا ونفس التدلي بالذات الحي القيومي؛ لا يمكن أن يُنظر إليها وفيها، ولا يثبت لها حكم اسمي، لأن كل ما نشاهده بوجه اسمي فهو غيره، لأنه بحقيقته مرهون الغفلة وعدم الشهود، فإذا ينتسب جميع الأحكام الثابتة للحق الأول إلى الحق المخلوق به الذي هي حقيقة الولاية الأحمدية المحمدية والمحمودية العلوية، وهي الظل المنبسط على رؤوس الماهيات الإمكانية، وهي حيثية خالقيته تعالى، فإنه بها يصير خالقا، ويوصف الأوصاف البارزة الإهلية والربوبية، وهو الفيض المقدس التابع للفيض للأقدس. فكأنه - مد ظله - جمع بين شتات المسالك بتقريب ذكرناه وفصّلناه، فليتدبر» (المصدر نفسه ج1 ص135)
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
23 صفر الأحزان 1443 هجرية