سلام علیکم،لیله من اللیالی سمعت خطیب شیعی یتکلم بلفارسیه علی المنبر و یقول قال امیرالمومنین علیه السلام انا اصغر من ربی بسنتین(عامین) فهل هذا کلام صحیح؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ أفاد أن هذا الحديث لم يرد في أصل معتبر أو بطريق معتبرة، إنما نُقل مرسلًا في بعض المؤلفات المتأخرة، وقد حمله بعضهم على معنى أن (الرب) هو (السيد والمربي) فيكون المقصود به رسول الله صلى الله عليه وآله باعتبار أنه استشهد وقد دخل في السادسة والستين من العمر فيما استشهد الإمام عليه السلام وقد دخل في الرابعة والستين، مع احتمال أن تكون (ربي) مصحَّفة (النبي).
وحمله بعضٌ آخر على معنى فلسفي أو عرفاني ذوقي فقال أن المراد بالسنة الرتبة وأنه يقصد أنه أدنى من رتبة الألوهية ورتبة النبوة.
وكل ذلك هراءٌ عندنا؛ فإن هؤلاء لم يفطنوا إلى أن هذه المقولة إنما هي بالأصل مقولة صوفية لابن الأعرابي أو ابن عربي، ثم مع مرور الزمان تسللت إلينا - في جملة ما تسلل من مقولاتهم الفاسدة - ونُسبت إلى أمير المؤمنين عليه السلام في المؤلفات المتأخرة، فلا حاجة لتكلف عناء تأويلها، ولا يسوغ ذكرها على المنابر، فما كان أميرنا - وهو أمير البلاغة - ليستعمل من اللفظ ما يوقع عباد الله في رجراجةٍ في عقيدتهم، ولا كان ليعبِّر عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بما يكره، ففي الحديث عن الصادق عليه السلام: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: السلام عليك ياربي! فقال: مالك لعنك الله! ربي وربك الله. أما والله لكنتَ ما علمتُكَ لجبانًا في الحرب لئيمًا في السلم» (رجال الكشي).
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
20 رجب الأصب 1443 هجرية
