السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحافظ رجب البرسي في كتابه مشارق الامان ولباب حقائق الايمان في فصل اقسام الوجود الصفحة ٣٦ يقول: الوجود قسمان مطلق ومقيد،وهما مشتركان في جنس الوجود. ثم يقول والوجود المقيد وجود ما عداه ووجوده منه وعنه وبه.
ثم يكمل في الصفحة ٣٧ ويشرح حديث الامام الباقر عليه السلام فيقول: وقوله : ( وهو الآن على ما كان ) إشارة إلى أنه لم يتكثر بخلقه فهو أحد أبدا لأن الصفات الدالة على الذات هي غير تلك الذات ، والأفعال وجود بين عدمين والوجود بين العدمين في حيز العلوم فليس إلا الله وحده.
هذا الكلام لا شك ولا ريب هو من الشرك فهو دال على اعتقاده بوحدة الوجود والموجود فهل اطلعتم على كلامه يا شيخنا الجليل من قبل؟ وما هو موقفكم من كلامه هذا ومن شخصه الآن؟
وفقكم الله تعالى
خادمكم سجاد الخفاجي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ أفاد أن هذا الكلام لا يدل - ضرورةً - على الاعتقاد بوحدة الوجود والموجود، إذ يُراد بالوجود المقيد - في تعابيرهم الرائجة آنذاك - وجود الممكن، وهو وجودٌ مخلوق (منه) أي من الله تعالى؛ قائم (به)، صادر (عنه). وهو على كل حال غير وجوده سبحانه مائز عنه بدلالة قوله: «فصل الإمكان والوجوب فارق بينهما ومميز لهما».
وأما قوله: «الصفات الدالة على الذات هي غير تلك الذات» فمنصرفٌ إلى صفات الأفعال بدلالة السياق حيث تكلم عن نفي التكثر بالأفعال والخلق، وأما الوجود «الوجود المطلق وجود الحق سبحانه الذي وجوده عين ذاته».
والعبارة الصحيحة: «وللأفعال وجود بين عدمين، والوجود بين العدمين في حيز العدم إن كان من وجود فليس إلا الله وحده» فلم يقل: «والأفعال» بل قال: «وللأفعال»؛ فكانت نسبة الوجود إليها لا أنه جعلها حقيقة الوجود. ولم يقل: «في حيز العلوم» بل قال: «في حيز العدم» فجعل وجودها في هذا الحيز، وهي عبارة أخرى عن كونها ممكنة الوجود لأنها في ظرف العدم حيث لا وجود إلا لله وحده قبل أن يبرأها وينشئها.
والحاصل أن ملاحظة مجموع عبائره تفضي إلى أنه ما أراد إلا ما نريد، وأنه عن الاعتقاد بوحدة الوجود والموجود بعيد، ولا أقل من عدم التصريح بذلك، فيكون الحمل أولى. نعم؛ يؤخذ عليه استعماله ما راج من لغة واصطلاحات القوم الضالين، والاستدلال ببعض مقولاتهم وما لا يصح من الآثار المنحولة. وقد كانت تلك بلية عامة في ذلك الزمان غلبت رجالًا وابتلي بها رجال.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
21 رجب الأصب 1443 هجرية