بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
دخلت في حوار مع زميل حول بعض المسائل الخلافية بين الشيعة والعامة، وأطلب من سماحتكم اعطاءنا بعض التوضيحات مشكورين على ذلك سلفا
هل عاقب النبي صلى الله عليه وآله وسلم خالد بن الوليد بعد فعلته مع بني جذيمه؟
دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قد ذكرنا في محاضراتنا وأجوبتنا أنه (صلى الله عليه وآله) لم يعاقبه واكتفى بإعلان البراءة منه ومن أفعاله بقوله: ”اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد، اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد، اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد“ على ما رواه أرباب السير والتواريخ. وذلك لا لأن خالدا (عليه اللعنة) لم يكن مستحقا للعقاب وإنما تقديما للأهم على المهم وهو الحفاظ على تماسك المجتمع الإسلامي في بدء نشوئه وتكوّنه ولئلا يقول الناس: إن محمدا يقتل أصحابه، فيكون ذلك سببا في تحطيم المعنويات ودفع الناس إلى الردّة والكفر والجاهلية من جديد. ولهذا فإنه (صلى الله عليه وآله) تغاضى حتى عن جريمة أكبر هي محاولة اغتياله بالنفر بناقته على العقبة! فتغاضى عن أبي بكر وعمر وعثمان وأبي موسى الأشعري وغيرهم من الذين شاركوا في هذه المؤامرة، ولما سأله المسلمون عن سبب ذلك التغاضي ولماذا لا يقتلهم أجاب صلى الله عليه وآله: ”لا.. لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه“. لا لأن لهم حرمة أو كرامة عند الله ورسوله، وإنما لئلا يظهر أمام سائر العرب أن التصدّعات والانشقاقات قد بدأت تظهر بين أتباع هذا النبي.
سقاكم الله من حوض الكوثر. والسلام.
الخامس عشر من شهر شوال لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.