الشيخ ياسر الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
انتم حكمتم على اية الله الفقيه الاصولي الشيخ جعفر السبحاني بأالانحراف في السليقة والتغرب عن نور العترة لأنه قال ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان قبل البعثة لا يقرأ ولا يكتب...والسيد محمد الشيرازي حسب ما اعرف انه كان يقول بنفس الكلام. فلماذا حكمت على الاول بالانحراف والثاني لم تحكم عليه بنفس الشيئ...هل اصبحنا نتعامل مع العلماء على حساب افكارهم ام على انهم من عائلة كذا وكذا.
ثانيا : مع شديد الاحترام لك وما سوف اقولة ليس بغرض الانتقاص منك ولكن من اعطاك الحق ان تحكم على المراجع ومن انت لتحكم عليهم اليس هذا من وظيفة الفقهاء المراجع هم من يحددون المنحرف من غيره.
ارجو ان احص على جواب وارجو ان لا ينزعج الشيخ من كلامي هذا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يرجى التدقيق والتأكد حيث لم نجد السيد الإمام الشيرازي يقول نفس الكلام حيث الموجود في تفسيره (تقريب القرآن) هو: «فلم يكن الرسول قارئ حسب الموازين الاجتماعية وإن كان يعرف القراءة بإلهام الله تعالى» (المصدر ج4 ص214).
وهذا الكلام يعني أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن «يمارس» القراءة والكتابة وليس أنه لم يكن «يعرف» القراءة والكتابة بتعليم وإلهام الله تعالى.
والإشكال من الشيخ الحبيب كان على من ينفي المعرفة وليس الممارسة.
والشيخ السبحاني زاد على نفي المعرفة رد الروايات الشريفة بوجوه سخيفة كما بيَّنَ الشيخ الحبيب فكيف يمكن المقارنة بينه وبين السيد الإمام الشيرازي قدس سره؟
كما يرجى التدقيق في ماهية مواقف الشيخ الحبيب حيث إن سماحته كما بيَّنَ مراراً لا «يحكم» على أحد بالمعنى الدقيق للكلمة لأن هذه وظيفة الحاكم الشرعي أما من حيث وصف الموضوع وتقييم صاحبه فهذا ينطلق من باب خبرته فأهل الخبرة يحق لهم ذلك، وسماحته مشهود له بالعلم والاجتهاد والتحقيق في إجازات العلماء بل هنالك من الفقهاء من أجاز تقليده مع عمله بالاحتياط كآية الله العظمى السيد الطباطبائي قدس سره.
ومع ذلك فإن سماحته أكثر من مرة قال: أن مواقفه وآراءه لا تلزم أحداً بل نصح المترددين بالأخذ بموقف المرجعية «لأنه أحوط لدينكم» لكن في المقابل لا يحق لأحد سلب حق المؤمنين الذين يثقون بخبرته ويأخذون بمواقفه وآرائه وتقييماته حيث أثبتت الأيام غاية دقتها.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
20 رجب الأصب 1443 هجرية